باسكال وزينة.. لبنانيتان تبرزان الحرف اليدوية في بلدهما

شيماء مصطفى
الحرف اليدوية في لبنان

تحلم باسكال وزينة بفتح مدرسة في لبنان لتسهيل تعليم تقنيات الحرف اليدوية التي تختفي والحفاظ عليها ونقلها من جيل إلى جيل.


عبر 5 منشورات أسبوعيًّا، تصور مؤسستا صفحة “ذا ريدي هاند” على تطبيق إنستجرام، باسكال جوزاف الحبيس وزينة روفايل، حرفيين في لبنان لترويج حرفهم اليدوية.

وشرحت زينة روفايل الأمر ببساطة لوكالة أنباء رويترز، قائلة إن كل منشور للحرفي يحمل فيديو وصورًا للعمل اليدوي الذي يؤديه، مع كتابة تعليق قصير أسفلها يشرح خلفياته وما يفعله ومعلومات الاتصال الخاصة به، للوصول مباشرة إلى الزبون المحتمل له.

الحرف اليدوية في لبنان

بدأ المشروع، الذي يوصف بأنه منصة للحرفيين في لبنان، في فبراير 2021، إذ كانت باسكال ترغب في وضع كتاب عن الحرفيين في لبنان، وكانت زينة ترغب في جمع قاعدة بيانات يتسنى من خلالها للمهندسين المعماريين والمصممين الوصول إلى الحرفيين في لبنان، والتواصل معهم، وفق ما نشرت رويترز، اليوم الثلاثاء 4 إبريل 2023.

ولما اتفق شغف باسكال وزينة، أسستا معًا صفحة “ذا ريدي هاند”، وبدأتا بسؤال محيطهما عن الحرفيين، وبعدها يدلهما الحرفيون الذين تزورانهم على حرفيين آخرين. وتضم صفحتهما على إنستجرام الآن نحو 585 منشورًا، ولها أكثر من 15 ألف متابع.

الترويج للحرفيين في لبنان

قالت زينة: “الغرض من هذه الصفحة هو الترويج للحرفيين في لبنان وإظهار كل ما يمكننا القيام به في بلدنا، وربط المهندسين المعماريين والمصممين وكذلك أي شخص مهتم بإنتاج شيء ما. طموحنا هو محاولة تثقيف الشباب ليرغبوا في تعلم حرفة يدوية وليتسنى لنا أيضًا نقل كل هذه التقنيات عبر الأجيال”.

وأضافت زينة: “القوى العاملة لا تنال التقدير الملائم بالمرة، نحن (في لبنان) نركز على الواردات، وأعتقد أننا أدركنا جميعًا، بين الأزمة الاقتصادية و كوفيد-19، كيف يجب أن نبدأ العمل داخليا لاستخدام مواردنا وأن نكون أقل اعتمادا على الخارج”.

وتابعت: “أعتقد كذلك أن هذا هو السبب في أن توقيت مشروعنا كان جيدًا. في البداية قيل لنا إن الأوان قد فات، وكان الجميع انهزاميين بعض الشيء، لأنهم قالوا إن الأمر انتهى وعلينا إغلاق البلاد. لكننا قلنا لا، لأننا الآن نهتم بالأمر”.

باسكال وزينة

قالت باسكال جوزاف الحبيس: “لا أحد يعرف أن لدينا الكثير من التنوع في الحرف، كثير من الحرفيين في كل زاوية شارع. أمر لا يصدق. كل ما عليك فعله هو المشي في الشوارع والنظر حولك لترى الحرفيين في كل مكان”.

وتابعت: “بالنسبة إلينا شخصيًّا، من الممتع جدًّا معرفة أن الناس يراعون هذا الأمر وأنه بطريقة ما، بفضل عملنا، يتلقى الحرفيون طلبيات لإنجاز عمل. وحتى لو لم يتلقوا طلبيات فهم موضع تقدير، إذ يراهم الناس ويتحدثون عنهم ويشعرون بفخر بهم”.

إرهاق عاطفي وإيمان جديد

بينما تزور هي وزينة حرفيين في سهل البقاع للتصوير والتوثيق، أضافت باسكال: “واضح أنه توجد تقلبات. لذا يكون الأمر مرهقًا عاطفيًّا في بعض الأحيان، لأنك ترى معاناة وإهدارًا لإمكانات ومواهب”.

واستدركت: “في الغالب يكون الأمر مبشرًا للغاية، كما لو أنه يمنحك إيمانًا جديدًا بالإنسانية، لأنني أستطيع أن أخبرك أن زينة (روفايل) وأنا زرنا أكثر من 450 ورشة عمل، وفي بعض الأحيان نطرق الأبواب فقط، امرأتان بمفردهما، لم نكن نمثل شيئًا لكن يجري استقبالنا بترحيب كبير”.

مشروع ذا ريدي هاند

تعتبر المرأتان ذا ريدي هاند “مشروع حياتهما”. وإلى جانب صفحتهما على إنستجرام، تعملان الآن في كتاب يوثق للحرفيين وعلى تطبيق للهاتف المحمول يسمح للمستخدمين بالبحث حسب المنطقة والحرفة التي يحتاجون إليها.

وقالت زينة: “هذا كله تراثنا غير المادي والثقافي. يتعين أن نكون قادرين على الحفاظ عليه وتوثيقه”. وأضافت: “ما هو رائع حقًّا أنه بدأ كمشروع عمل لعامين من حياتنا، لكنه أصبح الآن مشروع حياة. نريد لاحقًا أن نطور وننمي (هذا المشروع) ليصبح على نطاق الدولة وقادرًا على دعم هذا القطاع حقًّا”.

ربما يعجبك أيضا