هل حقًّا تنقل الكلاب والقطط لأصحابها جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية؟

بسام عباس
قطط

توصلت دراسة حديثة إلى أن الكلاب والقطط تنقل لأصحابها "جراثيم خارقة" مقاومة للمضادات الحيوية.


عثر باحثون على حيوانات أليفة في بريطانيا والبرتغال تحمل بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية تنتقل لأصحاب هذه الحيوانات.

وقال العلماء إنها قد تحمل بكتيريا الإشريكية القولونية وأخرى مرتبطة بالالتهاب الرئوي، مطالبين بإدراج الأسر التي لديها حيوانات أليفة في برامج لمواجهة انتشار مقاومة مضادات الميكروبات، خاصة أنها تصل لمستويات عالية في جميع أنحاء العالم.

انتشار مسببات الأمراض

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن العدوى المقاومة للأدوية تقتل 700 ألف شخص سنويًّا على مستوى العالم، وهو رقم يُتوقع أن يرتفع إلى 10 ملايين بحلول عام 2050 إذا لم يتخذ أي إجراء، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى وصفها بأنها أحد أكبر التهديدات التي تواجه البشرية.

وأضافت، في تقرير نشرته السبت 15 إبريل 2023، أن الكلاب والقطط والحيوانات الأليفة الأخرى تسهم في انتشار مسببات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية والتي يمكن أن تسبب الأمراض البشرية، ولكن حتى الآن لم يتضح ما إذا كانت الحيوانات الأليفة المصابة تشارك بالفعل مسببات الأمراض مع أصحابها.

الأكثر أهمية

أوضحت الصحيفة أن العلماء حللوا عينات براز من الكلاب والقطط وأصحابها بحثًا عن البكتيريا المعوية المقاومة للمضادات الحيوية الشائعة، والتي تشمل بكتيريا الإشريكية القولونية والكلبسيلة الرئوية، كما بحثوا عن البكتيريا المقاومة للكاربابينيمات، والتي تستخدم كخط دفاع أخير عندما تفشل جميع الأنواع الأخرى.

وركز الخبراء على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية “الأكثر أهمية” للطب البشري، تلك المستخدمة لعلاج التهاب السحايا والالتهاب الرئوي، والمعروفة باسم الجيل الثالث من السيفالوسبورينات.

3d597e39a2ed32a9a02db06eb0a66718Y29udGVudHNlYXJjaGFwaSwxNjgwMTc2NTE2 2.64099098

يمكن الحد من انتشار البكتيريا بممارسة النظافة الجيدة بعد مداعبة الحيوانات الأليفة

استمرار البكتيريا

قالت الباحثة في جامعة لشبونة، جوليانا مينيزيس، إن هذه الدراسة تقدم دليلًا على أن البكتيريا المقاومة للجيل الثالث من السيفالوسبورينات، وهي مضادات حيوية بالغة الأهمية، تنتقل من الحيوانات الأليفة إلى أصحابها، وتسهم الكلاب والقطط في انتشار واستمرار هذه البكتيريا في المجتمع، ويجب تضمينها في تقييمات مقاومة مضادات الميكروبات.

وأضافت أن مالكي الحيوانات الأليفة يمكنهم الحد من انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة بممارسة النظافة الجيدة، بما في ذلك غسل أيديهم بعد جمع فضلات الكلاب أو القطط بل وحتى بعد مداعبتها.

تشابه الحمض النووي للبكتيريا

ذكرت الصحيفة البريطانية أن فريق البحث فحص 5 قطط و38 كلبًا و78 شخصًا من 43 أسرة في البرتغال، في حين فحص 7 كلاب و8 أشخاص من 7 أسر من المملكة المتحدة، ومن بين هذه المجموعة، كشفوا 3 قطط و21 كلبًا و28 شخصًا حاملين للبكتيريا المقاومة للجيل الثالث من السيفالوسبورينات.

وأضافت أن كل من الحيوانات الأليفة والمالك، في 8 أسر، كانوا يحملون بكتيريا المعويات، في حين كان الحمض النووي للبكتيريا في الحيوانات الأليفة والمالك متشابهًا في 6 من هذه المنازل، ما يعني أن المرض قد انتقل على الأرجح بين الحيوانات والبشر.

وقالت الصحيفة إن البحث سيطرح في المؤتمر الأوروبي لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في العاصمة الدنماركية، كوبنهاجن، والمزمع انعقاده في الفترة بين 15 و18 إبريل.

اقرأ أيضًا: لماذا لم تتأثر الكلاب بالإشعاع النووي في تشيرنوبل؟ علماء جينات يبحثون

اقرأ أيضًا:  اكتشاف علمي جديد.. أجسام مضادة لفيروس كورونا لدى القطط والكلاب

اقرأ أيضًا: أطباء يكشفون دور الحيوانات الأليفة في زيادة انتشار عدوى جدري القرود

ربما يعجبك أيضا