دراسة جديدة تحذر: نقترب من الوصول إلى 3 درجات من احترار الأرض

بسام عباس
حرائق الغابات

ببطء شديد وتقدم غير مؤكد، يحاول البشر عدم استخدام الفحم، الوقود الأحفوري الأكثر كثافة في إنتاج الكربون، والمحرك الرئيس للتغير المناخي.


وفقًا لدراسة علمية جديدة، يتخلى البشر ببطء شديد عن استخدام الفحم مصدرًا للطاقة، للوفاء بأهداف اتفاقية باريس.

وتهدف المعاهدة الدولية إلى معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. واتفاقية باريس تسعى للحد من ارتفاع درجة الاحترار العالمية إلى “أقل من 2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل عصر الصناعة”، و”متابعة الجهود” لإبقاء الزيادة أقل من 1.5 درجة.

التخلص التدريجي من الفحم

يعد التخلص التدريجي من الفحم طريقة رائعة للقيام بذلك، لأن البشر يطلق نحو 15 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي سنويًّا، ويمثل الفحم نحو 40% من هذه الانبعاثات. ويمكن لثاني أكسيد الكربون أن يستمر عدة قرون، ما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس وتغيير المناخ في العالم.

وقال موقع ساينس أليرت، إن دراسة جديدة أعدتها جامعة لوند السويدية أفادت أن العديد من الدول تقدم خططًا للتخلص التدريجي من الفحم، أو على الأقل استخدام كميات أقل منه، ما يمثل قفزة هائلة من حالة مفاوضات المناخ الدولية قبل اعتماد اتفاقية باريس عام 2015.

وأضاف، في تقرير نشره أمس الثلاثاء 25 إبريل 2023، أن الدراسة حذرت من بطء الوتيرة الحالية للتخلص التدريجي من الفحم، وأننا ننحرك نحو الطريق الصحيح لتجاوز حد 2 درجة لاتفاقية باريس للحد الأقصى من الاحتباس الحراري، وأنه بدون تغييرات جذرية، فإننا نتجه نحو 2.5 أو 3 درجات من الاحترار.

أثرالاحتباس الحراري على البيئة

التزامات غير قوية

قال عالم البيئة في جامعة لوند السويدية والمشارك في الدراسة، أليه شيرب، إن من الإيجابي أن يتزايد عدد الدول التي تعد بالتخلص التدريجي من الفحم من أنظمة الطاقة بها، ولكن لسوء الحظ، فالتزاماتها غير قوية بما يكفي.

وأضاف أن التخلص التدريجي من الفحم ينبغي أن يحدث بوتيرة أسرع إذا كان لدينا فرصة واقعية لتحقيق هدف الدرجتين، والدول التي تعتمد على أنواع الوقود الأحفوري الأخرى تحتاج إلى زيادة معدل انتقالها.

على المسار الصحيح

ذكر الموقع أن الباحثين حللوا خططًا قدمتها 72 دولة تعهدت بالتخلص التدريجي من الفحم بحلول عام 2050، وأن تجنب ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين لا يزال ممكنًا، في أفضل السيناريوهات فقط، فالصين والهند ستبدآن في التخلص التدريجي من الفحم في غضون خمس سنوات.

وأضاف أن دول العالم ستحافظ على أقل من درجتين فقط من الاحترار إذا تبنت الصين والهند خططًا طموحًا، على الأقل مطابقة لوتيرة التخفيض الذي أعلنته المملكة المتحدة حتى الآن وتجاوز التخفيض الذي تعهدت ألمانيا بإجرائه.

وفي ظل سيناريوهات أخرى، وصفها الباحثون بأنها أكثر واقعية، فإن الأرض تسير على طريق الاحترار العالمي من 2.5 إلى 3 درجات، فعشرات الدول تخلفت عن الوفاء بتعهداتها بموجب اتفاق باريس، ووجد تقرير عام 2021 أن جامبيا هي الدولة الوحيدة التي تسير حاليًّا على المسار الصحيح.

جامبيا هي الدولة

جامبيا هي الدولة “الرائدة مناخيا” في العالم

لم يسبق له مثيل

ذكر الموقع أن تغير المناخ يتسبب في إحداث فوضى قبل ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين، وتوقع العلماء عواقب أسوأ مع اقترابنا من هذا الخط، وهذا الاحترار لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، رغم أن الأرض شهدت فترات دافئة مماثلة منذ فترة طويلة، ما يقدم لنا شواهد لما يمكن توقعه.

وأضاف أن فقدان الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية يؤدي إلى رفع مستويات سطح البحر بمقدار 20 مترًا، في حين يواجه الناس في جميع أنحاء العالم كوارث متواصلة تتراوح من موجات الحر والجفاف الشديد إلى العواصف الفائقة والفيضانات الجليدية، إلى جانب انخفاض الأمن الغذائي وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض.

عادة يصعب التخلص منها

ذكر الموقع العلمي أن الفحم أثبت أنه عادة يصعب التخلص منها، رغم النمو السريع للطاقة المتجددة، وزيادة المحظورات على محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، ويتراجع استخدام الفحم تدريجيًّا في العديد من الدول، فبعد انخفاض 3.1% عام 2020، زاد الاستهلاك العالمي للفحم 1.2% عام 2022.

وأضافت أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية وصلت إلى مستويات عالية جديدة في عامي 2021 و2022، فارتفعت انبعاثات الفحم 1.6% عام 2022، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، ولا يزال الفحم هو السبب الرئيس وراء ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عامة.

أسباب اقتصادية

قالت عالمة البيئة في جامعة تشالمرز للتكنولوجيا، جيسيكا جيويل، إن التزامات الدول غير كافية، ولا حتى بين الدول الأكثر طموحًا، كما أن الحرب الروسية الأوكرانية هددت بتعريض العديد من التزامات الدول للخطر.

وأفاد الموقع أن الدول تراجعت عن التخلي عن استخدام الفحم لأسباب اقتصادية، لأنه مصدر رخيص للطاقة، إلا أن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سيؤدي إلى إنقاذ الأرواح وتوفير المال، كما أنه سيخلق فرص عمل، وقد لا يكون استبدال الفحم سهلًا، لكنه أرخص بكثير من البديل.

اقرأ أيضًا: علماء يحذرون: 27 من مسرعات الاحتباس الحراري تمثل خطرًا على كوكب الأرض

اقرأ أيضًا: أسعار الغاز المرتفعة تدفع شركات المرافق الكورية لاستعمال الفحم

اقرأ أيضًا:  أوروبا تخلف عهود المناخ وتتوسع في استخدام الفحم

ربما يعجبك أيضا