نفاد الذخيرة وقتال شرس.. هل تنسحب فاجنر من باخموت؟

محمد النحاس
الحرب الروسية الأوكرانية

قال قائد مجموعة فاجنر إن المسؤولين عن شراء الأسلحة في روسيا توقفوا عن إعطائهم الذخيرة.


تواصلت المعارك بين روسيا وأوكرانيا، في ظل صمود أوكراني واستماتة في الدفاع عن باخموت، واستهداف لمناطق سيطرة الروس.

ترد روسيا باستهداف مدن أوكرانية بضربات صاروخية، كان آخرها وفقًا لما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها، الأحد 30 إبريل 2023، في مدينة خاركيف الأوكرانية، ما أدى لاشتعال النيران في مبانٍ سكنية وتدمير بعض السيارات.

إقالة قائد عسكري بارز

في ظل تواصل القتال منذ أشهر في مدينة باخموت الأوكرانية، التي تشهد معركة هي الأكثر ضراوة، والأطول زمنًا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير من العام الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تعيين العقيد أليكسي كوزمينكوف، نائبًا لوزير الدفاع للشؤون اللوجستية.

وكوزمينكوف هو العقيد الذي شغل مناصب متنوعة في الجيش الروسي، ويأتي هذا التعيين ليحل كوزمينكوف محل العقيد ميخائيل ميزنتسيف، وفقًا لما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عبر قناتها على تليجرام. وذلك في وقتٍ تستعد فيه أوكرانيا لشن هجوم الربيع المضاد.

وتعد الإمدادات اللوجيستية ذات أهمية حيوية في الحرب، وقد واجهت روسيا صعوبات في هذا الجانب منذ بدء القتال العام الماضي، ما أدى، بالإضافة للمقاومة الأوكرانية الشرسة وتدفق الأسلحة الغربية، إلى إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الروسي، وتغيير خطط الكرملين في الحرب، حسب ما تشير تقارير لعدد من وكالات الاستخبارات الغربية.

فاجنر ونقص إمدادات الذخيرة

إقالة المسؤول العسكري الروسي جاءت بعد توجيه قائد مجموعة فاجنر شبه العسكرية الخاصة، يفجيني بريجوزين، تهديدًا بسحب مقاتليه من مدينة باخموت الواقعة شرقي أوكرانيا، حال لم تتلق المجموعة مزيدًا من الأسلحة والذخائر لمواصلة القتال المحتدم مع القوات الأوكرانية، التي تُبدي استماتةً في الدفاع عن المدينة المحاصرة، لكن لم يتضح ما إذا كانت الإقالة مرتبطة بهذه التصريحات أم لا.

وفي مقابلة مع المدوّن الروسي، سيميون بيجوف، ادعى بريجوزين أن المسؤولين عن شراء الأسلحة في روسيا “توقفوا عن إعطائنا الذخيرة”، مناشدًا وزير الدفاع سيرجي شويجو، بقوله: “أطلب إرسال ذخيرة لنا على الفور، وإذا ما رُفض الطلب، أرى أنه من الضروري إبلاغ القائد الأعلى للقوات المسلحة بالمشكلات القائمة، واتخاذ قرار بشأن جدوى الاستمرار في تمركز الوحدات في باخموت”.

مأساة الروس

لكن بريجوزين ورغم هذه التصريحات تعهد بـ”الدفاع عن باخموت حتى تنفد الذخيرة”، وليست هذه المرة الأولى التي يشتكي فيها بريجوزين علنًا من مسؤولي وزارة الدفاع الروسية، والجيش، فلديه سجل حافل من الخلافات مع قادة الجيش، حتى أنه ذهب إلى حد أن اتهم وزير الدفاع بالخيانة بسبب عدم وصول إمدادات الذخيرة لمقاتلي فاجنر، ويسلط هذا النوع من التصريحات الضوء على مدى نفوذ قائد فاجنر في بلدٍ لا يسمح عادة بانتقاد مسؤوليه المدنيين فضلًا عن العسكريين.

وقال بريجوزين إن الهجوم الأوكراني المضاد من الممكن أن يتحوّل إلى “مأساة بالنسبة إلى روسيا” حال لم تصل إمدادات الذخائر، وتأتي هذه التصريحات رغم إعلان المسؤول الإعلامي العسكري الأوكراني، ميكيتا شانديبا، الأحد، أن ضربات المدفعية الروسية قد اشتدت خلال الآونة الأخيرة في باخموت، لكنه شدد على أن القوات الأوكرانية صامدة.

ضربات متبادلة وسقوط قتلى

حسب المسؤول العسكري الأوكراني، يحاول الروس الاستيلاء على المدينة بحلول 9 مايو الجاري. في غضون ذلك طالت الضربات الروسية عددًا من المناطق الأوكرانية، مُخلّفةً خسائر محدودة، اللافت أن الهجمات بالإضافة إلى استهدافها الشرق، مركز العمليات الرئيس، استهدفت كذلك خاركيف شمالي البلاد، ونيكوبول الواقعة جنوبي أوكرانيا.

وربما يفسر اتساع نطاق الهجوم الروسي، استهداف القوات الأوكرانية لمدينة روسية حدودية بقصف ليلي خلّف 4 قتلى، حسب حاكم إقليم بريانسك ألكسندر بوجوماز، في تصريحٍ على قناته على تليجرام، وفي حادث منفصل قُتل شخصان وأصيب 12 آخرون في قصف أوكراني لمنطقة دونيتسك، وفق بيان للإدارة الموالية لروسيا.

من جانبه، أشار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إلى اقتراب بدء الهجوم المضاد المرتقب، ولم يحدد موعدًا لبدء الهجوم، في حين قالت قيادة الدفاع الأوكرانية إن الاستعدادات قاربت على الانتهاء.

اقرأ أيضًا: أوكرانيا: قتال دموي غير مسبوق في باخموت

اقرأ أيضًا: فيديو| زيلينسكي يشيد بالقوات أثناء زيارة إلى شرق أوكرانيا

ربما يعجبك أيضا