بسبب المهاجرين.. ما حدود الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا وإيطاليا؟

محمد النحاس

"الإهانة" و"الفشل مع المهاجرين".. عنوانان لأزمة دبلوماسية تلوح في الأفق بين فرنسا وإيطاليا.. ما القصة؟


تلوح في الأفق أزمة دبلوماسية بين فرنسا وإيطاليا، بعد تصريحات لوزير فرنسي انتقد فيها أداء رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني.

وتأتي هذه الانتقادات بسبب ما أسماه المسؤول الفرنسي “عدم القدرة على التعامل مع أزمة المهاجرين” المتدفقين تجاه أوروبا، وهي أزمة لطالما نددت بها الأوساط اليمينية في أوروبا، فما أبعاد هذا الخلاف؟ وهل يقود إلى أزمة دبلوماسية بين الجانبين؟

إلغاء زيارة رسمية

ألغى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، رحلة إلى باريس يوم أمس الخميس 4 مايو 2023، ردًّا على ما اعتبرها تصريحات “مهينة” أدلى بها وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، ضد جورجيا ميلوني، في حين أبدت الخارجية الفرنسية أملها إعادة تحديد موعد للزيارة.

وفي انتقاد لاذع، قال وزير الداخلية الفرنسي جيراليد دارمانان، إن “رئيسة الوزراء الإيطالية عاجزة عن حل مشكلة الهجرة”، وفقًا لما نقل موقع صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير بهذا الشأن.

وفي المقابل، وصف تاجاني تصريحات الوزير الفرنسي بأنها “غير مقبولة”، وألغى زيارته المقررة سلفًا لباريس، والتي كان سيلتقي خلالها نظيرته الفرنسية كاترين كولونا.

اقرأ أيضًا| وزير الخارجية الإيطالي يلغي زيارته لفرنسا بعد انتقاد باريس حكومته

ملف شائك وموضع مستمر للسجال

قال دارمانان لإذاعة “آر إم سي” إن “السيدة ميلوني، وحكومة اليمين المتطرف التي اختارها أصدقاء السيدة مارين لوبان، عاجزة عن حل مشكلات الهجرة بعدما انتُخبت على هذا الأساس”، وفقًا لما نقلت قناة فرنسا 24 الإخبارية. وانتقد الوزير الفرنسي تدفق اللاجئين خاصةً القاصرين منهم عبر إيطاليا.

واعتبر الوزير الفرنسي أن ميلوني “تشبه زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان”، مضيفًا بشأن قضية الهجرة: “إنها لا تتوقف بل تزداد”، وشدد على أن رئيسة الحكومة الإيطالية تواجه “أزمة هجرة خطيرة جدًّا”.

أزمة دبلوماسية؟

تأتي هذه التصريحات في ردٍ على سؤال بشأن مواقف رئيس حزب التجمع الوطني الفرنسي، الذي يوصف بأنه يميني متطرف، جوردان بارديلا، في ما يتعلق بملف الهجرة على الحدود بين فرنسا وإيطاليا، وهو ملف شائك للغاية وكثيرًا ما يكون موضعًا للسجال بين الجانب الفرنسي والإيطالي.

وعادةً ما يكون السجال على المستوى الشعبي، أو على وسائل الإعلام المختلفة، ومنصات التواصل الاجتماعي، ونادرًا ما يصبح سجالًا بين المسؤولين الرسميين في روما وباريس، وهو ما حدث هذه المرة بالفعل، إذ طال الجدل أعلى المستويات الرسمية.

ومع ذلك قد لا يقود هذا السجال إلى أزمة دبلوماسية، لأن القارة الأوروبية لا تحتمل شقاقًا في هذه الآونة بين بلدين لديهما ثقل داخل الاتحاد مثل فرنسا وإيطاليا، وهو ما ظهر في محاولة احتواء الموقف بتصريح وزارة الخارجية الفرنسية بأن العلاقة بين فرنسا وإيطاليا تقوم على “الاحترام المتبادل بين البلدين وبين قادتهما”.

خلاف بين باريس وروما

رغم هذا، أقرت الخارجية الفرنسية بوجود أزمة مهاجرين، وقالت: “الحكومة الفرنسية تريد العمل مع إيطاليا لمواجهة التحدي المشترك المتمثل في الزيادة السريعة في تدفق المهاجرين”.

وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية أنه “من الضروري معالجة هذه القضية بالتعاون بين كل الدول الأعضاء، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يمكننا أن ننجح إلا عبر التشاور والحوار السلمي”.

وتعاني أوروبا ارتفاعًا حادًّا في معدلات الهجرة غير الشرعية، والتي عادةً ما تأتي بحرًا إلى السواحل الإيطالية، ومن ثم تبدأ رحلتها إلى أوروبا. وفي نوفمبر الماضي رفضت حكومة جورجيا ميلوني السماح برسو سفينة إنسانية، كانت تحمل عشرات اللاجئين، لتضطر فرنسا إلى استقبالها، وهو ما أغضب باريس التي دعت إلى اجتماع أوروبي “حتى لا يتكرر مثل هذا الأمر”.

اقرأ أيضًا| وزير فرنسي يتهم رئيسة وزراء إيطاليا بالتسبب في أزمة الهجرة

ربما يعجبك أيضا