حصار مخيم جنين.. ما مدى العملية العسكرية للاحتلال الإسرائيلي؟

تدفق آلاف الفلسطينيين من مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية، ليلة أمس الاثنين 3 يوليو 2023، هربًا من الهجوم الإسرائيلي.

وتوقف قوات الاحتلال الإسرائيلي بعض الرجال والصبية المراهقين والأطفال، ولا تسمح بالذهاب إلى المنطقة ولا الخروج منها، وأعلنت حركة حماس استعدادها للتدخل إذا “تمادت إسرائيل وواصلت عدوانها” في جنين.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Eye On Palestine (@eye.on.palestine)

إجلاء 3000 شخص

أفادت جماعة الهلال الأحمر الفلسطيني لخدمات الطوارئ بإجلاء 3000 شخص من حي مكتظ بالسكان في المدينة، واستشهاد 9 فلسطينيين حتى الآن، بسبب الهجوم الإسرائيلي الأكبر منذ الانتفاضة الثانية 2002 على مخيم جنين.

وحسب وكالة أنباء فرانس برس، قال نائب محافظ جنين، كمال أبو الرب، إن “حوالي 3000 شخص غادروا المخيم حتى الآن”، مضيفًا أنه يجري اتخاذ الترتيبات لإيوائهم في مدارس وملاجئ أخرى في مدينة جنين، وأن نحو 18 ألف فلسطيني يقيمون في المخيم.

أكثر من 10 غارات بطائرات مسيّرة

قالت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، جولييت توما، إن سكان المخيم يغادرون. وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام فلسطينية حشودًا تخرج من جنين. وحسب الإعلام الفلسطيني، أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي السكان بمغادرة المنطقة.

وأطلق الجيش الإسرائيلي اسم “المنزل والحديقة” على عملية اقتحام مخيم جنين. وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ أكثر من 10 غارات بطائرات مسيّرة، منذ بداية العملية العسكرية فجر أمس الاثنين.

اقرأ أيضًا|«فيتش سوليوشنز» تتوقع نمو اقتصاد دبي 4.7% خلال 2023

مخطط منذ عام

قالت الإذاعة إن قرار تنفيذ الاقتحام صدر قبل 10 أيام، إلا أن التخطيط له بدأ منذ عام تقريبًا في فرقة الضفة، وخضع لعدة تعديلات وتحديثات، وتأجل عدة مرات، وهدف العملية هو استعادة “الردع” في شمال الضفة، وستستمر العملية حسب الحاجة.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تملأ الطائرات المسيرة سماء جنين، وتدوي أصوات الطلقات النارية المنتظمة والانفجارات العالية على مدار اليوم، من مخيم اللاجئين الذي أعلنت إسرائيل أنه الآن منطقة عسكرية مغلقة.

24 ساعة أخرى

قطع الجيش الإسرائيلي الاتصالات الهاتفية والكهرباء عن المخيم، ما يجعل من الصعب الحصول على صورة دقيقة لما يحدث. ويكافح مسعفون فلسطينيون للوصول إلى عشرات الجرحى هناك. ونقلت وكالة أنباء “رويترز”، عن مصدر مطلع، أن “الجيش الإسرائيلي بحاجة إلى اليوم على الأقل لاستكمال العملية”.

وحسب تايمز أوف إسرائيل، شوهدت قافلة كبيرة من عربات جيش الإحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك الجرافات، تدخل المنطقة مساء الاثنين. وتمنع قوات الاحتلال، التي تحاصر المخيم من مختلف الجهات، مركبات الإسعاف من الدخول لنقل المصابين لتلقي العلاج.

جريمة حرب

قال ضابط إسعاف فلسطيني تصريح لتلفزيون فلسطين، إنهم يواجهون صعوبات بالغة في القيام بعملهم الطبى، وإن عمليتهم الإسعافية قد تكون الأخيرة لأن قوات الاحتلال جرفت كل الطرق والشوارع المؤدية إلى المخيم.

ومن جانبها، طالبت منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لين هاستينجز، جيش الاحتلال الإسرائيلى بتأمين دخول طواقم الإسعاف إلى المخيم لإنقاذ المصابين.

وأعربت هاستينجز في تويتر عن القلق البالغ من حجم العدوان الإسرائيلى العسكري في جنين ومخيمها. ووصفت الرئاسة الفلسطينية ما يجرى في جنين بأنه جريمة حرب يرتكبها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

10 شهداء و ١٠٠ جريح و الالاف اجبرهم الاحتلال على ترك منازلهم في مخيم جنين

 مذبحة جنين

نقلت “بي بي سي” عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: “لدينا أهداف محددة داخل مخيم جنين، وخاصة إلغاء الاعتقاد السائد بأنه مكان آمن للإرهابيين، ويمكن للأمر أن يستغرق ساعات أو يومًا أو يومين”.

وقال شاهد عيان لـ “بي بي سي”، إن المخيم يشهد “مذبحة” وأنه “يوجد أطفال ومدنيون، وقوات الاحتلال لا تسمح لهم بالخروج”، مضيفًا: “انقطعت الكهرباء لدينا، لقد حفروا كل طرقنا. سيدمرون المخيم”.

في مرمى النيران

قالت جوفانا أرسينيجيفيتش، من منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية، لـ”بي بي سي”، إنها كانت في مستشفى وشاهدت أكثر من 90 مصابًا بنيران أو شظايا عبوات ناسفة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه كان يعمل بناء على معلومات استخبارية دقيقة، ولم يسع لإلحاق الأذى بالمدنيين، لكن العديد منهم وقعوا في مرمى النيران.

حماس تعلن استعدادها للتدخل

أعلنت حركة حماس الفلسطينية استعدادها للتدخل إذا “تمادت إسرائيل وواصلت عدوانها” في جنين، ودعت إلى توسيع ساحات الاشتباك والمواجهة مع إسرائيل، رداً على ما قالت إنه “مجزرة إسرائيلية في جنين”، مؤكدة في ذات الوقت على ربط جبهات “المقاومة في المنطقة” استعداداً للرد.

وأدان حزب الله اللبناني العملية الإسرائيلية العسكرية في مخيم جنين واستنكر ما وصفه بـ”ترويع المواطنين الفلسطينيين وتدمير ممتلكاتهم، وأعمال القتل والاعتقال التعسفية والإرهابية التي تمارسها قوات الاحتلال بحقهم، في ظل صمت عالمي وعربي يشجع العدو على التمادي بأعماله الإرهابية الخطرة”.

اقرأ أيضًا|العقارات الفاخرة في دبي تجني المكاسب وسط تباطؤ عالمي

إدانات دولية

شدد حزب الله اللبناني على وقوفه ودعمه الكامل للفصائل الفلسطينية في كل الخيارات “التي يرونها مناسبة لردع إسرائيل وحماية الشعب الفلسطيني ومقدساته”. ووصف رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، العملية الإسرائيلية بأنها “محاولة جديدة لتدمير المخيم وتهجير أهله”.

وأدانت دول منها مصر والأردن العملية العسكرية الإسرائيلية، وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل. وصدر بيان عن البيت الأبيض أمس الاثنين قال فيه إنه “يدعم أمن إسرائيل وحق الدفاع عن نفسها” وإنه “يراقب الوضع من كثب”.