هروب كينج يجدد جراح المحتجزين الأمريكيين في كوريا الشمالية

احتجزت كوريا الشمالية نحو 20 أمريكيًّا منذ نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، أخرهم جندي عبر الحدود بقرية الهدنة في 18 يوليو 2023.

ولا توجد طريقة سهلة لواشنطن لضمان عودة محتجزيها لدى بيونجيانج، فلا تربط الدولتان علاقات دبلوماسية مباشرة، وكانا خصمين منذ عقود، وغالبًا ما تستخدم الأخيرة المحتجزين كضمانات من أجل الحصول على أقصى قدر من التنازلات لإطلاق سراحهم.

من هو الجندي المعتقل بكوريا الشمالية؟

وفق وكالة بلومبرج الأمريكية، في تقرير يوم الأربعاء 19 يوليو 2023، عرَّفه الجيش الأمريكي بأنه جندي من الدرجة الثانية يدعى ترافيس كينج، يبلغ 23 عامًا، وهو كشاف فرسان من ولاية ويسكونسن التحق بالجيش منذ يناير 2021.

وتعرض كينج للسجن في كوريا الجنوبية لنحو شهرين بتهمة الاعتداء، وكان من المقرر أن يعود إلى تكساس، لكنه شارك في جولة في المنطقة الأمنية المشتركة في قرية الهدنة في بانمونجوم، المكان الوحيد في شبه الجزيرة الكورية الذي يمكن للعسكريين من الولايات المتحدة وكوريا الشمالية أن يقفوا وجهًا لوجه على الحدود.

كوريا الشمالية

من هم المحتجزون في كوريا الشمالية؟

قال شخص مصطلع على الجولة إن كينج ضحك بصوت عالٍ وركض بين بعض المباني الواقعة على الحدود. في حين قالت والدة كينج، كلودين جيتس، لشبكة ABC News  إنها تحدثت مع ابنها قبل أيام قليلة، وأخبرها أنه سيعود إلى تكساس، لكنها لا تستطيع أن تتخيل أنه سيعبر إلى كوريا الشمالية.

وفق بلومبرج، هذا النوع من العبور نادر، والعديد من الأمريكيين الآخرين المحتجزين في كوريا الشمالية كانوا في البلاد كجزء من مهام العمل أو طلاب جامعيين ذهبوا إلى هناك في جولات دارسية، أو مراسلين، أوبعض الذين وصفهم أقاربهم بأنهم مضطربون. احتجزت كوريا الشمالية المواطن الأمريكي، بروس بايرون لورانس، لمدة شهر تقريبًا في العام 2018، متهمة إياه بالدخول غير القانوني من الصين.

حوادث مؤلمة

كانت الحادثة الأخيرة الأكثر تشابهًا منذ ما يقرب من 60 عامًا، عندما قال الرقيب في الجيش، تشارلز جنكينز، إنه شرب قرابة 10 أنواع من البيرة، وفرّ من منصبه في العام 1965، إلى كوريا الشمالية، حتى لا يضطر إلى الخدمة في حرب فيتنام. وظل هناك 40 عامًا، لكنه أدرك بعد فترة وجيزة من عبوره، أنه ارتكب خطأً فادحًا، حسب ما جاء في بيان نعيه عام 2017 بصحيفة نيويورك تايمز.

وذهب الآلاف من الأمريكيين إلى كوريا الشمالية في رحلات ترفيهية تقتصر على الأماكن التي يمكنهم زيارتها. لكن أصبح البلد الآن محظورًا على الأمريكيين ما لم يتم منح إذن على مستوى عالٍ، وطلبت وزارة الخارجية من المواطنين عدم الذهاب إلى هناك، بسبب استمرار خطر الاعتقال والاحتجاز لفترات طويلة.

هروب جندي أمريكي لكوريا الشمالية

ماذا يحدث في الحجز؟

جرى احتجاز الأمريكيين في أماكن تتراوح من الأكواخ المتهالكة إلى غرف الفنادق، عادة ما يخضعون للاستجواب لساعات ودفعهم إلى نقاط الانهيار الذهني.

وأبرز من اعتقلتهم كوريا الشمالية، المواطن الأمريكي، كينيث باي، في نوفمبر 2012 في مدينة راسون الشمالية الشرقية، وحُكم عليه بالسجن 15 عامًا في معسكر عمل بسبب ما وصفه الكوريون الشماليون بخطط للإطاحة بالنظام. وأُجبر على تكسير الصخور والحفر بحثًا عن الفحم. كان اعتقاله لمدة عامين تقريبًا هو الأطول بالنسبة لأي أمريكي.

مصائر صعبة للمحتجزين

احتجزت كوريا الشمالية السائح جيفري فاول، لنحو 6 أشهر بتهمة ترك الكتاب المقدس في نادٍ للبحارة في عام 2014، واحتجز في بيوت ضيافة. وكذلك اعتقلت السلطات طالبًا في جامعة فرجينيا يدعى أوتو وارمبير، يبلغ 21 عامًا في جولة جماعية في يناير 2016، واتُهم بمحاولة سرقة ملصق دعائي.

وحُكم على أوتو وارمبير في البداية بالسجن لمدة 15 عامًا مع الأشغال الشاقة، لكنه أُعيد إلى الولايات المتحدة في يونيو 2017 في حالة غيبوبة، وكان ميتًا دماغيًّا، ومصابًا بالعمى والصمم، ومات بعد أيام.

جندي أميركي في كوريا الشمالية

ماذا يحدث الآن؟

غالبا ما تجري كوريا الشمالية محاكمة صورية للأجانب الذين تعتقلهم، وتحكم عليهم بالسجن لعدة سنوات مع الأشغال الشاقة. لكن معظم الأمريكيين الذين احتجزتهم كانوا رهن الاحتجاز لمدة عام أو أقل. وسعت الولايات المتحدة لإيفاد مبعوثين رفيعي المستوى، بما في ذلك الرئيسان السابقان جيمي كارتر وبيل كلينتون، لإخراج الأسرى من البلاد.

ولم ترد كوريا الشمالية حتى الآن على طلبات الولايات المتحدة للتحدث في ما يتعلق بقضية ترافيس كينج، ولم تقدم أي تعليق على الأمر في وسائل إعلامها الرسمية. ورفضت بيونج يانج هذا العام عروض من إدارة بايدن للتحدث، ما جعل موقف كينج أكثر إشكالية من الاعتقالات السابقة.

اقرأ أيضًا| أمريكا تشارك في تأمين عودة جندي من كوريا الشمالية

اقرأ أيضًا| شقيقة زعيم كوريا الشمالية: يجب أن تكف أمريكا عن «الحماقة»