أنباء غير سارة لسوق النفط.. الطلب الصيني بلغ ذروته في 2023 ويتجه للتراجع

أفادت شبكة بلومبرج الأمريكية بأن إقبال الصين على الوقود والمنتجات الأخرى المشتقة من النفط، مثل البلاستيك، ربما بلغ ذروته للعام  الحالي 2023.

وفي حين أشارت الأرقام الكلية لواردات الخام إلى طلب قوي على النفط، لفت المحللون إلى أن معظم ذلك الإمداد جرى تخزينه، بدلًا من تحويله إلى بنزين وديزل، حسب التقرير المنشور أمس الثلاثاء 1 أغسطس 2023.

مؤشرات ضعيفة

في الوقت الذي تعاني الصين مشكلات اقتصادية تقف في طريق تعافيها الكامل من تبعات سياسة «صفر كوفيد»، تتواصل المؤشرات الضعيفة في قطاعي التصنيع والبنية التحتية، ما يلقي بظلاله على النظرة المستقبلية للسلع.

ووفق بلومبرج، راجع المضاربون على الارتفاع توقعاتهم بشأن النظرة المستقبلية للصين، لكن المزيد من العقبات الاقتصادية قد تضع حدًا لمكاسب أسعار النفط الخام، في الوقت الذي تشدد السوق على خفض الإمدادات، الذي يفرضه أعضاء تحالف «أوبك+».

اقرأ أيضًا| بين خفض الإنتاج وزيادة الطلب.. ما مستقبل أسعار النفط؟

تباطؤ النمو

استبعدت شركة ماي ستيل أول كيم الصينية للاستشارات أن يصل استهلاك الديزل والبنزين إلى مستويات ما قبل الجائحة، هذا العام، وقالت إن السيارات الكهربائية تمثل تحديًا للطلب المستقبلي، حسب ما نقلت الشبكة الأمريكية.

وقالت المحللة بشركة «إف جي إي» البريطانية المعنية باستشارات الطاقة، ميا جينج: “لا توجد مساحة كبيرة للنمو في النصف الثاني من العام”، في إشارة للصين. وتتوقعت تباطؤ نمو الطلب الصيني على النفط إلى 1.1 مليون برميل يوميًّا على مدار 6 أشهر الأخيرة من العام الحالي، مقارنة بـ1.3 مليون برميل في النصف الأول.

رياح معاكسة

بينما كان التعافي بعد جائحة كوفيد-19 مخيبًا للآمال، من المتوقع أن يقفز الطلب الصيني على النفط في السنوات المقبلة، قبل أن يبلغ ذروته في 2030، إلا أنه لا تزال توجد رياح معاكسة أمام استهلاك الطاقة في المدى القريب، وفق بلومبرج.

وأشار المحلل في شركة إنرجي آسبكتس البريطانية، جيانان سان، إلى أن طلب الصين على النفط هذا العام بلغ ذروته على الأرجح، ليصل إلى 16.4 مليون برميل يوميًّا في الربع الثاني من العام الحالي.

وتوقع أن يهدأ الطلب الصيني ليصل إلى 15.8 مليون برميل يوميًّا في الربع الثالث، قبل أن يرتفع في آخر ربع إلى 16.2 مليون برميل في اليوم. وفي 2024، تتوقع إنرجي آسبكتس أن يبقى الطلب فوق 16 مليون برميل يوميًّا، وأن يصل إلى 17 مليونًا في الربع الثاني.

الطلب على الديزل

لفتت بلومبرج إلى أن ضعف الطلب الحالي واضح في الديزل، وهو وقود صناعي مهم يُستخدم في قطاعات التعدين، واللوجيستيات والزراعة. وحسب شركتي كبلر وأويل كيم، زادت الصين الصادرات وأضافت إلى مخزونها التجاري، في ظل تراجع الاستهلاك المحلي.

ووفق البيانات الأولية لـ”كبلر”، بلغت الشحنات الخارجية الشهرية 1.19 مليون طن حتى 25 يوليو الماضي، وهو أعلى مستوى منذ مارس الماضي. في حين تُقدر أويل كيم أن المخزونات التجارية بلغت أعلى مستوى منذ 3 أشهر في 20 يوليو.

النفط الخام

تجاوزت واردات الصين من النفط الخام 12 مليون برميل يوميًّا في مايو الماضي، وبلغت أعلى مستوى منذ 3 أشهر في يونيو، حسب بلومبرج. إلا أنه جرى تخزين الكثير من ذلك النفط، لأن المشترين استفادوا من الأسعار الأرخص لإعادة ملء مخزوناتهم، ما أدى إلى تراجع الطلب.

وبينما لا تفصح بكين عن حجم مستودعات النفط الخام، تُقدر شركة التحليلات فورتيكسا أن المخزونات توسعت لتصل إلى 1.02 مليار برميل. وهذا يقارن بالاحتياطي الاستراتيجي الأمريكي، الذي يحتفظ بـ347 مليون برميل تقريبًا بعد سلسلة من عمليات السحب.

صورة مختلطة

تشير معالجة النفط الخام في الصين إلى وضع مختلط. وحسب بلومبرج، كانت معدلات تشغيل المصافي التي تديرها الدولة فوق 80% من طاقتها في 27 يوليو، وهي أعلى بـ10% من الفترة نفسها العام الماضي، لكن معدلات المصافي المستقلة انخفضت عن العام السابق، لتعمل بـ60% تقريبًا من طاقتها.

ولفتت الشبكة الأمريكية إلى احتمالية أن تقدم بكين حافزًا مُجديًا هذا العام، ما يدفع الأسعار إلى الأعلى. وتوقفت الحكومة الصينية عن تقديم الدعم المالي المباشر للمستهلكين والشركات لزيادة الإنفاق.

تحدي جديد

أفادت بلومبرج بأن مستويات الازدحام في المدن الصينية الكبرى تخف، والاستخدام المتسارع للسيارات الكهربائية يشكل تحديًا لاستهلاك البنزين. واعتمدت بكين مؤخرًا إجراءات لتعزيز شراء السيارات، التي تُعرف بـ”سيارات الطاقة الجديدة”.

وقفزت مبيعات سيارات الطاقة الجديدة بمعدل 37%، لتصل إلى 3.1 مليون وحدة في النصف الأول من العام، مقارنة بنفس الفترة من 2022، في حين تراجعت مبيعات السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلي 8%.

اقرأ أيضًا| سوق السيارات الكهربائية.. آفاق واعدة وريادة صينية واضحة

توقعات الاستهلاك

توقع المحلل بشركة أويل كيم، ليو بينج جوان، أن يصل استهلاك البنزين والديزل إلى نحو 95% من مستويات ما قبل الجائحة هذا العام، وفق بلومبرج.

وقال المحلل بشركة تشاينا إنترناشيونال كابيتال كورب، جيو تشاوهوي، إنه في النصف الثاني من العام، “يبدو أنه لا يوجد نمو كبير في الطلب على جبهة استهلاك البنزين والديزل”. لكنه أضاف أن واردات النفط الخام قد تظل قوية، إذا استمرت المصافي في إعادة التخزين.