تصنيف الحرس الثوري الإيراني إرهابيًّا.. خلاف مشتعل داخل حكومة بريطانيا

شروق صبري
وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان

وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهابيين خلق أزمة داخل حكومة المملكة المتحدة.. فهل تنجح في كبح جماح طهران؟


تتصاعد الخلافات داخل الحكومة البريطانية بشأن مسألة تصنيف الحرس الثوري الإيراني على قوائم الكيانات الإرهابية.

في حين يقاوم وزير الخارجية، جيمس كليفرلي، الخطوة، تشعر وزيرة الداخلية، سويلا برافرمان، بقلق متزايد من أن عملاء إيرانيين يخططون لقتل مواطنين بريطانيين، وشخصيات يهودية بارزة، أو غيرهم من المقيمين بالمملكة المتحدة.

الحرس الثورى الإيراني

نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز عن مسؤول بوزارة الداخلية وصفته بالمطلع: “إنه شيء يبقي رجال الأمن مستيقظين طوال الوقت”، مضيفًا أن خبراء بوزارة الخارجية يقاومون حظر استخدام القوة التابعة للجيش الإيراني، بسبب مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى نتائج عكسية.

وأشارت، في تقرير نشرته يوم أمس الأحد 6 أغسطس 2023، إلى أن الحرس الثوري تأسس بعد الثورة الإيرانية عام 1979، كأحد أفرع القوات المسلحة، لحماية البلاد من التهديدات الداخلية والخارجية.

الحرس الثوري الإيراني

الحرس الثوري الإيراني

انتقام طهران

وفق ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين مطلعين على المناقشات الداخلية، من غير المعتاد أن تحظر المملكة المتحدة القوات المسلحة لدولة أخرى، ويوجد مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى انتقام طهران من مزدوجي الجنسية البريطانية والإيرانية في البلاد.

اقرأ أيضًا| الحرس الثورى الإيراني يجري مناورات قرب الحدود مع العراق

أقرأ أيضًا| مقتل جنرال من الحرس الثورى الإيراني في سوريا

وكذلك يوجد مخاوف من أن هذه الخطوة قد تعقّد أي آمال مستقبلية في إحياء الجهود الدبلوماسية لإنقاذ الاتفاق النووي المحتضر، الذي وقعته إيران مع القوى العالمية، والمملكة المتحدة عام 2015.

منظمة إرهابية

صنفت الولايات المتحدة الحرس الثوري منظمة إرهابية في عام 2019، خلال إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب. وأعلنت المملكة المتحدة عن مراجعة في بداية العام بشأن ما إذا كانت ستتبع واشنطن، وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه يبحث أيضًا في هذا الاحتمال.

ويقول مسؤولون بالحكومة البريطانية إنهم محبطون من الضغط المتزايد الذي تمارسه برافرمان بشأن هذه القضية. وجاء التدخل الأخير في الوقت الذي قالت فيه مصادر مقربة من وزير الداخلية لصحيفة صنداي تايمز إن “التهديد الإيراني هو الذي يقلقنا لأنهم يزدادون شراسة”.

الحرس الثوري الإيراني

الحرس الثوري الإيراني

جرائم قتل واختطاف

في فبراير الماضي، قال وزير الدولة للأمن في بريطانيا، توم توجندهات، إن إيران كانت وراء 15 تهديدًا موثوقًا بقتل أو اختطاف مواطنين بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة، خلال أكثر من عام بقليل.

وأوضحت فاينانشيال تايمز أن أي قرار بحظر منظمة إرهابية يقع على عاتق وزيرة الداخلية، لكن مقاومة وزارة الخارجية وضعت هذا الخيار على الطاولة حتى الآن. وقال أحد المطلعين بوزارة الداخلية: “تقدم كل إدارة توصياتها الخاصة، لكننا نعتقد أن الحظر هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله”. وأكد آخر أن برافرمان رأت في التهديد الإيراني أكبر خطر على الأمن القومي.

الخوف من إيران

يعترف المطلعون في وزارة الخارجية بأنهم محبطون مما وصفه أحد المسؤولين بـ”التلميح” بأنه كان قلقًا بشأن إزعاج دولة أخرى أو أنه كان خائفًا بطريقة ما من إيران.

وفي الشهر الماضي، تراجعت المملكة المتحدة عن حظر الحرس الثوري، وبدلًا من ذلك أعلنت نظام عقوبات جديد من شأنه أن يمنح الحكومة سلطات أكبر لاستهداف صناع القرار الرئيسين في إيران.

إجراءات ضد إيران

قال متحدث باسم الحكومة: “سنواصل اتخاذ إجراءات قوية ضد إيران، طالما تهدد الناس في المملكة المتحدة وبأنحاء العالم. فرضت المملكة المتحدة عقوبات على أكثر من 350 فردًا وكيانًا إيرانيًّا، بما في ذلك فيلق الحرس الثوري برمته”.

وقال معهد توني بلير، وهو مركز فكري أنشأه رئيس وزراء حزب العمال السابق، إن هذه الخطوة ستوفر “للحكومة ومجموعات المجتمع المدني وشركات التكنولوجيا تفويضًا واضحًا لتوفير حماية أكثر فاعلية ضد التطرف من خلال فرض حظر على الأنشطة المرتبطة بالحرس الثوري في المملكة المتحدة”.

ربما يعجبك أيضا