ابتكار طريقة جديدة لتحويل النفايات البلاستيكية إلى صابون

بسام عباس
انتاج الصابون

يأمل فريق علمي أمريكي أن تساعد تقنيته الجديدة لتحويل البلاستيك إلى صابون في الحد من المستويات المتصاعدة للتلوث البلاستيكي.

وطوّر فريق من علماء كلية العلوم بجامعة فرجينيا التقنية الأمريكية، تقنية مبتكرة لإعادة تدوير البلاستيك، وتحويله إلى مواد كيميائية تُستخدم في صناعة الصابون والمنظفات.

أوجه الشبه

بحث الفريق الأمريكي عن القواسم المشتركة بين البلاستيك والصابون، وحدد علاقة جزيئية بينهما، وهو التركيب الكيميائي للبولي إيثيلين، الذي يشبه تركيب الأحماض الدهنية، وهي سلائف الصابون، وتتكون كلتا المادتين من سلاسل كربون طويلة، لكن الأحماض الدهنية لها مجموعة إضافية من الذرات في نهاية السلسلة.

اقرأ أيضًا: ابتكار بلاستيك غير نفطي قابل لإعادة التدوير

وأوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الخميس 10 أغسطس 2023، أن فريق البحث وجد أن هذا التشابه يشير إلى إمكانية تحويل البولي إيثيلين إلى أحماض دهنية، ومع بعض التعديلات على العملية، يمكن للعلماء بعدها إنتاج الصابون.

أول صابون مصنوع من البلاستيك

ذكر الموقع أن الفكرة خطرت ببال المدرس المساعد في قسم الكيمياء بكلية العلوم، جريج ليو، حين لاحظ الدخان المتصاعد من النار، الذي يتكون من جزيئات صغيرة ينتجها احتراق الخشب، وبدأ يفكر في فكرة حرق البولي إيثيلين بأمان في بيئة معملية.

وبنى فريق البحث مفاعلًا صغيرًا يشبه الفرن، إذ يمكنه تسخين البولي إيثيلين في عملية تعرف باسم “الانحلال الحراري بالتدرج الحراري”، وضبط درجة الحرارة في الجزء السفلي لتكون ساخنة حتى تكفي لكسر سلاسل البوليمر، وكان الجزء العلوي باردًا لوقف أي انهيار إضافي.

وبعد التحلل الحراري، جمع الفريق البقايا، ووجدوا أن فكرة ليو كانت صحيحة، فقد اكتشفوا أن بقايا البولي إيثيلين تتألف من “بولي إيثيلين قصير السلسلة”، أو بتعبير أدق، تتكون من الشمع، وبعد إضافة المزيد من الخطوات، نجح الفريق في صنع أول صابون في العالم مصنوع من البلاستيك.

تسخين قارورة مملوءة بالشمع الناتج عن نفايات البولي إيثيلين والبولي بروبيلين في حمام زيت، لإنتاج الأحماض الدهنية

تسخين قارورة مملوءة بالشمع الناتج عن نفايات البولي إيثيلين والبولي بروبيلين في حمام زيت، لإنتاج الأحماض الدهنية

أسلوب جديد

قال الموقع إن البحث يكشف أسلوبًا جديدًا لإعادة تدوير البلاستيك دون استخدام محفزات أو إجراءات معقدة، لافتًا إلى أن التجربة كشفت إمكانات استراتيجية ترادفية لإعادة تدوير البلاستيك، ما سيساعد على تطوير تصميمات أكثر إبداعًا لإجراءات إعادة التدوير في المستقبل.

اقرأ أيضًا: باريس تحظر منتجات البلاستيك ذات الاستخدام الواحد في أولمبياد 2024

وذكر فريق البحث أن طريقة إعادة التدوير يمكن أن تعمل مع البولي بروبلين أيضًا، الذي يشكل مع البولي إيثيلين معظم أنواع البلاستيك، مثل تغليف المنتجات وحاويات الطعام والأقمشة، ويمكن تطبيق التقنية الجديدة على النوعين في وقت واحد، ما يقدم ميزة على بعض طرق إعادة التدوير الحالية.

مكافحة التلوث البلاستيكي

قال ليو إن هذه الدراسة تمهد الطريق لتقليل النفايات عن طريق تحويل البلاستيك المستخدم إلى إنتاج مواد قيّمة، معربًا عن تفاؤله بأن تتبنى مرافق إعادة التدوير في جميع أرجاء العالم هذه التقنية، ما سيؤدي إلى توافر منتجات الصابون المستدامة الثورية التي يمكن أن تقلل أيضًا من النفايات البلاستيكية في العالم.

وأضاف أن التلوث البلاستيكي يمثل تحديًا عالميًّا وليس لعدد قليل من الدول الكبرى، وبالمقارنة مع عملية معقدة ومحفز أو كاشف معقد، فعملية بسيطة قد تكون في متناول العديد من الدول الأخرى، آملًا أن تكون هذا بداية جيدة للحرب على التلوث البلاستيكي.

اقرأ أيضًا: للمرة الأولى.. الإمارات تنتج علبة مياه بلاستيكية معادًا تدويرها

ربما يعجبك أيضا