فخ إدمان المخدرات.. لماذا يقع فيه البعض وينجو آخرون؟

محمد حمدي
فخ إدمان المخدرات.. لماذا يقع فيه البعض وينجو آخرون؟

تتفق غالبية الدراسات العلمية على أن إدمان المخدرات والكحوليات هي أخطر أنواع الإدمان، وأكثرها انتشارًا.

وكما هي الحال مع الأمراض والاضطرابات، يختلف احتمال الإصابة بالإدمان من شخص إلى آخر، دون وجود عامل معين يحدد ما إذا كان الشخص سيصبح مدمنًا، لكن توجد عوامل وراثية وأخرى بيئية تعطي بعض المؤشرات.

عوامل بيولوجية تسبب الإدمان

كلما زادت عوامل الخطر لدى الشخص، زادت فرصة أن يؤدي تعاطيه للمخدرات إلى الإدمان. وحسب دراسة نشرها موقع معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، تكون عوامل خطر الوقوع في الإدمان أو الحماية منه إما بيولوجية (وراثية) وإما بيئية.

اقرأ أيضًا: العقاقير الأولية.. مخدرات خفية لا تنشط إلا داخل الجسم

وتشمل العوامل البيولوجية جينات الشخص ومرحلة نموه، وحتى جنسه أو عرقه. ويقدر العلماء أن الجينات وحدها مسؤولة عما بين %40 و60% من خطر وقوع الشخص في الإدمان. وينوهون بأن المراهقين والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية يكونون عرضة لتعاطي المخدرات والإدمان أكثر من غيرهم.

العوامل البيئية لخطر الإدمان

توجد عوامل بيئية يمكن أن تزيد من خطر وقوع الشخص في فخ الإدمان. وحسب الدراسة، تعد البيئة المنزلية، خاصة في أثناء الطفولة، عاملًا مهمًّا للغاية، لأن الوالدين أو أفراد الأسرة الأكبر سنًّا الذين يتعاطون المخدرات أو يسيئون استخدام الكحول، أو الذين يخالفون القانون، يمكن أن يزيدوا خطر تعرض الأطفال لمشكلات مع المخدرات في المستقبل.

اقرأ أيضًا: السر في المخدرات.. ارتفاع مستوى الإعدامات في إيران وتحذيرات أممية

وفي بيئة المدرسة أو منطقة السكن، يمكن أن يكون للأصدقاء والأقران تأثير قوي خلال سنوات المراهقة، ويمكنهم حتى التأثير فيمن ليست لديهم عوامل خطر لتجربة المخدرات للمرة الأولى. وكذلك يمكن أن يؤدي الصراع في المدرسة، أو ضعف المهارات الاجتماعية، إلى تعريض الطفل لخطر تعاطي المخدرات أو إدمانها.

عوامل تزيد من خطر الإدمان

رغم أن تعاطي المخدرات في أي سن يمكن أن يؤدي إلى الإدمان، يظهر من الأبحاث أنه كلما بدأ الشخص تعاطي المخدرات مبكرًا، زاد احتمال تعرضهم لمشكلات خطيرة، وقد يكون هذا بسبب التأثير الضار الذي يمكن أن تحدثه الأدوية في الدماغ الذي لم يكتمل نموه بعد.

وتؤثر كيفية تناول المخدر أيضًا في حجم خطر الوقوع في الإدمان، فتدخين عقار أو حقنه في الوريد يؤدي إلى زيادة احتمال إدمانه، لأن المخدرات المُدخنة والمحقونة تدخل الدماغ في غضون ثوانٍ، ما ينتج عنه تدفق قوي للشعور بالمتعة، ويمكن أن يتلاشى هذا الارتفاع الشديد في بضع دقائق.

ويعتقد العلماء أن هذا التباين القوي يدفع بعض الناس إلى استخدام الأدوية بنحو متكرر، لاستعادة الحالة الممتعة العابرة.

ربما يعجبك أيضا