بقيادة الولايات المتحدة.. نظام أمني من كوريا الجنوبية واليابان ضد الصين

ثروت منصور

كان دمج جهود كوريا الجنوبية واليابان في شراكة مستمرة هدفًا للولايات المتحدة، أصبح ممكنًا الآن.


من المتوقع أن تنشئ الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان نظامًا أمنيًّا ثلاثيًّا دائمًا للدفاع عن منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ونقلت إذاعة صوت أمريكا، اليوم الخميس 17 أغسطس 2023، عن خبراء قولهم إن اجتماع زعماء الدول الثلاث في كامب ديفيد، المقرر غدًا الجمعة، سيكون مناسبة للولايات المتحدة لدمج تحالفاتها في شبكة أمنية أكثر إحكامًا وتوسيع أدوارها في مواجهة الصين.

اجتماعات منتظمة

في نهاية القمة، من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، ورئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، عن خطط لعقد اجتماعات منتظمة، واتخاذ تدابير لتعزيز التعاون الأمني، بما يتجاوز ردع التهديدات الكورية الشمالية، وفق ما ذكرته إذاعة صوت أمريكا في تقريرها.

ورجح المحلل الأمريكي، إيفانز ريفير، الذي شغل منصب القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ خلال إدارة الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، إن يعكس البيان المشترك للزعماء الثلاث هذه الخطط.

وأضاف: “سيوضح البيان أن كوريا الشمالية ليست مصدر القلق الوحيد لهذا التجمع الثلاثي غير المسبوق في كامب ديفيد”، مردفًا “في حين أن بيونج يانج قد تكون التهديد الأكثر إلحاحًا، فإن الصين بلا شك أكبر تحد استراتيجي يواجه واشنطن وطوكيو وسيول على المدى الطويل”.

اقرأ أيضًا| كوريا الشمالية: الجندي الأمريكي ترافيس كينج أبدى استعداده لطلب اللجوء

اقرأ أيضًا| أمريكا: لم نتلق ردًا من كوريا الشمالية بشأن الجندي العابر للحدود

تفاصيل الشراكة الثلاثية

نقل التقرير عن إيفانز ريفير قوله إن “الاتفاقات التي من المتوقع التوصل إليها في هذه القمة التاريخية ستقرب الدول الثلاث من شراكة دائمة، تركز على تبادل المعلومات الاستخباراتية والمعلومات والدفاع الصاروخي والتدريبات العسكرية المشتركة والأمن السيبراني والتعاون في مجال الإنذار المبكر وتعزيز الردع النووي.

وكان دمج جهود كوريا الجنوبية واليابان في شراكة مستمرة هدفًا للولايات المتحدة، وأصبح ممكنًا الآن لأن قادة البلدين أصلحا العلاقات المتوترة منذ عقود، في مارس الماضي، بعدما أعقت العداوات المتجذرة منذ الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية بين 1910 و1945 التعاون الوثيق بين الدولتين، خاصة في الأمور العسكرية، وفق التقرير.

تحديات البلدين

تركز سيول على ردع التهديدات الكورية الشمالية، في حين شاركت اليابان في معارضة محاولة فرض الصين سيطرتها على جزر سينكاكو، التي تديرها اليابان في بحر الصين الشرقي، ويشار إليها باسم دياويو بالصينية.

وأجرت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تدريبات مشتركة بشأن الصواريخ الباليستية، في أكتوبر 2022 وفبراير وإبريل ويوليو 2023، ردًا على إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ.

معلمًا جديدًا في التعاون الثلاثي

قال رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، في خطابه يوم التحرير الوطني، الذي ألقاه يوم الثلاثاء الماضي، إن دور اليابان حاسم في الدفاع ضد أي هجوم كوري شمالي. وأوضح إن 7 قواعد يابانية خلفية ستوفر قدرات برية وبحرية وجوية لقيادة الأمم المتحدة، التي تقودها الولايات المتحدة والمتمركزة في البلاد، إذا اندلع القتال في شبه الجزيرة.

وأضاف يون أن القمة ستضع “معلمًا جديدًا في التعاون الثلاثي”، وأن تعزيز التعاون مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) مهم أيضًا، لأن الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأمن أوروبا.

توثيق العلاقات الثلاثية

تلقى دفاع كوريا الجنوبية ضد الجارة الشمالية دعمًا من قيادة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة، والمكونة من قوات متعددة الأطراف متمركزة في البلاد. في حين دعم دفاع اليابان ضد الصين، من خلال عضويتها في الحوار الأمني الرباعي، الذي يضم أيضًا الولايات المتحدة وأستراليا والهند.

وقال المحلل الأمريكي، دانييل راسل، الذي شغل منصب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون شرق آسيا والمحيط الهادئ في إدارة أوباما، “إن استراتيجيات الأمن القومي والدفاع للدول الثلاث متوائمة بالفعل بنحو وثيق”.

وأضاف: “يشعر القادة الثلاثة بقلق عميق إزاء المخاطر، التي يشكلها السلوك العسكري الصيني الحازم المتزايد، ومن المؤكد أنهم سيناقشون السبل العملية لتعزيز الردع، وتقليل مخاطر وقوع أي حوادث”.

توسيع التعاون الثلاثي

في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، بعد اجتماع افتراضي مع نظيريه الكوري الجنوبي والياباني، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن التعاون الثلاثي سيتم توسيعه و “إضفاء الطابع المؤسسي عليه”، من خلال اجتماعات منتظمة على المستويات العليا.

وقال أستاذ الأمن القومي وخبير كوريا في الكلية الحربية البحرية الأمريكية، تيرينس روهريج، إن إضفاء الطابع المؤسسي على الحوار الثلاثي هدف مهم لهذه القمة، حتى تتمكن من تحمل أي اضطرابات أخرى في العلاقات بين اليابان وكوريا الجنوبية.

ربما يعجبك أيضا