كيف يحقق الاقتصاد الأزرق التنمية المستدامة؟

رؤية نيوز

يطلق الاقتصاد الأزرق على الاستخدام المستدام للموارد المائية والحفاظ عليها وذلك بهدف توجيه النمو الاقتصادي وتحسين سبل العيش وخلق فرص العمل، مع ضمان احترام البيئة والقيم الثقافية والتنوع البيولوجي.


قد تبدو الجزر والسواحل المترامية في أطراف الأرض بعيدة عن التنمية المجتمعية والتشابكات الاقتصادية الحضرية في المدن.

لكن مع تطور الحياة، لم تصبح المياه مصدرًا للعيش فقط، ولكن صارت أحد أهم الموارد الاقتصادية لتحقيق الثروات، وسُميت بـ”الاقتصاد الأزرق”، وهو الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

التنمية المستدامة

يدعو هذا الهدف إلى صون المحيطات والبحار والموارد البحرية، واستخدامها بصورة مستدامة لأغراض التنمية المستدامة.

اقرأ أيضًا| مصر تستضيف المنتدى الإقليمي الأول لتنمية الاستدامة

ووفقًا للأمم المتحدة، نحو 40 %من سكان العالم يعيشون على السواحل أو بالقرب منها، ويسهم سكان المناطق الساحلية في العالم في الاقتصاد العالمي، بما يقدر بنحو 1.5 تريليون دولار سنويًّا، وتشير التوقعات إلى نمو هذا الرقم إلى قرابة 3 تريليونات دولار بحلول عام 2030.

أهمية بيئية قصوى

الاقتصاد الأزرق، وفقًا للبنك الدولي، هو الاستخدام المستدام لموارد المحيطات من أجل النمو الاقتصادي وتحسين سبل العيش والوظائف، مع الحفاظ على صحة النظام الإيكولوجي للمحيط، ويعطي الاقتصاد الأزرق الأولوية لجميع الركائز الثلاث للاستدامة: البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

ويشمل الاقتصاد الأزرق توليد الكهرباء من طاقة المياه، وأنشطة التعدين في البحار والمحيطات، والسياحة البحرية، وأنشطة صيد الأسماك والكائنات البحرية، واستخراج المواد الخام من البحار، وغيرها من أشكال النشاط الاقتصادي المرتبط بالمياه.

أهمية اقتصادية

تمثل الأحياء البحرية 99% من أشكال الحياة على كوكب الأرض تقريبًا، في ما يبقى 1% فقط على اليابسة، وتمتص البحار والمحيطات نحو 50% من الانبعاثات الضارة التي تخرج من اليابسة، وعلى الرغم من الأهمية البيئية، توجد أهمية اقتصادية وهي ما يعرف بـ”الاقتصاد الأزرق”.

اقرأ أيضًا| الصين تستحوذ على نصف الاستثمار العالمي في الطاقة المتجددة

وتؤدي المحيطات دورًا مهمًا في تنظيم درجة حرارة الأرض عبر امتصاص ثاني أكسيد الكربون، فضلًا عن دورها في دعم التنوع البيولوجي، وتوفير مصدر للغذاء المستدام.

وتشير التقديرات إلى أن اقتصاد المحيطات يمكن أن يحقق 21٪ من تخفيضات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري اللازمة للوفاء بهدف اتفاق باريس للحد من ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050.

الاقتصاد الأزرق وفرص النمو

أصدر الاتحاد الأوروبي في مايو الماضي تقريرًا يظهر أن القيمة المضافة لأنشطة تندرج تحت الاقتصاد الأزرق تضاعفت خلال الفترة من 2010 إلى 2020 لتصل في حالة طاقة الرياح البحرية -على سبيل المثال- إلى +1762%، وأنشطة الموانئ إلى +25%.

وحققت قطاعات الاقتصاد الأزرق في دول الاتحاد الأوروبي في عام 2020 أرباحًا تجاوزت الـ43.5 مليار يورو، وعلى الصعيد العالمي توفر قطاعات الاقتصاد الأزرق أكثر من 30 مليون وظيفة ومصدرًا مهمًا للبروتين لأكثر من 3 مليارات شخص في جميع أنحاء العالم سنويًّا.

ربما يعجبك أيضا