رسالة إلى الصين.. مناورات بحرية بين أمريكا وأستراليا واليابان والفلبين

محمد النحاس

هل تتحول منطقة بحر الصين الجنوبي إلى نقطة اشتعال جديدة؟


أعلنت وزارة الدفاع اليابانية أن قواتها تجري مناورات بحرية مشتركة، رفقة الولايات المتحدة وأستراليا والفلبين، في بحر الصين الجنوبي.

وحسب ما نقلت وكالة أنباء “كيودو” اليابانية، أمس السبت 26 أغسطس 2033، فقد شاركت في المناورات البحرية، المدمرة إيزومو، وهي الأكبر من نوعها لدى الجيش الياباني، بالإضافة إلى المدمرة ساميدار.

مناورات بحرية مشتركة.. ما الهدف؟

قالت وزارة الدفاع اليابانية، في بيان، إن “الغرض الرئيس من التدريبات يتمثل في تعزيز التعاون لجعل منطقة المحيطين الهندي والهادي مفتوحة وحرة”، في إشارة إلى حرية التجارة وسهولة التنقل، وتعزيز سلاسل التوريد.

وهو مفهوم تروج له طوكيو على نطاق واسع، وظهر أيضًا في استراتيجيتها الأمنية التي أطلقتها نهاية العام الماضي، وينظر إليه على نطاق واسع “محاولة لكبح نفوذ بكين المتزايد” في المنطقة الحيوية للتجارة الدولية.

توترات بحرية بين الصين والفلبين

أوضح بيان وزارة الدفاع أن “السفينة القتالية التابعة للبحرية الأمريكية (موبايل)، والسفينة الهجومية البرمائية الأسترالية (كانبيرا)، والفرقاطة (أنزاك) وطائرات مقاتلة من طراز إف-35 إيه، وغيرها من القطع البحرية للدول 4 المشاركة في المناورات”، حسب تقرير لصحيفة جابان تايمز الناطقة بالإنجليزية، منشور أمس السبت.

بحسب صحيفة جابان تايمز، تأتي المناورات بين الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والفلبين في ظل “محاولات الصين المستمرة لعرقلة سلاسل الإمداد الخاصة بالفلبين”. 

وفي 6 أغسطس الحالي، اعترضت قوات خفر السواحل، التابع لجيش التحرير الشعبي الصيني، قارب إمدادات عسكرية، مستهدفةً إياه بمدافع المياه، في بحر الصين الجنوبي، ومن جانبها نددت السلطات الفلبينية باستخدام  الصين إجراءات “هجومية” تجاه سفنها.

ليست الحادثة الأولى

قالت القوات المسلحة الفلبينية آنذاك إن “القارب كان في مهمة روتينية لإعادة التزويد بالإمدادات”، مشيرةً إلى النهج الصيني عرَض الموجودين على متنه للخطر، فضلًا عن أنه انتهاك للقانون الدولي.

وأوضحت أن “المناورات الخطرة” من خفر السواحل الصيني، حالت دون تفريغ قارب آخر للإمدادات وإتمام المهمة”.

وفي شهر فبراير الماضي، وجّه خفر السواحل الصيني شعاع ليزر، له استخدامات عسكرية، على سفينة فلبينية، كانت تقدم إمدادات في مهمة تابعة للجيش، في حادثة وصفها بيان وزارة الدفاع في الفلبين بـ”العمل الاستفزازي”، وقد حدثت في بحر الصين الجنوبي.

مشاركة الفلبين

كان من المقرر إجراء التدريبات المشتركة الأربعاء الماضي -بدلًا عن الجمعة- كتدريبات ثلاثية، فالقوات الفلبينية كانت تخطط بادئ الأمر للانسحاب من المناورات، وهو ما لم يحدث.

وكانت صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية قد ذكرت هذا النبأ، في ما علقت عليه باعتباره دلالة على أن الفلبين تحاول خلق نوع من التوازن أمام الضغط الأمريكي عليها، لتكون قوة مضادة للصين. 

في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أن “الفلبين كانت تدرس عدم المشاركة في المناورات رفقة الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، وأن مانيلا تواجه ضغوطًا عسكرية متزايدة من الصين في بحر الصين الجنوبي”. 

تعزيز التعاون الأمني

يونيو الماضي، عقدت اليابان والولايات المتحدة وأستراليا والفلبين أول اجتماع من نوعه لوزراء الدفاع في سنغافورة، واتفقوا آنذاك على تعزيز التعاون الأمني من أجل منطقة “حرة ومفتوحة”.

وكانت الصين، خلال السنوات القليلة الماضية، قد شيدت جزرًا صناعية مجهزة ببنية تحتية عسكرية في مياه بحر الصين الجنوبي التي تدعي السيطرة على مساحات شاسعة منه، في منطقةٍ تضم بعض أبرز ممرات التجارة العالمية، وهي خطوات تنظر إليها العديد من دول المنطقة بكثير من التوجس والرفض. 

اقرأ أيضًا| في جولة ودية.. سفينة صينية تتجه إلى الفلبين

اقرأ أيضًا| بعد احتجاج الصين.. الفلبين: سنواصل الدوريات في مياهنا الخاصة

ربما يعجبك أيضا