احتيال وتضخيم للأصول.. هل بات مستقبل ترامب السياسي على المحك؟

محمد النحاس

للخلاص من مشكلاته القانونية، اتبع ترامب جملة من الأساليب.. هل كانت فعّالة؟


وجّه قاض محكمة ولاية نيويورك اتهامات بالاحتيال للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب وأفراد من عائلته، وألغى تراخيص أعمال منظمة ترامب بالولاية.

ويشكل القرار الصادم تهديدًا وجوديًا لإمبراطورية ترامب المالية، مع عزمه الترشح لولاية ثانية في البيت الأبيض، حسب ما جاء في تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم الأربعاء 27 سبتمبر 2023.

تهديد إمبراطورية ترامب

قال القاضي بمحكمة ولاية نيويورك، آرثر إنجورون، إن دونالد ترامب، قدم بنحو متكرر معلومات غير صحيحة بشأن ثروته للبنوك وشركات التأمين.

وخلص القاضي إلى أن ترامب ضالع في الاحتيال، عن طريق المبالغة في تقدير قيمة ممتلكاته العقارية، وكتب: “من الواضح أن الوثائق تحتوي على تقديرات احتيالية استخدمها المتهمون في الأعمال التجارية.

محاكمة جديدة بانتظار ترامب

تعرف هذه المرحلة باسم “الحكم الموجز” وهي مرحلة ما قبل المحاكمة في القضية، وستبدأ الجولات المحاكمة في أكتوبر، ومن المتوقع أن تستمر حتى ديسمبر المقبل.

وطلبت المدعي العام لولاية نيويورك، ليتيتيا جيمس، من القاضي إنجورون إصدار الحكم في الإدعاءات، ويقول ترامب إن الأمر برمته له أبعاد سياسية متهمًا المدعية بالتحيز ضده، وتطالب ليتيتيا بتعويض قدره 250 مليون دولار أمام الانتهاكات المزعومة، حسب ما ذكرت نيويورك تايمز.

تقويض صورة ترامب

وفق مقال نيويورك تايمز، يمثل القرار الصادر عن القاضي إنجورون نكسة للرئيس السابق، وتقويضًا للصورة التي رسمها لنفسه على اعتباره من من سادة عالم الأعمال، وبعبارة أخرى، نجح القاضي في “ثقب فقاعة أكاذيب ترامب حول الطريقة التي أدار بها أعماله”، على حد تعبير الصحيفة.

وذكر المقال أن ترامب تغلغل عبر هذه الصورة المصممة بعناية لرجل المال والسياسة إلى نسيج الثقافة الشعبية حتى حاز المكانة اللازمة، والموارد الضرورية للوصول إلى البيت الأبيض عام 2016. وعلى الرغم من الاتهامات، التي تواجهه، “والأدلة القوية”، يسعى ترامب لدخول البيت الأبيض مرةً أخرى.

كيف رد ترامب؟

وصف ترامب، في منشور مطوّل على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به، التصريحات الواردة في الحكم بشأن الاحتيال بأنها “سخيفة وغير صحيحة”، معتبرًا أن القرار كان بمثابة هجوم سياسي ضده، في خضم المنافسة الرئاسية.

ولطالما روّج الجمهوريون لنظريات تسييس القضاء وأن نظام العدالة “مزدوج المعايير”. وقال محامي ترامب، كريستفور كيس: “يسعى القرار لتأميم واحدة من أنجح الشركات في الولايات المتحدة، والسيطرة على الملكية الخاصة، مع عدم وجود أي دليل على أي تقصير أو خرق أو تأخر في السداد”.

تشكيك في النظام القانوني

في منشور عبر منصة إكس (تويتر)، قال نجل الرئيس السابق، إريك ترامب: “اليوم.. فقدت الثقة في النظام القانوني في نيويورك”، مضيفًا “لم يسبق لي أن رأيت مثل هذه الكراهية موجهة لشخص واحد من قبل قاضٍ”، ووصف الأمر بأنه “جهد منسق مع المدعي العام لتدمير مسيرة رجل”.

وأضاف: “لقد أدارنا شركة استثنائية، لا نتخلف أبدًا عن سداد أي قرض، ونحقق للبنوك مئات الملايين من الدولارات، وندير بعض أبرز الأصول في العالم، ومع ذلك، لا يزال اضطهاد عائلتنا مستمرًا”.

ما دلالة الاتهامات؟

ترامب، متهم بالسعي للبقاء في سدة الحكم، على الرغم من هزيمته في صناديق الاقتراع قبل نحو 3 سنوات، وبعبارة أخرى يعني هذا الاتهام أنه قد يمثل تهديدًا محتملاً على الديمقراطية الأمريكية.

وأما قضية الاحتفاظ غير القانوني بوثائق سرية، تظهر أنه على استعداد لتجاهل القوانين المرتبطة بطرق التعامل مع مثل هذه الوثائق. وفي ما يتعلق بقضية دفع “أموال من أجل الصمت”، دلالة على نوع من التلاعب والخداع السياسي.

مرواغات ترامب

حتى الآن لم تضر كل تلك المشكلات بقدر واضح بحملة ترامب، والسباق الانتخابي داخل الحزب الجمهوري، بل العكس، تشير استطلاعات الرأي داخل الحزب إلى تقدمه بقدر كبير، وعززت الاتهامات من شعبيته داخل الحزب وزادت من دعمه في أوساط الجمهوريين، وكذلك أسهمت في تعزيز حملات جمع التبرعات، من أجل دعم الحملة.

وواجه ترامب كل مشكلاته القانونية، عن طريق مجموعة من الأساليب المعتادة إلى حد كبير، مثل الاعتماد على “الصوت العالي”، والمبالغات التي وصلت في بعض الأحيان إلى أكاذيب صريحة، على حد وصف المقال.

اقرأ أيضًا| ترامب: القوى الشريرة والمتطرفون يستخدمون القانون كسلاح ضدي

ما مدى فعالية أساليب ترامب؟

هذه الأساليب، كانت ذات فاعلية جيدة على الصعيدين السياسي والتجاري، ويميل الناخبون إلى عدم إدراك لطبيعة مثل تلك المراوغات، لكن كانت فاعليتها أقل في أروقة المحاكم، المنضبطة بالقوانين الرصينة والقواعد المنضبطة.

وأما السلاح الآخر الذي استخدمه ترامب، وهو الهجوم على خصومه حتى إن ذلك دفع الإدعاء العام الفيدرالي، الذي يشرف على قضية التدخل في الانتخابات، إلى طلب أن يُفرض عليه منعًا من النشر، مشيرين في هذا الصدد إلى “الهجمات شبه اليومية” على وسائل التواصل الاجتماعي على المشاركين في الإجراءات الرسمية، وما نتج عن ذلك من تهديدات لهم في بعض الأحيان.

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| استطلاع أمريكي صادم.. بايدن وترامب غير مناسبين للحكم

ربما يعجبك أيضا