الاتحاد الأوروبي يسعى لضم أعضاء جدد.. هل يمنح تركيا الضوء الأخضر؟

ولاء السيد

منطقة اليورو تستعد داخليًّا لاتحاد أوروبي محتمل يضم ما يصل إلى 36 دولة عضوًا.


بعد مرور عقود على تأسيسه، يدرس الاتحاد الأوروبي الآن إمكانية الترحيب بأعضاء جدد، ضمن المجموعة المكونة حاليًا من 27 عضوًا، بحلول 2030.

ويخطط التكتل حاليًّا أن يتوسع ليشمل 36 دولة عضوًا، وبدأ بالفعل في مناقشة الإصلاحات المؤسسية اللازمة لمثل هذه التغييرات، وفق ما أعلنته الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس 28 سبتمبر 2023.

اجتماع تمهيدي غير رسمي

الرئاسة الإسبانية، التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي منذ مطلع يوليو الماضي، أعلنت اجتماعًا غير رسمي للوزراء المسؤولين عن الشؤون العامة وسياسة التوسع داخل التكتل، في مورسيا بإسبانيا.

ويعد ذلك بمثابة مرحلة تحضيرية للاجتماع المقبل للمجموعة السياسية الأوروبية، المقرر عقده في 5 أكتوبر في غرناطة، وسيكون أحد الموضوعات الرئيسة هو توسيع الاتحاد الأوروبي.

خطوات توسيع الاتحاد الأوروبي

حسب ما أورده موقع «آر بي سي أوكرانيا»، فإن التركيز الرئيس للاجتماع الوزاري غير الرسمي في يومه الأول، سيكون على ضرورة الاستعداد داخليًّا لاتحاد أوروبي محتمل يضم ما يصل إلى 36 دولة عضوًا، وفي الوقت نفسه، تعزيز الدعم للدول المرشحة ذات العضوية في الاتحاد الأوروبي.

ومن المقرر أيضًا، خلال هذا الاجتماع، إجراء عدة مناقشات برئاسة المفوض الأوروبي للتوسيع وسياسة الجوار، أوليفير فارهيلي، تدور  بشأن تأثير التوسع المستقبلي على سياسات الاتحاد، ومفاهيم التكامل التدريجي للدول المرشحة في أثناء عملية الانضمام، والإصلاحات المؤسسية اللازمة داخل التكتل للتحضير للتوسع.

مقترحات مهمة

في وقت سابق، اقترح رئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، أن دول غرب البلقان وغيرها من الدول المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن التكتل نفسه، يجب أن تكون مستعدة للتوسع بحلول عام 2030.

وبعد ذلك، قال فارهيلي إن المفوضية الأوروبية تخطط لتقديم مقترحات مهمة في ما يتعلق بتوسيع الاتحاد الأوروبي، في وقت مبكر من شهر أكتوبر من هذا العام.

دول مرشحة

حسب ما ذكره موقع يورونيوز، تترشح 5 دول في غرب البلقان وهي ألبانيا والبوسنة ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود وصربيا، التي تسعى للانضمام إلى التكتل منذ فترة، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب أوكرانيا ومولدافيا، لكن بعض هذه الدول بدأت التململ، فالآجال التي يجري الحديث عنها تبدو لها بعيدة للغاية.

وفي العام الماضي، مُنحت أوكرانيا وضع المرشح للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ما جعلها مجبرة على استيفاء سلسلة من الشروط لتصبح عضوًا كامل العضوية، إلا أنها لم تستوف سوى شرطين فقط من أصل 7 شروط ضرورية لبدء المفاوضات، حتى نهاية يونيو الماضي.

اقرأ أيضًا| الاتحاد الأوروبي يدرس استعدادات توسع التكتل

هل تنضم تركيا أخيرًا؟

في شأن تركيا، التي بدأت مفاوضات حصولها على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي منذ عقود، إلا أن العملية اتسمت بالبطء الشديد، وفُتح 16 فصلًا فقط من بين الفصول الـ35 اللازمة لإكمال عملية الانضمام للاتحاد، وأُغلق واحد منها بحلول مايو عام 2016.

ورأى الخبير الاقتصادي، الدكتور عبدالرحمن طه، أن الفرصة أمام تركيا لدخول الاتحاد الأوروبي ضعيفة، مبينًا أن ما يشي بذلك، محاولات البلاد الفاشلة لكسب العضوية، التي استمرت على مدار 24 عامًا متواصلة.

عوائق أمام انضمام تركيا

أشار الخبير الاقتصادي، في تصريح خاص لشبكة رؤية الإخبارية، إلى عملية برلين، التي استهدفت ضم دول غرب البلقان الـ6، وانضمت إليها تركيا في 2023، موضحًا أن هذه الخطوة تدل على أن الاتحاد يرغب في ضم الدول الأوروبية الأصلية، وليس المنضمين إليهم، على اعتبار أنهم لا يعدون تركيا ضمن الشعب الأوروبي.

ونوه بأن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي محفوف بمخاطر أكبر من أي وقت مضى، خاصة مع تدهور قيمة عملتها أمام الدولار، وتزايد التضخم بوتيرة سريعة، مشيرًا إلى أن هذه العوامل ستعوق انضمامها لأي اتحاد دولي، وليس الأوروبي فقط.

الحياد السيادي

الدكتور عبدالرحمن طه أضاف أن تركيا تلعب دائمًا على فكرة الحياد السياسي، أو ما يمكن تسميته بـ”تعدد اللاعبين”، وتوازن علاقاتها مع أمريكا وروسيا، مبينًا أن هذا الحياد دائمًا ما يعوق انضمام تركيا لأي تكتل اقتصادي كبير.

وأشار إلى وجود دول أخرى تقدمت لعضوية التكتل في فترة متأخرة عن طلب تركيا، وحصلت عليها بالفعل، إلى جانب المسألة الأيدولوجية المتمثلة في النظرة السكانية للبلاد، والخلافات بينها وبين فرنسا واليونان وألمانيا.

تلويح بالموافقة

قبل شهرين، أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لاستئناف التواصل مع تركيا بشأن انضمامها إليه بشروط، مشيرًا إلى أن التكتل يريد من أنقرة إبداء مرونة، في ما يتعلق بالقضية القبرصية، وحلها بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة، إلى جانب التمسك بالحريات والقيم الأساسية، كما تحددها الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

اقرأ أيضًا| تباطؤ التضخم بمنطقة اليورو لأقل مستوى في عامين

ومؤخرًا ربط الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، استئناف محادثات انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي، بموافقة بلاده على مسعى السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

النظر في السياسات الأوروبية

وفي يونيو 2023، اعتبرت وزيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية، لورانس بون، وجود 10 دول على لائحة الانتظار للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، يتطلب إعادة النظر في السياسيات، وإجراء تغييرات في الميزانيات والمؤسسات، استعداداً لوصولها، وفق موقع يورونيوز.

وصرحت الوزيرة بأن توسيع الاتحاد الأوروبي ليشمل أوكرانيا وربما 10 دول أخرى هو ثورة صغيرة، مضيفة أن السؤال ليس ما إذا كان علينا التوسع أو متى، بل السؤال الحقيقي هو كيف يمكن أن يحدث ذلك.

وذكرت بون أن وجود 10 دول على لائحة الانتظار ستكون صدمة كبيرة للاتحاد الأوروبي” يتعين عليه “إدارتها”، لافتة إلى أنه بما أن الأمر لا يتعلق فقط بمساعدة هذه البلدان على إجراء الإصلاحات اللازمة للسماح بانضمامها، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يستعد لوصولها.

ربما يعجبك أيضا