وزير الدفاع الأمريكي يزور إفريقيا.. وخبيرة لـ«رؤية»: هذا ما تريده واشنطن 

محمد النحاس
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن

على صعيد الصراع الدولي، رأت الخبيرة السياسية، رشا رمزي، أن الدول الإفريقية تمثل "رقمًا صعبًا" في ما يخص الصراع الروسي الأمريكي.


أنهى وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، الخميس 28 سبتمبر 2023، زيارة إلى القارة الإفريقية، في محاولة لتأكيد حضور واشنطن بالقارة السمراء. 

وتشهد القارة صعودًا متزايدًا لنفوذ بكين وموسكو، في وقتٍ يعاد فيه تشكيل معالم النظام الدولي، وتسعى دول الجنوب العالمي إلى تأكيد حضورها على الساحة الدولية، في ما تسعى الدول العظمى لكسب نفوذ لدى تلك البلدان الصاعدة.

جولة وزير الدفاع الأمريكي

بدأ وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستين جولته في جيبوتي، البلد الذي يتواجد به القاعدة العسكرية الأمريكية الرئيسة في القارة الإفريقية. وفي جيبوتي التقى أوستين بالمسؤولين الجيبوتيين والرئيس الصومالي،حسن شيخ محمود، وأشاد أوستين بالتقدم الذي تحقق ضد حركة الشباب.

اقرأ أيضًا|الحرب الباردة الجديدة.. هل ستقسّم إفريقيا؟

وخلال رحلته للقارة السمراء، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الولايات المتحدة ستواصل دعم الجيوش “التي يقودها مدنيون” في إفريقيا، ملقيًّا باللوم على بعض القيادات العسكرية في القارة بسبب دورها في ما أسماه “تقويض إرادة الشعوب” من خلال الانقلابات.

ما هدف الزيارة؟ 

في حديثٍ لها مع شبكة رؤية الإخبارية، قالت خبيرة الشؤون الإفريقية، رشا رمزي، إن الهدف الرئيس من جولة أوستين في إفريقيا في  الفترة من 25 إلى 29 سبتمبر 2023؛ يتمثل في حماية المصالح الأمريكية.

اقرأ أيضًا|موجة انقلابات ونهب ثروات.. كيف زعزعت أمريكا استقرار إفريقيا؟

وتابعت رمزي: “تمتلك الولايات المتحدة مصالح اقتصادية واستراتيجية في إفريقيا، مثل موارد الطاقة والتجارة، وتسعى واشنطن إلى حماية هذه المصالح من خلال تعزيز الأمن الإقليمي”. 

مواجهة الإرهاب وتنافس دولي

بعد أن أنهى أوستين زيارته إلى جيبوتي توجه إلى كينيا، وزار قاعدة في خليج ماندا بالقرب من الحدود الصومالية، حيث قُتل 3 أمريكيين في هجوم عام 2020. وحسب ما ذكر موقع “فويس أوف أمريكا” وقع وزيرا الدفاع الأمريكي ونظيره الكيني اتفاقية أمنية مدتها 5 سنوات لـ”تعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة التهديد الإرهابي المشترك”.

وعلى صعيد الصراع الدولي، رأت الخبيرة السياسية، رشا رمزي، أن الدول الإفريقية تمثل “رقمًا صعبًا” في ما يخص الصراع الروسي الأمريكي. وبالإضافة إلى الجانب الجيوسياسي سلطت الضوء على أن المصالح الأمريكية تشمل الجوانب الاقتصادية والعسكرية، ما يفسر بنشر الولايات المتحدة قوات في عدد من الدول الإفريقية.

مساعدات وتدريبات عسكرية 

تعهد  أوستن بتقديم 100 مليون دولار لدعم عمليات الانتشار الأمني في كينيا، حيث تستعد لقيادة مهمة حفظ السلام متعددة الجنسيات إلى هايتي لمكافحة عنف العصابات المحلية والإقليمية. وقال وزير الدفاع الكيني أدن دوالي: “كينيا مستعدة لقيادة قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات التي ستذهب إلى هايتي”. 

وقالت خبيرة الشؤون الإفريقية إن الولايات المتحدة المساعدات العسكرية والتدريبية للبلدان الإفريقية، بما في ذلك التدريب على مكافحة الإرهاب وبناء السلام، وعلى الصعيد المستقبلي، لفتت إلى أنه من المتوقع أن يستمر اهتمام الولايات المتحدة بالقارة السمراء عسكريًّا، إذ تسعى لتعزيز الأمن والاستقرار وحماية مصالحها. 

دعم السلام وتعزيز الأمن والديمقراطية

وفي أنجولا، أصبح لويد أوستين أول وزير دفاع أمريكي يزور هذا البلد، وقال في خطاب له في العاصمة الأنغولية: “عندما يقوم الجنرالات بتقويض إرادة الشعب ووضع طموحاتهم فوق حكم القانون، يتدهور الوضع الأمني ​​وتموت الديمقراطية”. وأكد وزير الدفاع التزام الولايات المتحدة “بدعم السياسات الحكومية التي تعزز السلام والأمن والحكم الديمقراطي معًا”، مشددًا على أن هذه “العناصر لا يمكن فصلها”.

وفي تعليقه على الهدف من الزيارة، قال محلل السياسات، فنسنت كيموسوب، محلل السياسات في مركز سوفرين إنسايت: “الرسالة هنا واضحة للغاية وهي أن الحرب على الإرهاب لا تزال على رأس جدول أعمال الحكومة الأمريكية”.

ربما يعجبك أيضا