تكرارا لسيناريو 1948.. هل يحاول الاحتلال خلق نكبة جديدة؟

رؤية

قامت إسرائيل بعمليات تهجيري للقرى الفلسطينية عام 1948، بدأت العملية بنفس الحرب النفسية التي نراها اليوم، وتحذيرات بالفرار، وإسقاط للمنشورات، وتهديدات بما قد يحدث إذا لم يفعلوا ذلك


يطالب الاحتلال الإسرائيلي سكان المناطق الشمالية في قطاع غزة بالنزوح جنوبًا، في مشهد يعيد للذاكرة مشاهد من الماضي، ويفتح جراحا لم تغلق حتى الآن. 

وبحسب ما جاء في مقال للصحفية سارة حلم بصحيفة الجارديان البريطانية فإن مطالبة الاحتلال لمليون فلسطيني بمغادرة منازلهم “تحمل أصداء مروعة من الماضي”.. فما أبعاد ذلك؟ وهل يحاول الاحتلال تكرار سيناريو 1948 ضد الفلسطينيين؟ .

سكان القطاع.. أبناء النكبة

بحسب مقال الصحيفة سارة حلم في الجارديان فإن سكان القطاع هم بالأساس فلسطينيون هجرهم الاحتلال من قبل من أكثر من 200 قرية فلسطينية، دمرها الاحتلال، وذلك إبّان النكبة.  وهي قرى على مقربةً من السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة حيث يمكن لسكان القطاع رؤية أراضيهم التي هجروا منها منذ قيام إسرائيل عام 1948.

 وفي مقالها بالجارديان أوضحت سارة حلم أنها عملت كمراسلة صحيفة في المنطقة في التسعينيات، مردفةً أنها خلال السنوات الأخيرة أمضت الكثير من الوقت متنقلةً بين غزة وإسرائيل، لتبحث في تاريخ 2.3 مليون لاجئ في غزة. 

انتقام إسرائيلي متوقع ودعم غربي مُستغرب

وفق المقال كان من السهل التنبؤ بالمرحلة الأولى من الانتقام الإسرائيلي رداً على  هجوم الفصائل الفلسطينية المسلحة في الـ 7 من أكتوبر، حيث كان على كل فلسطيني بريء في غزة أن يدفع الثمن، إذ تعرض الآلاف بالفعل للقصف الإسرائيلي.

وتستدرك كاتبة المقال، أنه مع ذلك لم تتوقع الموقف الغربي، الذي لم يكتفي بالسماح بحدوث ذلك، بل ذهب cipf-es.org أبعد من هذا حيث شجع إسرائيل وأمدتها الولايات المتحدة بالأسلحة، ويعدها -بحكم الأمر الواقع- من الإفلات من العقاب أمام القانون الدولي، تاركًا الفلسطينيين في خضم معاناتهم. 

ادعاءات نتنياهو الجوفاء

بضوء أخضر من حلفاء إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الجمعة ضرورة إجلاء 1.1 مليون من سكان غزة من شمال غزة إلى جنوبها، حسب المقال، الذي يشير إلى أنه “يريد منا أن نصدق أن اهتمامه ينصب على الحفاظ على المدنيين من مخاطر الاجتياح البري الوشيك من الشمال”.

يصف المقال هذه الادعاءات بـ “الجوفاء” وأنها تأتي على أمل تحصين إسرائيل من تهم ارتكاب جرائم حرب، حيث جاوز تعداد الشهد الفلسطينيين 2200 شهيد، وهنا يشير المقال إلى أن دفع مليون شخص إلى الجنوب من شأنه أن يسبب المزيد من الخوف، ويعلم الجميع أنه لا يوجد مكان آمن للمدنيين للفرار إليه أو الاحتماء به.

تكرار للسيناريو الأسود

وفق المراسلة الصحفية سارة حلم، عندما قامت إسرائيل بعمليات تهجير للقرى الفلسطينية عام 1948، بدأت العملية بنفس الحرب النفسية التي نراها اليوم، وتحذيرات بالفرار، وإسقاط للمنشورات، وتهديدات بما قد يحدث إذا لم يفعلوا ذلك، ومن ثم قصفت القوات الإسرائيلية القرى بشكل عام قبل دخول القوات البرية، وخلال ذلك قُتل العديد من المدنيين ووقعت مجازر مروعة.

 وكانت القرى عادة محاصرةً، مع ترك مخرج واحد مفتوحاً ليهرب الفلسطينيون عبره، وفي نهاية المطاف، ذهب الناجون إلى قطاع غزة، باعتباره منطقة آمنة، ومنحهم قرار الأمم المتحدة رقم 194، الصادر في ديسمبر 1948، حق العودة، والذي رفضه الاحتلال الإسرائيلي، وعربيًّا أطلق على تلك العملية “النكبة”. 

دعوة للغرب

حسب المقال، إذا لم يتحرك الغرب وغيره من الجهات الفاعلة المؤثرة لوقف هذا “الإجلاء”، فقد تكون عملية التطهير العرقي جارية بالفعل، مما يجلب معها مخاطر إشعال المنطقة.

 وكما حدث مع عمليات طرد إسرائيل للسكان المحليين عام 1948، فإن قيادة اليوم سوف تقدم رواية تقول إنه لا يوجد مستقبل آمن لإسرائيل ما لم يتم طرد سكان غزة بالكامل على نحوٍ دائم، وبعد ذلك ستبدأ المفاوضات حول ما إذا كان للاجئين الحق في العودة إلى غزة، التي  كانت منفى لمئات الآلاف بالفعل.

ربما يعجبك أيضا