تفاصيل الصفقة القطرية لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.. هل تؤيدها واشنطن؟

هل ستوافق حماس على إطلاق سراح الرهائن دون حسم مسألة وقف إطلاق النار؟

شروق صبري
تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.. لعبة عض الأصابع

توسطت قطر في صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وقد دعمتها واشنطن، لكن هل تنجح المبادرة القطرية؟


تقترب إسرائيل وحماس من التوصل لصفقة تحرير رهائن معظمهم من النساء والأطفال الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس منذ 7 أكتوبر 2023.

ووفقًا لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته، فإن الاتفاق قد يُعلن عنه خلال أيام، إذا توصل الجانبان للتفاصيل النهائية.

إطلاق سراح أسرى من الجانبين

وجاء في تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أمس الاثنين 13 نوفمبر 2023، أن المسؤول أوضح خلال مقابلة أجريت معه أن “الخطوط العامة للصفقة مفهومة”، إذ تدعو إلى اتفاق مبدئي لإطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين في مجموعات، بالتزامن مع إطلاق سراح النساء والشباب الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وفق الصفقة، تريد إسرائيل إطلاق سراح جميع النساء والأطفال المئة الذين أخذتهم حماس من إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، ولكن من المرجح أن يكون العدد الأولي أقل. فيما أشارت حماس إلى استعدادها للإفراج عن 70 امرأة وطفلًا، وفقًا لبيان صادر عن أحد مسؤوليها على قناة تلجرام التابعة للحركة.

نقل الرهائن

قال المسؤول الإسرائيلي إن “عدد النساء والشباب الفلسطينيين الذين قد يُطلق سراحهم غير واضح، لكن مسؤولًا عربيًا أخبرني الأسبوع الماضي أن هناك ما لا يقل عن 120 في السجون”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار ربما لمدة 5 أيام سيصاحب تبادل الرهائن والأسرى. ومن شأن هذه الهدنة أن تسمح بالسفر الآمن للأسرى الإسرائيليين، كما أن ذلك يمكن أن يسمح أيضًا بتقديم المزيد من المساعدات الدولية للمدنيين الفلسطينيين في غزة ويجب أن يخفف من الأزمة الإنسانية هناك.

حماس

حماس

رد فعل واشنطن

أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن دعم الولايات المتحدة القوي لصفقة الرهائن خلال مكالمة هاتفية أعرب فيها عن “تقديره” الشخصي لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، الذي قامت بلاده بدور الوسيط مع حماس. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن “الزعيمين اتفقا على ضرورة إطلاق سراح جميع الرهائن دون مزيد من التأخير”.

وحسب واشنطن بوست، لن توافق إسرائيل على إنهاء حملتها لتدمير القوة العسكرية لحماس. لكن المسؤولون الأمريكيون يدركون الحاجة إلى مساعدة المدنيين الفلسطينيين الذين أصبح وضعهم بائسًا.

وتريد إسرائيل تأكيدًا على إطلاق سراح أسراها المحتجزين، الذين حددت هويتهم بالاسم، أثناء تبادل الأسرى الفلسطينيين. وتعد عملية التحقق من الهوية إحدى التفاصيل التي ما زال المسؤولون يتفاوضون بشأنها.

أسرى إسرائيل لدى حماس

أسرى إسرائيل لدى حماس

مفاوضات غير مباشرة

جرت المفاوضات الإسرائيلية مع حماس بشكل غير مباشر من خلال قطر، وقد أوضح رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني جهود الوساطة في مقابلة أجريت معه يوم الأربعاء 8 نوفمبر في الدوحة.

وفي اليوم التالي، التقى بمدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ويليام ج. بيرنز، ومدير جهاز المخابرات الإسرائيلي “الموساد” ديفيد بارنيا، لمناقشة إطار العمل الذي يبدو الآن أنه يقترب من الصفقة النهائية.

دور قطر

عمل الموساد بشكل وثيق مع قطر ووكالة المخابرات المركزية في صياغة الصفقة. ويقدر المسؤولون الإسرائيليون المساعدة القطرية، لكنهم يريدون أن يمارس القطريون نفوذهم على حماس لإطلاق سراح أسراها، بدلا من مجرد التوسط.

وسيكون إطلاق سراح النساء والأطفال الإسرائيليين خطوة أولى نحو ما تصر إسرائيل على أنه يجب أن يكون إطلاق سراح لجميع الرهائن في غزة.

250 رهينة

قال المسؤول الإسرائيلي إن ما بين 240 إلى 250 رهينة محتجزة معظمهم مواطنين إسرائيليين، بعضهم مزدوجي الجنسية يحملون أيضا جنسية الولايات المتحدة وألمانيا ودول أخرى، فضلًا عن 35 من الأجانب غير الإسرائيليين، معظمهم من التايلانديين الذين يعملون في إسرائيل.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن حكومته ملتزمة بإطلاق سراح جميع الرهائن، بينهم 90 مدنيًا ومجموعة أصغر من الجنود، الذين ربما تعتبرهم حماس الأكثر قيمة.

الأسرى لدى جماعات متفرقة

من ناحيتها، أبلغت حماس القطريين أن نشطاءها أسروا جنودًا إسرائيليين فقط، لكن المسؤول الإسرائيلي قال إن هذا غير صحيح، مؤكدًا أن حماس تحتجز “الغالبية العظمى” من الرهائن، بما في ذلك عدد صغير من الجثث نقلتهم حماس إلى غزة.

وأضاف أن بعض الرهائن تحتجزهم مجموعات أخرى، في أماكن مختلفة، لكن حماس لديها القدرة على التفاوض بشأنهم جميعًا تقريبًا، حيث إن حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني تحتجز حوالي 35 أسيرًا، بينما تحتجز ميليشيا تعرف باسم “الشبيحة” ومجموعات أصغر أخرى عشرات الرهائن.

يوم مرير

يعتبر الرهائن بمثابة تذكير يومي مرير للإسرائيليين بألم الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر الماضي، وقد شكل الجيش الإسرائيلي قوة عمل خاصة، برئاسة اللواء المتقاعد نيتسان ألون، لتنسيق الأنشطة لإطلاق سراحهم. بحسب تقارير إخبارية إسرائيلية.

وتنتشر صور الأسرى في قاعة الدخول الرئيسة في مطار بن جوريون، لتذكير المسافرين القادمين بمحنة الرهائن. كما تنتشر صورهم في البلدات الحدودية والمستوطنات حيث يعيش العديد منهم.

إدارة بايدن ممزقة

ستكون الأيام القليلة المقبلة حساسة، إذ يحبس الإسرائيليون أنفاسهم في انتظار إطلاق سراح المجموعة الأولى وتوحدهم مع عائلاتهم، فيما ينتاب القلق أولئك الذين سيبقون أسرى.

وبعد فترة توقف لإطلاق النار، سيستأنف الواقع الوحشي للحرب الإسرائيلية على غزة، وستظل إدارة بايدن ممزقة بين دعمها لإسرائيل وقلقها المتزايد بشأن محنة المدنيين الفلسطينيين.

ربما يعجبك أيضا