كيف استفادت حماس من هجوم إسرائيل المروع على غزة؟

ردت إسرائيل على الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر بقوة ساحقة، بعدها تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت “بمحو حماس من على وجه الأرض” لكن ما قاله كان مجرد تصريحات لا أكثر فلا زالت حماس تمتلك قوة كبيرة ولم تتمكن إسرائيل من هزيمتها.

ورغم أن الجيش الإسرائيلي استدعى أكثر من 350 ألف جندي احتياط وشن هجمات على قطاع غزة بهدف القضاء على الأجنحة السياسية والعسكرية لحركة حماس، لكن لم يتحقق الأمر، إذ قتلت إسرائيل  آلاف الفلسطينيين، كثير منهم من النساء والأطفال، وهو ما قلب الرأي العام العالمي ضد إسرائيل.

المزايا العسكرية الإسرائيلية تتضاءل

أشارت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، اليوم الأربعاء 22 نوفمبر 2023، إلى أنه نظرًا للتفوق العسكري التقليدي الذي تتمتع به المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على حماس، ردت إسرائيل على حماس بالقوة المفرطة. لأن الجيش الإسرائيلي أقوى وأكبر حجماً وأفضل موارداً من حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية، ويدرك المخططون الإسرائيليون أن خصومهم لا يستطيعون مجاراة القوات الإسرائيلية.

ومع ذلك، فإن المزايا العسكرية التي تتمتع بها إسرائيل تتضاءل، لقد أثبت حماس أنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، هزيمتها بالقوة العسكرية. فقد أدت التكنولوجيا إلى تقليص الفجوة بين الدول والحركات المقاومة، مما سمح للجماعات غير الحكومية بالتصرف بطرق تحاكي عمليات الدول؛ وتستطيع حماس شن هجمات متطورة ونشر الدعاية بقدر ما تستطيع إسرائيل القيام به.

حركة حماس الفلسطينية

صعوبة هزيمة حماس

كما ساعدت التكتيكات القديمة أيضًا، مثل بناء مجموعة من الأنفاق تحت غزة، حماس على صد خصم أكثر قوة. واكتسبت حماس نفوذاً من خلال أسر نحو 240 رهينة. لقد كافحت الدول دائمًا من أجل هزيمة الجماعات المقاومة، لكن الحرب بين إسرائيل وحماس تظهر السبب وراء زيادة صعوبة القيام بذلك.

وربما كانت النتيجة الأكثر إزعاجًا لهذا التفاوت في نظر إسرائيل هي أن قواتها المسلحة ربما لعبت دوراً مباشراً في مصلحة حماس عندما ضربت غزة بقوة هائلة. حماس تأسست بهدف القضاء على إسرائيل، لكن الحركة غير قادرة على ذلك، فهي تمارس المقاومة لكسب الاهتمام ولكسب الحلفاء.

استفزاز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية

كان المقصود من إراقة الدماء في السابع من أكتوبر استفزاز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ودفعها إلى المبالغة في رد الفعل الذي من شأنه أن يقوض التعاطف الدولي مع إسرائيل، ويؤجج انتفاضة في الضفة الغربية والقدس، ويحشد الدعم لحماس، وخاصة من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية.

واستخدمت حماس مقتل المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء لتعزيز أجندتها السياسية. لقد نجحت المجموعة في نواحٍ عديدة.

وعلى هذا فإن أفضل وسيلة تستطيع إسرائيل أن تهزم بها حماس تتلخص في التخفيف من استخدامها للقوة وتوفير المزيد من الحماية للمدنيين الفلسطينيين. وسيكون من الصعب على القادة الإسرائيليين أن يمارسوا ضبط النفس لأن ناخبيهم غاضبون. ولكن القيام بذلك هو السبيل الوحيد الذي تستطيع إسرائيل من خلاله قطع قدرة حماس على حشد الدعم والتحريض على المزيد من العنف.

التدمير الخلاق

ولم تعد الدول تحتكر الموارد اللازمة لإظهار القوة وتعزيز الخطاب. لقد أفادت العديد من التطورات التكنولوجية الجماعات المقاومة بشكل غير متناسب. وفي 7 أكتوبر، يبدو أن مقاتلي حماس استخدموا بنادق AK-47 الصينية والسوفياتية القديمة لاقتحام المواقع العسكرية الإسرائيلية، وقتل المدنيين، واحتجاز الرهائن.

كما استخدموا أيضًا بعض التكتيكات والتقنيات الجديدة نسبيًّا. إذ بدأت المجموعة هجومها بإطلاق آلاف الصواريخ للتغلب على نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي القبة الحديدية. وتقوم حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وهي جماعة أخرى مقرها في غزة، بتهريب الصواريخ من إيران ويمكنها تصنيع بعض المتفجرات والصواريخ بنفسها.

صواريخ القسام

في وقت سابق، كان مدى صواريخ القسام التي صنعتها حماس عام 2005 يصل إلى حوالي عشرة أميال. ويمكن للصواريخ التي استخدموها في 7 أكتوبر أن تقطع مسافة 150 ميلاً. وكما هو الحال مع الأوكرانيين، الذين نجحوا في استخدام الطائرات التجارية بدون طيار لمهاجمة الدبابات والقوات، كانت حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين مبتكرين في بناء أنظمة الأسلحة الخاصة بهما.

ولتجنب الدفاعات الجوية الإسرائيلية، أطلقت حماس العشرات من طائرات الزواري الانتحارية، وهي أسلحة ثابتة الجناحين صنعتها حماس بمواد متوفرة في غزة. كما استخدمت حماس طائرات تجارية صغيرة دون طيار لإسقاط قنابل يدوية على أبراج المراقبة الإسرائيلية وعلى الرشاشات التي يتم تشغيلها عن بعد.

ويمكن شراء هذه الطائرات دون طيار عبر الإنترنت، ويمكنها تجنب أنظمة الرادار الإسرائيلية عن طريق التحليق ببطء وعلى مقربة من الأرض. وكان هجوم حماس ناجحاً لأنه غمر الدفاعات الإسرائيلية بأسلحة رخيصة يسهل الوصول إليها.

أنفاق حماس

حماس تمتلك نفس قدرات إسرائيل

كان لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير مماثل على دعم حماس إذ تقف حماس الآن على قدم المساواة مع إسرائيل في قدرتها على عرض روايتها الخاصة حول الحرب.

وتستخدم حماس تطبيق المراسلة تليجرام لتجنيد أعضاء جدد. وحتى بعد أن قطعت إسرائيل الكهرباء وأغلقت الإنترنت في غزة، تمكنت حماس من نشر المعلومات على تطبيقات المراسلة ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال الاعتماد على جيش عالمي من المتعاطفين. وربما أن ذلك قد أضر بإسرائيل في الغالب.