ما دور أمريكا اللاتينية في التحول الأخضر؟

أمريكا اللاتينية والتحول الأخضر.. أي دور مستقبلي؟

محمد النحاس

يمكن أن تلعب أمريكا اللاتينية دور مستقبلي بارز في التحول الأخضر، لكن ما التحديات التي تواجه ذلك؟


تستضيف دولة الإمارات مؤتمر المناخ “كوب 28“، فيما تخيم آمال كبيرة بشأن مخرجات المؤتمر في ظل اهتمام عالمي غير مسبوق. 

ويشارك في المؤتمر دول من أمريكا الجنوبية، تعاني بشكل واضح من آثار التغير المناخي، وتداعياته، وقد جرى انتخاب كوبا زعيمة لمجموعة الـ 77 للدول النامية، والتي غالبًا ما تعمل ككتلة تفاوضية في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، لكن هل لدول أمريكا اللاتينية دور على خارطة التحول الأخضر؟ 

تغيّر لافت

جاء في تقرير لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أنه في مؤتمر العام الماضي(كوب 27)، حضر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بعد أيام من فوزه بالانتخابات الرئاسية، وتعهد باستعادة سمعة البرازيل في مجال مكافحة التغير المناخي من خلال الحد من تدمير غابات الأمازون، والذي ارتفع في عهد سلفه جايير بولسونارو.

وأوضحت المجلة أن البرازيل التزمت بشكل كبير، فقد كانت إزالة غابات الأمازون بين أغسطس 2022 ويوليو 2023 أقل بنسبة 22.3 % عن العام السابق، وليست البرازيل وحدها في هذا النجاح، فقد انخفض تدمير الغابات أيضًا خلال العام الجاري في بوليفيا وكولومبيا وبيرو، بحسب منظمة حماية الأمازون. 

حماية الغابات المطيرة 

كان لولا والرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، حاضرين خلال مؤتمر العام الماضي، ورئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي، التي نالت خططها الرامية إلى تحويل المزيد من تمويل المناخ إلى البلدان المنخفضة الدخل الثناء. 

وفي مؤتمر العام الجاري، يأمل لولا في وضع نفسه كزعيم للمناخ، رغم طموحات بلاده النفطية، عن طريق حماية الغابات المطيرة وتعزيز توليد الطاقة المتجددة في البرازيل، وفقًا للمقال. 

قوة محتملة للطاقة الخضراء؟ 

كثيرًا ما توصف أمريكا اللاتينية، بأنها قوة “محتملة للطاقة الخضراء” بسبب وفرة مواردها من أشعة الشمس والرياح، لكن وبسبب ارتفاع أسعار الفائدة، حسبت وكالة الطاقة الدولية فإن تكاليف التمويل تشكل نسبته نحو 60% من تكلفة محطات الطاقة الشمسية التي وصلت إلى البرازيل عام 2021، مقارنة بـ30 % في الصين و25 % في أوروبا.

 وحتى في تشيلي، الدولة الرائدة إقليميًا في مجال الطاقة الشمسية، قالت وكالة الطاقة الدولية إنه استنادًا إلى السياسات الحالية، لن تتمكن البلاد من استخدام سوى حوالي نصف كمية طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي تعهدت بها بحلول عام 2050.

دور داخلي وخارجي

 إذا كانت بلدان أمريكا اللاتينية راغبة في تسريع وتيرة تركيب مصادر الطاقة المتجددة، فإن أمامها بعض الخيارات المتاحة لها، وتتمثل إحدى الخطوات الواعدة في تغيير سياسي، وفقًا لفورين بوليسي. 

 لكن وفي نهاية المطاف، فإن تحقيق إمكانات الطاقة الخضراء في المنطقة، أو حتى مجرد تحقيق الأهداف الحالية للدول، سيتطلب عشرات المليارات من الدولارات من الاستثمارات الإضافية بحلول عام 2030، وفقا لحسابات وكالة الطاقة الدولية.

ولا يمكن تحقيق ذلك من خلال الميزانيات الوطنية وحدها؛ فهو يتطلب اتخاذ إجراءات من جانب البلدان الغنية، ومستثمري القطاع الخاص، والوسطاء الماليين مثل البنك الدولي وصندوق النقد، وفقًا لمقال المجلة الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا