67 تريليون طن جليد يذوب.. الأرفف الجليدية في القارة القطبية الجنوبية تتآكل

ذوبان 40% من الأرفف الجليدية في القارة القطبية الجنوبية منذ عام 1997 بسبب الاحتباس الحراري

بسام عباس
الجليد في القارة القطبية الجنوبية

قال علماء المناخ إن ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية أطلق ما يقرب من 66.9 تريليون طن من المياه العذبة إلى المحيطات على مدى السنوات الـ25 الماضية.

وتوصل باحثون من جامعة ليدز إلى ذوبان ما يقرب من 67 تريليون طن من الجليد في المحيط خلال هذه الفترة، ما أدى إلى خسارة قدرها 7.5 تريليون طن.

ذوبان جزئي

أوضح موقع Study Finds، في تقرير نشره أمس السبت 2 ديسمبر 2023، أن الأرفف الجليدية على الجانب الغربي من القارة القطبية الجنوبية تأثرت بشدة، وأرجع العلماء السبب المحتمل إلى ظاهرة الاحتباس الحراري التي أحدثها الإنسان.

وأضاف أن من بين 162 من الأرفف الجليدية المحيطة بالقارة القطبية الجنوبية، انخفض حجم 71 منها من عام 1997 إلى عام 2021، وأن غالبية الأرفف الجليدية على الجانب الغربي من القارة القطبية الجنوبية تعرضت للذوبان الجزئي، بينما ظلت الموجودة على الجانب الشرقي دون تغيير يذكر.

The graphic shows the water temperatures around the Antarctic. On the western side of Antarctica, water temperature at the sea floor is approaching 2 degrees C - and that is warm enough to melt the ice that is flowing on top of it. Sea temperatures on the eastern flank are colder.

رسم توضحي لدرجات حرارة المياه حول القطب الجنوبي، وفي الجانب الغربي من القارة القطبية الجنوبية تقترب درجة حرارة الماء في قاع البحر من درجتين مئويتين

آثار كبيرة

ذكر الموقع أن فريق البحث حلل أكثر من 100 ألف صورة رادارية عبر الأقمار الصناعية، ما يوفر تقييمًا شاملًا لـ”صحة” الرفوف الجليدية، ويمكن أن يكون لخسارة هذه الأرفف الجليدية، أو حتى انخفاضها، آثارًا كبيرة على كل من النظام الجليدي في القارة القطبية الجنوبية ودورة المحيطات العالمية.

وتابع أن هذا يؤثر على “الحزام الناقل” الضخم المسؤول عن نقل العناصر الغذائية والحرارة والكربون في أنحاء النظام البيئي القطبي، لافتًا إلى أن القارة القطبية الجنوبية تشهد تيارات ورياحًا مختلفة على جانبيها الغربي والشرقي. الجانب الغربي أكثر عرضة للمياه الدافئة التي تتدفق تحت الأرفف الجليدية.

ويشتبه الباحثون في أن تكون ظاهرة الاحتباس الحراري وراء الذوبان، بحجة أنه إذا كانت التغييرات بسبب التقلبات المناخية الطبيعية، لكانت هناك علامات على إعادة نمو الجليد، خاصة على الرفوف الجليدية الغربية.

A satellite image showing the Getz ice shelf. Getz lost 1.9 trillion tonnes of ice over the 25-year study period. The image is a composite made from satellite data recorded between January and September 2023.

صورة القمر الصناعي تظهر أن الجرف الجليدي في جيتز خسر 1.9 تريليون طن من الجليد خلال فترة الدراسة التي استمرت 25 عامًا

تسارع فقدان الجليد

أوضح الموقع أن الأرفف الجليدية، وهي امتدادات للطبقة الجليدية القارية، تطفو على البحار المحيطة، وتعمل بمثابة حواجز هائلة، تنظم السرعة التي يتدفق بها النهر الجليدي إلى المحيطات، ومع تضاؤل ​​هذه الحواجز أو ضعفها، يتسارع معدل فقدان الجليد.

وسجلت خسائر كبيرة في الجليد على جرف جيتز الجليدي، إذ فقد إجمالي 1.9 تريليون طن من الجليد خلال مدة الدراسة. 5% فقط من هذه الخسارة نتجت عن عملية الولادة، وهي العملية التي تنفصل فيها أجزاء كبيرة من الجليد وتنجرف إلى البحر، ويعزى الباقي إلى ذوبان القاعدة.

وشهد الجرف الجليدي لجزيرة باين خسارة 1.3 تريليون طن، منها حوالي 450 مليار طن بسبب الانفصال والباقي بسبب ذوبان القاعدة، وعلى عكس ذلك، اكتسب الجرف الجليدي العامري على الجانب الشرقي من القارة القطبية الجنوبية 1.2 تريليون طن، ويعزى ذلك إلى المياه المحيطة الباردة.

ربما يعجبك أيضا