بعد استخدامها الفيتو ضد وقف إطلاق النار.. هل تشارك أمريكا في مذابح غزة؟

شروق صبري
غزة

تعرضت الولايات المتحدة لانتقادات حادة بعد استخدامها حق النقض ضد قرار الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس.


تحدت الولايات المتحدة نداءات حلفائها العرب والأمين العام للأمم المتحدة لدعم وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، وقالت لمجلس الأمن إن “القيام بذلك لن يؤدي إلا إلى زرع بذور الحرب المقبلة”.

استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار للأمم المتحدة يدعو لوقف إطلاق النار، على الرغم من التحذير المثير من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من أن النظام المدني ينهار ويتزايد خطر النزوح الجماعي، مع عواقب غير واضحة حتى الآن على بقية المنطقة. وجاء التصويت في المجلس المؤلف من 15 عضوًا بأغلبية 13 صوتًا مقابل صوت واحد مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت.

زرع بذور الحرب المقبلة

نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية، يوم  الجمعة 8 ديسمبر 2023، عن ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن، روبرت وود، إن واشنطن لن تتخلى عن هدفها المتمثل في إزالة حماس، موضحًا أن أمريكا تريد “كسر دائرة العنف المتواصل حتى لا يستمر التاريخ في تكرار نفسه، وهدفنا لا ينبغي أن يكون وقف الحرب اليوم بل وقف الحرب إلى الأبد”.

وقال ديفيد كاميرون، وزير الخارجية البريطاني، الذي يزور الولايات المتحدة، إن بريطانيا تعارض وقف إطلاق النار في هذه المرحلة، لأنه إذا توقف الآن مع سيطرة حماس ولو على جزء من غزة، فلن يكون هناك حل الدولتين أبدًا. وردًا على سؤال عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو يؤمن بحل الدولتين، قال: “عليكم أن تسألوه عن ذلك”.

رد فعل حماس

قال عضو المكتب السياسي للحركة عزت الرشق إن “العرقلة الأمريكية لقرار وقف إطلاق النار هي مشاركة مباشرة مع الاحتلال في قتل شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر والتطهير العرقي”.

وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أنه “وصمة عار وشيك على بياض آخر يُمنح لدولة الاحتلال لترتكب المجازر والتدمير والتهجير”. وبعد التصويت، حذر نائب سفير الإمارات العربية المتحدة، محمد أبو شهاب، من أن مجلس الأمن أصبح معزولا بشكل متزايد ويبدو منفصلا” عن ولايته لضمان السلام والأمن الدوليين.

وسأل أبوشهاب “ما هي الرسالة التي نرسلها للفلسطينيين إذا لم نتمكن من التوحد خلف دعوة لوقف القصف المستمر على غزة؟ وما هي الرسالة التي نرسلها للمدنيين في جميع أنحاء العالم الذين قد يجدون أنفسهم في مواقف مماثلة؟.

التواطئ مع المذبحة

قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الولايات المتحدة تخاطر بـ “التواطؤ في جرائم الحرب” من خلال الاستمرار في تزويد إسرائيل بالأسلحة والغطاء الدبلوماسي أثناء ارتكابها “الفظائع، بما في ذلك العقاب الجماعي للسكان المدنيين الفلسطينيين في غزة. فيما أوضحت منظمة أطباء بلا حدود أن تقاعس مجلس الأمن جعله “متواطئا في المذبحة المستمرة”.

وتأمل واشنطن ألا يؤدي قرارها بالوقوف إلى جانب إسرائيل إلى الإضرار بعلاقاتها طويلة الأمد مع الزعماء العرب. وربما يكون الضرر الذي لحق بعلاقاتها مع وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة أطول أمدا، حيث إن الولايات المتحدة غاضبة من إثارة جوتيريش للأزمة بهذه الطريقة المثيرة، وتشعر أنه لعب لصالح روسيا والصين من خلال الإضرار بمكانة الولايات المتحدة مع ما يسمى بالجنوب العالمي.

قطاع غزة

قطاع غزة

تهديد الأمن العالمي

لكن مع ادعاء الأمم المتحدة أن عمليات الإغاثة التي تقوم بها قد توقفت ومقتل موظفيها، اختار جوتيريش، هذا الأسبوع، اتخاذ خطوة نادرة للغاية تتمثل في تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تسمح له بتهديد الأمن العالمي.

وقال، مذكّرًا مجلس الأمن بمقتل أكثر من 130 من موظفي الأمم المتحدة: “إن عيون العالم وعيون التاريخ تراقب،إنه وقت العمل، لأنه إذا استمر القتال فقد يؤدي إلى انهيار كامل للنظام العام وزيادة الضغط على عمليات النزوح الجماعي، وبالتالي العواقب ستكون مدمرة على أمن المنطقة برمتها”. مضيفا “لقد رأينا بالفعل تداعيات ذلك في الضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا والعراق واليمن”.

رد فعل عربي

من جانبه، حذر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، من أن الفشل في تبني القرار “سيكون بمثابة تأييد لقتل إسرائيل للمدنيين الأبرياء، وتجويع السكان بالكامل، وارتكاب جرائم الحرب، وانهيار النظام الإنساني، والوكالات تصرخ طلباً للمساعدة”.

وقال السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة حسام زملط: “لم تظهر وسائل الإعلام الإسرائيلية القتل الجماعي للأطفال الفلسطينيين والمدنيين الأبرياء، أو الدمار الشامل لغزة. لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تتورع عن عرض هذه الصور الوحشية لقوات الاحتلال الإسرائيلي وهي تحتجز وتجرد مدنيين مأخوذين من ملجأ للأمم المتحدة في غزة “.

وشعر العالم العربي بالغضب من الصور التي عرضها التلفزيون الإسرائيلي لمدنيين فلسطينيين يتم تجريدهم من ملابسهم ويتم استجوابهم من القوات  الإسرائيلية.

الخداع الإسرائيلي

قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن هدف إسرائيل ليس الأمن، بل إنهاء أي احتمال للاستقلال الفلسطيني واحترام الذات إلى الأبد. وأضاف، غزة بأكملها هدف عسكري، وأن كل شخص في غزة يمكن أن يُقتل لأنهم دروع بشرية، لقد طفح الكيل.

ومن دون أن يذكر الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاسم، اتهم  منصور أمريكا بأنها انخدعت بوعد إسرائيل بضبط النفس. وقال: “يمكنكم الاستمرار في مطالبة إسرائيل بحماية المدنيين، والالتزام بقوانين الحرب، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وسوف تستمر في التلاعب بكم، وخداعكم، وإجباركم على مناقشة عدد الشاحنات بينما لا يزال الناس غير قادرين على الوصول إليها، وستستمر في إخبارك أنه لو استجاب الناس لدعواتها للتوجه جنوبًا لكان من الممكن إنقاذهم أثناء قصفهم في الجنوب”.

ربما يعجبك أيضا