اكتشاف أدلة على وجود نظام تواصل عالمي غير لفظي

كشفت دراسة جديدة عن وجود نظام تواصل غير لفظي عالمي مشترك ينبض بالحياة عندما نشير دون أن نتحدث، ما يطمح إليه الجميع في أن يكون مفهومًا لدى الآخر بغض النظر عن لغته المنطوقة.

وأشرفت على هذه الدراسة التي أجريت على أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 لـ12 عامًا، عالمة النفس في جامعة ولاية جورجيا الأمريكية ذات الأصل التركي، شيدا أوزجاليشكان، التي تدرس تطور اللغة لدى فئات متنوعة من المتعلمين والمتحدثين بلغات مختلفة.

تواصل غير لفظي

أوضح موقع Science Alert، في تقرير نشره الأربعاء 3 يناير 2024، أن الدراسة بحثت كيفية تأثير اللغة على طريقة تفكير الإنسان، وطريقة بناء الأفكار والتعبير عنها، والتي يمكن رؤيتها في الإيماءات عندما لا يتحدثون بصوت عالٍ، وذلك من خلال دراسة الإيماءات لدى البالغين والأطفال.

وأضاف أن الإيماءات هي أحد أنواع التواصل غير اللفظي، وهي إشارات بدون كلمات تتضمن لغة الجسد، ووضعيته، والتواصل البصري، وتعبيرات الوجه، والتي تشير في كثير من الأحيان إلى ما يشعر به الفرد، كما أنها تكشف عن رؤى حول قدرات الأطفال المعرفية أثناء تطورهم.

إيماءة صامتة

قال الموقع إن القائمين على هذه الدراسة طلبوا من 100 طفل أولاً وصف فعل ما بالكلمات وحركات اليد، ثم وصف نفس الفعل دون التحدث باستخدام أيديهم فقط، أي بـ “الإيماءة الصامتة”، وكان نصف الأطفال من الناطقين باللغة الإنجليزية، ونصفهم الآخر يتحدث اللغة التركية.

وأشار إلى أن اللغتين الإنجليزية والتركية بمثابة مقارنة جيدة لأنهما يختلفان من حيث كيفية وصف المتحدثين لكل لغة للأحداث، فعندما يتحدث الأطفال تتبع إيماءاتهم تقاليد لغتهم الأم، فالأطفال الناطقون باللغة التركية يرتبون إيماءاتهم بنفس الطريقة التي يرتبون بها الجملة، فيما يلطف الأطفال الناطقون باللغة الإنجليزية إيماءاتهم في حركة واحدة.

أنظمة تواصل غير لفظية

أوضح أن هذه الأنماط اللغوية المحددة ظهرت لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات، ما يشير إلى أن اللغة يمكن أن تؤثر على التمثيل غير اللفظي للأحداث في سن مبكرة، ولكن عند وصف نفس المشاهد دون التحدث، كان تسلسل حركات أيدي الأطفال متشابهًا بشكل ملحوظ.

وفي تجربة فريق البحث الأمر نفسه مع البالغين، وجد أن المكفوفين المتحدثون باللغتين الإنجليزية والتركية نظموا إيماءاتهم مثلما فعل المتحدثون المبصرون عندما امتنعوا عن التحدث، ووجد أن النتائج التي توصل إليها تشير إلى احتمال أن البشر يتشاركون بعض أنظمة التواصل غير اللفظية البدائية التي يتجاوزونها بمجرد البدء في تعلم اللغة.