بايدن لنتنياهو: «لن أشارك في حرب مدتها سنة».. ما مصداقية التصريحات الأمريكية؟

أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي الإخباري بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقليص العملية العسكرية في غزة. 

وبحسب ما نشر الموقع الأمريكي، فقد أخبر بايدن نتنياهو بأنه لن يشارك في حربٍ مدتها عام، وفي عدة تصريحات خلال الفترة الماضية زعم مسؤولون إسرائيليون أن الحرب ستستمر عدة أشهر، وذهب آخرون أبعد من ذلك حيث رجحوا استمرارها لعام.

قلق أمريكي

ذكرت “أكسيوس” أن تعليقات بايدن التي جاءت خلال مكالمة بينه وبين نتنياهو قبل أسبوع، تعكس القلق الأمريكي المتزايد بشأن استمرار الحرب ورغبة الرئيس في رؤيتها تنتهي قبل فترة طويلة من انتخابات الرئاسة الأمريكي نوفمبر القادم.

وقال أحد مستشاري بايدن للموقع الأمريكي، إن البيت الأبيض يشعر بقلق بالغ بشأن خسارة الناخبين الشباب، الذين يعارض الكثير منهم سياسة الرئيس بشأن حرب غزة، وفقًا لتقرير “أكسيوس” المنشور الجمعة 26 يناير 2024. 

ما مصداقية التصريحات الأمريكية؟

على مدار أشهر الحرب، تكررت تقارير مشابهة تتحدث عن استياء صناع القرار في أروقة واشنطن، إلا أن الدعم الأمريكي لإسرائيل في المحافل الدولية كافة، وفي التصريحات الرسمية، ورفض واشنطن وقف الحرب تمامًا، واستمرار الدعم العسكري، شكك في مصداقية هذه التصريحات.

ويعتقد خبراء أن مثل تلك التعليقات تظهر من حين لآخر “ذرًا للرماد في العيون”، وبعبارة أخرى لتهدئة الرأي العام الدولي والمحلي، في ظل الغضب المتزايد من فداحة العدوان على غزة.

بايدن لن يتحمل الحرب مع اقتراب الانتخابات‌

وفقًا لأكسيوس، قال مسؤول أمريكي إن ما لا يقل عن ثلث مكالمة بايدن التي استمرت 40 دقيقة مع نتنياهو في 19 يناير، ركزت على الجدول الزمني الإسرائيلي للانتقال إلى عمليات منخفضة الشدة في قطاع غزة واستراتيجية الحرب الإسرائيلية ككل، وذكر مصدر مقرب من البيت الأبيض إن بايدن لا يمكنه أن يتحمل الحرب وعدد القتلى المتزايد لمواصلة الهيمنة على الأخبار مع اقتراب موعد الانتخابات ورفض البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق.

وفي وقتٍ سابق، قال نتنياهو إن الحرب ستستمر “لأشهر عديدة أخرى “، وفي حديثه مع الزعيم الإسرائيلي بشأن هذا التعليق، حث بايدن نتنياهو على التحرك بشكل أسرع نحو عمليات منخفضة الكثافة من شأنها أن تقلل عدد الضحايا المدنيين، حسبما قال مسؤولان أمريكيان.

حماس ستعود لو توقفت الحرب

حسب المصادر التي نقلت عن “أكسيوس”، فإن بايدن سأل نتنياهو عدة مرات عن خطته واستراتيجيته في غزة، وقال إنه لا يفهم “الوضع النهائي” الذي يتصوره الزعيم الإسرائيلي للقطاع، وأضاف المسؤولون أن نتنياهو أبلغ بايدن أن الانتقال إلى قتال منخفض الحدة حدث في شمال غزة، وسيحدث في الجنوب، لكن إسرائيل تحتاج إلى وقت أطول مما اعتقدت في البداية، وقال نتنياهو أيضًا إن حماس ستعود إذا غادرت القوات الإسرائيلية غزة الآن.

وخلال المكالمة، طلب بايدن من نتنياهو السماح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بالذهاب إلى شمال غزة لتقييم ظروف العودة المستقبلية للمدنيين الفلسطينيين، كما طلب نقل الدقيق عبر ميناء أسدود الإسرائيلي إلى غزة، وأن تساعد إسرائيل في تسهيل تسليم المساعدات القادمة من الأردن، عبر معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل والجزء الجنوبي من القطاع.

وقال المصدر إن نتنياهو وافق على الطلبات الثلاثة لكن من غير الواضح متى قد تتحرك إسرائيل بشأنها، وبحسب مصادر أكسيوس فإن جزءًا كبيرًا من المكالمة بين نتنياهو وبايدن ركز على المحادثات الجارية بهدف التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح أكثر من 130 رهينة لا زالوا محتجزين في غزة.

اتفاق جديد محتمل

حسب “أكسيوس”، اعترف المسؤولون الأمريكيون بأن التوصل إلى اتفاق جديد بشأن الرهائن قد يكون السبيل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة، وزار كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكجورك، مؤخرًا دول بالمنطقة لمناقشة المفاوضات بشأن الرهائن.

وكانت المكالمة التي جرت في 19 هي الأولى بين الزعيمين منذ ما يقرب من شهر، وخلال مكالمتهما السابقة في 23 ديسمبر أنهى بايدن “المحبط” المكالمة بالقول “انتهت المحادثة” وأغلق الهاتف، وفقًا للتقرير، وفي أول شهرين من الحرب، التي بدأت في 7 أكتوبر، تحدث الزعيمان بشكل شبه يومي، ومن المتوقع أن يجتمع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز، بمسؤولين في المنطقة خلال الأيام القليلة القادمة.