وول ستريت جورنال تكشف عن حلقة تجارة النفط السرية الممولة لحرب روسيا

تفاصيل تنشر للمرة الأولى عن التفاف روسيا على العقوبات الأمريكية لبيع النفط

مصطفى خلف الله
النفط الروسي

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، حلقة تجارة النفط السرية التي تمول حرب روسيا وفقا لتقرير نشرته اليوم الأربعاء 21 فبراير 2024.

ذكر التقرير أنه في الأيام الأولى من حرب أوكرانيا، تسربت بيانات تظهر أن شركة غامضة تدعى “نورد أكسيس” أصبحت واحدة من أكبر الشركات العالمية التي تتاجر بالنفط الروسي، ويبدو أن الشركة قد نشأت من العدم، وقد تم تأسيسها في هونغ كونغ قبل 9 أيام من الغزو الروسي.

قال رجل من بليز كان مديراً مرشحاً في وقت لاحق من ذلك العام إنه لا يعرف سبب تأسيس Nord Axis أو من هم أصحابها.

ومع تراجع المشترين الغربيين للنفط الروسي، كانت شركة نورد أكسيس والعديد من الشركات الغامضة الأخرى تحافظ على أهم صناعة في البلاد واقفة على قدميها من خلال إيجاد أماكن جديدة لبيع النفط، مما أدى إلى توليد إيرادات بمليارات الدولارات للمجهود الحربي للرئيس فلاديمير بوتين، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.

فيما أرادت الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى خنق أموال النفط الروسية، إلا أن روسيا نجحت في إدارة عدد من الصفقات.

تاجر غير معروف من أذربيجان يُدعى “اعتبار أيوب”، قام بسرعة بتأسيس إمبراطورية تجارية وأسطول شحن سري ينقل الآن كميات هائلة من النفط إلى المشترين في الصين والهند وأسواق جديدة أخرى، وفقاً لما نقلته الصحيفة عن أشخاص عملوا معه أو تعاملوا معه.

وقال هؤلاء الأشخاص إنه قام بتجميع أسطول من الناقلات القديمة وأخفى التجارة باستخدام متاهة من الشركات المسجلة في دبي وهونغ كونغ.

بدورها، صدّرت شركة Nord Axis و4 شركات أخرى، يديرها أيوب وفقاً للمصادر، ما لا يقل عن 33 مليار دولار من الخام والوقود الروسي في عام 2023، وفقاً للبيانات التجارية الصادرة عن كلية كييف للاقتصاد، والتي تمثل خُمس الصادرات الروسية، فضلاً عن إدارة أيوب لشركات أخرى تعمل في السوق الروسية.

أصبحت شركة روسنفت النفطية العملاقة المملوكة للدولة في روسيا تعتمد على شركات التجارة والشحن ذات الملكية والإدارة الغامضة لإيصال نفطها الخام إلى السوق بعد الغزو.

وقال مسؤولون كبار في وزارة العدل الأميركية، إن استخدام الشركات الوهمية والهياكل الإدارية الغامضة هو تكتيك شائع تستخدمه الأنظمة للالتفاف على العقوبات الأميركية. مثل هذه الممارسات تجعل من الصعب تتبع الجهة التي تقوم بترتيب شحنات النفط من الدول الخاضعة للعقوبات مثل روسيا.

واستندت “وول ستريت جورنال” في تحقيقها الاستقصائي، إلى مقابلات مع أشخاص مطلعين على أنشطة أيوب، بما في ذلك زملاء العمل الحاليون والسابقون والمسؤولون التنفيذيون في مجال الطاقة والشحن الذين تعاملوا معه أو تنافسوا معه، فضلاً عن مجموعة وثائق وسجلات قانونية من 12 دولة، قالت الصحيفة إنها اطلعت عليها.

ومن خلال العمل من مكاتب في موسكو ومناطق أخرى، قام التجار بتوجيه المعاملات عبر Nord Axis والشركات الأخرى، مما يجعل من الصعب تحديد من الذي يستفيد. ويسافر أيوب من وإلى موسكو بطائرة خاصة، وفقاً لكبار مسؤولي النفط في الشرق الأوسط، بحسب الصحيفة.

 

ربما يعجبك أيضا