مفتي مصر: مكافحة الفساد ليست وليدةَ توجُّهٍ عالميٍّ معاصرٍ بل من حضارة الإسلام

علام: الإسلامُ رفض كل أشكال الفساد ونهى عنه وشدَّد على تحريمه وتجريمه

بسام عباس
مفتي مصر في برنامج نظرة مع حمدي رزق

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، إن المحافظة على الإنسان والحرص على سلامة الأوطان أمرٌ فطريٌّ وواجبٌ شرعيٌّ، دلَّت عليه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فضلًا عن كافة النصوص الشرعية القطعية.

وأضاف أن الإسلام قصد لحفظ الدين والنفس والمال والعرض والعقل، وهي المقاصد العليا للتشريع الإسلامي، وبالحفاظ عليها يستقر المجتمع، وبالإخلال بها فحتمًا سيواجه المجتمع تحدياتٍ كثيرة كالفساد وغيره.

عقبة خطيرة

قال مفتي مصر إن الإسلام سنَّ تشريعات للقضاء التام على الفساد بكل صوره، وانتهج في سبيل ذلك عدة تدابير، منها ما يكمن في تربية الفرد وتنشئته على حب الله ومراقبته في كل سلوك وتصرف يصدر منه، كما اتخذ الإسلام سلسلة من التدابير الأخرى لمنع وقوع جريمة الفساد قدر الإمكان.

وأشار، خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة على فضائية صدى البلد، الجمعة 23 فبراير 2024، إلى أن الفسادَ في حقيقته يُشكِّل عقبةً خطيرةً لسيادة القانون والتنمية المستدامة، ويزعزع الثقة بالمؤسسات العامة والخاصة، ويقوِّض الشفافية؛ ومن هنا تكاتَف سائر العقلاءِ من أجل محاربة الفساد والقضاء عليه.

قيم حضارية إسلامية

أوضح الدكتور شوقي علام أن مكافحةَ الفسادِ لم تكن في ثقافتنا وليدةَ توجُّهٍ عالميٍّ معاصرٍ أو اتفاقيةٍ حديثةٍ، بل إن محاربته ظلَّت إحدى قِيَمنا الحضارية الوطنية والإسلامية؛ نراها في شريعة الإسلام وحضارته منذ القِدَم؛ ففي إطارِ الحرص على حياة الشعوب واستقرارها، أكد الإسلامُ على موقفه الرافض لكافة أشكال الفساد.

وثمَّن مفتي الديار المصرية جهودَ الدولة ومؤسساتها الرقابية والتنفيذية التي تسعى بكامل طاقتها إلى تحقيق العدالة الاجتماعية في سبيل مكافحة الفساد، وقد اتخذت العديد من القرارات الجسورة التي من شأنها تحقيق قدرٍ أكبر من العدالة والحياة الكريمة.

جهود دار الإفتاء في محاربة الفساد

قال علام: إن دار الإفتاء المصرية وقفت في طليعة مؤسسات الدولة تكافح الفساد وتواجهه في سياق رسالتها المتمثلة في بيان الأحكام الشرعية في إطار من الانضباط المؤسسي الواعي بتحقيق مصالح الخلق في ظل مقاصد الشريعة، وأن الدار لم تترك فرصة لمحاربة الفساد والتنبيه على مظاهره وأخطاره إلا وقامت باستثمارها.

وأضاف أن دار الإفتاء أصدرت الفتاوى التي تبين حرمة الاعتداء على المال العام، وحرمة التعدي على الملكية الشائعة واستغلال الطرقات العامة وأراضي الدولة، ونشرت فتاويها في تحريم دفع الرشوة وتحريم الاحتكار، وغير ذلك كثير، فضلًا عن محاربة الفكر المتطرف الذي يمثل فسادًا فكريًّا.

خطورة الفساد الفكري

شدد مفتي مصر على خطورة الفساد الفكري المتمثل في التدين الشكلي واحتكار الحقيقة، لافتًا إلى أن المنهجية العلمية للشرع الشريف والمأخوذة من القرآن والسنة والتي عمل العلماء على ترسيخها عبر العصور، من بين سماتها التواضع واحترام رأي الآخرين وعدم المصادرة على أقوالهم، وهي تصبُّ في صالح التَّدين الصحيح، وتحقِّق الأمن المجتمعي، الذي به تستقرُّ المجتمعات.

ودعا علام إلى ضرورة مواجهة الفساد بكل أشكاله والتعاون مع القانون في الإبلاغ عن الفساد انطلاقًا من المسئولية الفردية والجماعية، مشيرًا إلى ضرورة المزيد من التوعية في كل المنابر والأماكن الموجهة للفرد سواء في وسائل الإعلام أو في الأعمال الدرامية للتحذير من مخاطر وعواقب الفساد بكل أشكاله.

ربما يعجبك أيضا