مفتي مصر: التنمية المستدامة تتطلب الانفتاح على العلوم الحديثة

علام: العلماء يدركون الآثار السلبية للأفكار المتطرفة على التنمية المستدامة

بسام عباس
مفتي مصر في كلمته في المؤتمر الدولي "الاجتهادُ الفقهيُّ المعاصرُ وأثرهُ في خدمةِ التَّنميةِ المستدامةِ"

أوضح مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، أن المسائل التي تتعلق بالتنمية المستدامة تحتاج إلى إعمال آلة النظر والاجتهاد فيها، وأن التنمية المستدامة تتطلب منا الانفتاح على الثقافات والاستفادة من العلوم الحديثة وتوظيفها بشكل نافع في خدمة الشعوب.

وأضاف أن التنمية المستدامة تتطلب تعظيم المشتركات الإنسانية ونبذ الأفكار المتشددة التي تكرس للانعزال والعدائية والعنف، لافتًا إلى أن علماؤنا الأجلاء حرصوا على أن تكون اجتهاداتهم محققة لمصالح العباد والبلاد في العاجل والآجل، وفق بيان لدار الإفتاء المصرية اليوم الأربعاء 6 مارس 2024.

 استشراف آفاق المستقبل

قال الدكتور شوقي علام، إن التنمية المستدامة هي التنمية التي لا تنظر إلى إشكالات الواقع فقط وتكتفي بحل مشكلاته، لكنها أيضًا تستشرف آفاق المستقبل بوضع الخطط الدقيقة واتِّباع الأساليب العلمية وتعمل على التحديث والتطوير الدائم وتقدم أفضل الأفكار للاستفادة من مواردنا الاقتصادية، فالتنمية المستدامة تحقق أعلى درجات المصلحة للدول والشعوب.

جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال فعاليات المؤتمر الدولي “الاجتهادُ الفقهيُّ المعاصرُ وأثرهُ في خدمةِ التَّنميةِ المستدامةِ”، والذي تُنظِّمه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة، بمشاركة نخبة من الباحثين والعلماء من الجامعة وعدد من المؤسسات العلمية من الدول الإسلامية.

أعمال مؤتمر جامعة الشارقة

أعمال مؤتمر جامعة الشارقة

إعمال آلة الاجتهاد

أوضح مفتي مصر أن علماء الشريعة حرصوا على أن تكون اجتهاداتهم محققة لمصالح العباد والبلاد في العاجل والآجل، وتوظيف الاجتهاد في تحقيق مصالح البلاد والعباد، وهو عمل جميع علماء الأمة سلفًا وخلفًا، وليس ذلك قاصرًا على مذهب بعينه كما قد يتوهَّم بعضهم.

وأضاف أن قضايا التنمية المستدامة تحتاج إلى إعمال آلة النظر، وأن الاجتهاد فيها ضرورة، لافتًا إلى أن المؤتمر تتناول قضية تتعلق بتحقيق المقاصد العليا للشريعة الإسلامية وتتعلق كذلك بتحقيق المصلحة العُليا للدول والشعوب، ألا وهي قضية “الاجتهاد الفقهي المعاصر وأثره في خدمة التنمية المستدامة”.

مفتي مصر في ضيافة جامعة الشارقة

مفتي مصر في ضيافة جامعة الشارقة

ترسيخ روح الوحدة

ذكر مفتي الديار المصرية أن التنمية المستدامة تتطلب الانفتاح على الثقافات والدول والشعوب والاستفادة من العلوم الحديثة وتوظيفها بشكل نافع في خدمة الشعوب والمجتمعات، وتتطلب أيضًا تعظيم المشتركات الإنسانية، ودعم قيم الانفتاح والتعايش، ونبذ الأفكار المتشددة التي تكرس للانعزال والانغلاق والعدائية والعنف.

وأضاف أنها تتطلب منَّا كأمة إسلامية أن نعمل فيما بيننا على ترسيخ روح الوحدة الإسلامية ودعم وسائل وعوامل الاجتماع التي دعانا إليها ديننا الحنيف، مشيرًا إلى أن العالم يشهد ظروفًا عصيبة وأزمات طاحنة وتحديات غير مسبوقة، ما يمثل بيئة خصبة لبث الأفكار المتطرفة والإرهابية ونشر روح العداء.

وتابع: “لا شك أن العلماء ومؤسسات الاجتهاد العلمي المعاصر تدرك الآثار السلبية والنتائج الوخيمة للأفكار المتطرفة على التنمية المستدامة للدول والشعوب، فالإرهاب يهلك ثروات البلاد ويستنزف مواردها ويضعف اقتصادها ويعطل مسيرتها، ويؤثر بالسلب على مستقبلها، ما يعني أن مواجهة تلك الأفكار المتطرفة ركن ركين من دعم التنمية المستدامة”.

ربما يعجبك أيضا