دراسة أمريكية: القطب الشمالي يمكن أن يصبح «خاليًا من الجليد» بحلول عام 2034

دراسة تحذر: القطب الشمالي قد يصبح بدون جليد بحري في غضون السنوات الـ10 المقبلة.

بسام عباس
دب في القطب الشمالي

أشار باحثون من جامعة كولورادو الأمريكية إلى أن القطب الشمالي قد يشهد أيام الصيف الأولى بدون جليد بحري خلال السنوات القليلة المقبلة، في وقت أبكر بكثير مما كان متوقعًا في السابق.

ويواكب هذا التوقع انخفاض سريع في الجليد البحري في القطب الشمالي يمكن أن يسبق الظروف الخالية من الجليد لمدة شهر كامل بحلول منتصف القرن الـ21، وذلك بسبب انبعاثات غازات الدفيئة.

آثار وخيمة

أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الثلاثاء 5 مارس 2024، أن علماء من معهد CU Boulder لأبحاث القطب الشمالي وجبال الألب حللوا توقعات الجليد البحري الحالية والنماذج المناخية الحسابية لتقييم التغيرات اليومية في مستقبل القطب الشمالي.

وقال إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن المحيط المتجمد الشمالي قد يشهد أول يوم خالٍ من الجليد في وقت مبكر من أوائل ثلاثينيات القرن الحالي، بغض النظر عن سيناريو الانبعاثات، ما يمثل تسارعًا كبيرًا في الجدول الزمني لفقدان الجليد البحري في القطب الشمالي.

وأضاف أن انخفاض الجليد البحري له آثار وخيمة ليس فقط على المناخ العالمي ولكن أيضًا على الحياة البرية في القطب الشمالي التي تعتمد على الجليد البحري من أجل البقاء، كما أن تراجع الجليد البحري يهدد المجتمعات الساحلية من خلال زيادة أحجام أمواج المحيط، ما يؤدي إلى تآكل السواحل.

Sunsets started to tease the Arctic horizon as scientists on board the U.S. Coast Guard Cutter Healy headed south in the Chukchi Sea during the final days collecting ocean data for the 2011 ICESCAPE mission.

كشفت دراسة جديدة أن القطب الشمالي قد يفقد جليده البحري خلال 10 سنوات

بصيص من الأمل

شددت الدراسة على الدور الحاسم لانبعاثات الغازات الدفيئة في تسريع فقدان الجليد البحري، مشيرة إلى أن انخفاض الغطاء الثلجي والجليدي يسمح للمحيطات بامتصاص المزيد من أشعة الشمس، ما يزيد من ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي ويسرع ذوبان الجليد، وسلطت الضوء على أهمية تقليل الانبعاثات للتخفيف من تكرار الظروف الخالية من الجليد مستقبلًا.

وفي ظل سيناريو الانبعاثات المتوسطة، الذي يعكس مسارنا الحالي، يمكن أن يصبح القطب الشمالي خاليًا من الجليد خلال أواخر الصيف إلى أوائل أشهر الخريف. ومع ذلك، فإن سيناريو الانبعاثات العالية يمكن أن يؤدي إلى أن يصبح القطب الشمالي خاليًا من الجليد لمدة تصل إلى 9 أشهر بحلول نهاية القرن.

Storm in Antarctica

فقدان الجليد في القطب الشمالي يؤثر سلبًا على الحياة البرية

ورغم التوقعات القاتمة، هناك بصيص من الأمل، إذ تشير الدراسة إلى أن الجليد البحري في القطب الشمالي يتمتع بمرونة ملحوظة، ويمكن أن يتعافى في غضون 10 سنوات إذا تمكنت التقنيات والأساليب المستقبلية من خفض مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بشكل فعال وعكس اتجاه ظاهرة الاحتباس الحراري.

ربما يعجبك أيضا