مفتي مصر: فتح مكة نصر عظيم للإسلام والمسلمين

علام: المواقف النبوية التي وقعت في فتح مكة عززت مبدأ الرحمة والسماحة والعفو

بسام عباس
اسأل المفتي

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علَّام، إن فتح مكة نصرٌ عظيمٌ وانتصارٌ مبينٌ للإسلام والمسلمين، يجب أن تُستخلص منه الدروس المستفادة التي تؤسِّس لكيفية مجاهدة النفس.

وأضاف أن فتح مكة كان نموذجًا للنظر في المآلات، مع الخبرة والحكمة في إدارة الأزمات، وأنه بكل ذلك يكون التقدم والرقيُّ والدعوة إلى الله تعالى والوقوف على مقاصد الشرع من الخلق.

رحمته تسبق غضبه

أوضح مفتي الديار المصرية أن رحمة الرسول، صلى الله عليه وسلم، شملت أهله وأصحابه والأمة قاطبة، فقد كان خير الناس وخيرهم لأمته وخيرهم لأهله، فلم يسبق غضبُه يومًا رحمتَه، ولم يكن فاحشًا ولا متفحِّشًا، ولا صخَّابًا، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح.

وأضاف، خلال لقائه في برنامج “اسأل المفتي“، الذي عُرض على فضائية “صدى البلد”، اليوم السبت 30 مارس 2024، أن رحمة النبي ظهرت في كل أمور حياته، ولعلَّ من أبرزها ما قاله عن أهل مكة الذين آذَوه وعذبوا أصحابه، ومع ذلك لم يدع عليهم، بل كان قارئًا للمستقبل ومستبصرًا النور القادم.

صُلح الحديبية

قال مفتي مصر  إن صُلح الحديبية كان في غاية البراعة؛ لأنه أرسى مبدأً أصيلًا هو أنَّ لوليِّ الأمر أو الدولة أن تتصرَّف بما تُمليه المصلحة، وقد تكون المصلحةُ غائبةً عن البعض؛ إذ ليس عندهم المعلومات الكافية، وهو ما أُتيح للنبيِّ صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي، فعَلِم ما ستئول إليه الأمور في المستقبل.

وتابع: الناظر لحال الصحابة عند خروجهم لهذا الصلح يرى أنهم لم يكونوا مجيَّشين أو مسلحين، بل ذهبوا لأداء العمرة، وبرغم أنهم عاهدوا النبيَّ عندما بايعوه تحت الشجرة على بذل النفس في الدفاع عن الدين، فإنَّ النبيَّ لم ينتقم، بل كان أول المتشوفين إلى تجنُّب إراقة الدماء وعصمتها وهو ما حدث.

واستعرض فضيلة المفتي بعض النماذج التي وقعت أثناء فتح مكة وعززت مبدأ الرحمة والسماحة والعفو، منها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الْيوم يوم المرحمة”، ردًّا على قول أحد الصحابة: “الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ”.

العفو مع المقدرة

أوضح الدكتور شوقي علَّام كيف تعامل صلى الله عليه وسلم مع من آذَوه وأخرجوه وظاهروا على إخراجه وإيذائه، فلم ينكِّل بأهل مكة عندما فتحها، فقط سألهم: «ما ترون أني فاعل بكم؟» فأجابوه: “خيرًا، أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريم”، فقال لهم: «اذهبوا فأنتم الطُّلَقاء».

وقال إن هذا هو قمة العفو مع المقدرة، لم يعتب ولم يمنَّ عليهم بالعفو، بل عفا وسامح ودعا بالرحمة والمغفرة، ليكون مثالًا لمن يأتي بعده؛ لأن أفعاله وأقواله أصبحت تشريعًا ودستورًا للمسلمين وغيرهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

 

ربما يعجبك أيضا