من نهج الحمائم إلى الصقور.. هكذا تغيّر موقف ماكرون بعد عامين من حرب أوكرانيا

ماكرون أراد سابقًا عدم «إذلال روسيا».. هل تحوّل موقفه؟

محمد النحاس

أخبر ماكرون القادة إن الحلفاء الغربيين يجب أن يتبنوا موقف "الغموض الاستراتيجي" تجاه روسيا، والذي من شأنه أن يترك جميع الخيارات على الطاولة.


في بدايات الحرب الروسية الأوكرانية، في الـ24 من فبراير 2022، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من دعاة الحوار مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحذر من أن الحلفاء الغربيين يجب أن يتجنبوا “إذلال روسيا”، إلا أنّه وبعد مرور عامين يبدو أن موقف الزعيم الفرنسي قد شهد تحولًا جذريًّا.

وفي فبراير الماضي، أجرى ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز مكالمات سريّة لوضع أسس قمة باريس، بغيّة إحداث تحوّل جذري واستراتيجي في تعاطي الغرب مع ملف الحرب في أوكرانيا، وفق ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن مسؤولين لم تسمهم.

الغموض الاستراتيجي

أخبر ماكرون القادة إن الحلفاء الغربيين يجب أن يتبنوا موقف “الغموض الاستراتيجي” تجاه روسيا، والذي من شأنه أن يترك جميع الخيارات على الطاولة، وقال الرئيس الفرنسي: “نظرًا لأن أوكرانيا لديها موارد محدودة، يجب علينا تعزيز الذخائر والموارد العسكرية، لكن يجب علينا أيضًا أن نفكر في كيفية إدارة هذه الجهود مع مرور الوقت، وكيف نضمن عدم فوز روسيا”.

وقال ماكرون: “لا يوجد إجماع اليوم على إرسال قوات للميدان، لكن فيما يتعلق بالديناميكيات، لا يمكن استبعاد أي شيء”، ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن الفكرة التي يطرحها الرئيس الفرنسي، تمثل خروجًا جذريًّا عن الموقف الذي حافظت عليه إدارة بايدن منذ بداية الحرب.

وتشير “وول ستريت جورنال”، في تقريرها المنشور، 3 أبريل 2024، إلى أن الولايات المتحدة تبنت نهجًا يهدف لتجنب استفزاز روسيا حتى لا يحدث تصعيدًا مباشرًا بين الدولتين.

نهج الصقور بدلًا عن الحمائم

لكن في مقابل الموقف الأمريكي، أراد ماكرون التوقف عن الإعلان عن حدود الانخراط الغربي في دعم أوكرانيا، وإبقاء الكرملين في حالة من الضبابية.

وقد عزز طرح ماكرون تحوله من نهج “الحمائم” (نهج متسامح لا يميل للصدام)، إلى موقف في طليعة “الصقور” (نهج متشدد يميل إلى التصعيد).

ما موقف بايدن وشولتز؟

وسط مخاوف من أن يؤدي نهج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التصعيد، شكك الرئيس الأمريكي جو بايدن في وجود حاجة لتغيير الاستراتيجية، وفق مسؤولين.

وعلى ذات المنوال، عارض المستشار الألماني أولاف شولتز طرح ماكرون، مشيرًا إلى أن النهج المقترح قد يخاطر بتقسيم الحلفاء وجعل دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) طرفًا في الصراع.

ربما يعجبك أيضا