بعد مرور 6 أشهر.. ما سبب مُماطلة نتنياهو في حرب غزة؟

ما علاقة بقاء نتنياهو في السلطة بمواصلته الحرب على غزة؟

محمد النحاس
بنيامين نتنياهو

تريد حركة احتجاجية متنامية في إسرائيل أن يوافق نتنياهو بسرعة على صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، حتى لو كان ذلك يعني قبول الشروط التي قد تمنح حماس فرصة أكبر للبقاء


رغم مرور 6 أشهر، لا زالت الحرب على قطاع غزة مستمرة، كما هو الحال بالنسبة لولاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويتساءل البعض في إسرائيل.. هل هناك علاقة بين هذين الأمرين؟

بالنسبة لحلفائه، فإن رفض نتنياهو الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة يعد أمرًا ضروريًا، لأنه يخدم المصلحة الوطنية ويدعمه العديد من الإسرائيليين، حسب تصورهم، ويروج هذا التفكير إلى أن إسرائيل لابد وأن تعمل على تقويض حركة حماس، حتى تتمكن من إضعاف موقفها في مفاوضات وقف إطلاق النار.

مماطلة نتنياهو وحسابات محدودة

وفق تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، بالنسبة لمنتقديه، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي يُماطل في الحرب لمنع انهيار ائتلافه اليميني الهش وتمديد فترة وجوده في منصبه.

ويرى منتقدو نتنياهو أنه قام بحسابات محلية محدودة الأفق، تتجاهل كلا من الغضب العالمي المتزايد بشأن إراقة الدماء والغضب المتزايد من عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين وطالبوا بالإفراج الفوري عن أقاربهم، وفق التقرير المنشور اليوم الجمعة 5 إبريل 2024.

الزعيم المتردد

يُنظر إلى نتنياهو، رئيس الوزراء الأطول خدمة في إسرائيل، على أنه مُتردد ويفضل تأجيل القرارات لأطول فترة ممكنة حتى يتمكن من إبقاء جميع خياراته متاحة.

وبحسب الصحيفة، فقد أصبح الجدل بشأن نوايا نتنياهو متزايدًا بنحو حاد، بسبب الغارة الإسرائيلية التي أدت إلى مقتل 7 من عمال الإغاثة في غزة، ما أدى إلى تصعيد القلق الدولي بشأن التكتيكات العسكرية الإسرائيلية.

إقرار بالمسؤولية

أقر الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن الغارة زاعمًا إنه كان خطئًا في تحديد هوية، وقد أدى الهجوم إلى رد فعل غاضب من جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وفي مكالمة متوترة مع نتنياهو -أمس الخميس- هدد بايدن بربط الدعم المستقبلي لإسرائيل بكيفية معالجة المخاوف الأمريكية بشأن الضحايا المدنيين والأزمة الإنسانية في غزة.

ورغم أنها لم تصل إلى حد القول بشكل مباشر أن بايدن سيوقف إمدادات الأسلحة أو يفرض شروطًا على استخدامها، إلا أن ملخص المكالمة الهاتفية التي نشرها البيت الأبيض أفاد بأن السياسة الأمريكية “ستُحدَد” من خلال استجابة نتنياهو لمخاوف بايدن.

تزايد الاحتجاجات

في الداخل الإسرائيلي، يعد قرار نتنياهو مواصلة القتال مثيرًا للجدل، كذلك بسبب تداعيات الأمر على الإسرائيليين الذين أسرتهم حماس في 7 أكتوبر، ومن المتوقع أن ما يصل إلى 100 منهم لا زالوا على قيد الحياة.

وتريد حركة احتجاجية متنامية في إسرائيل أن يوافق نتنياهو بسرعة على صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار، حتى لو كان ذلك يعني قبول الشروط التي قد تمنح حماس فرصة أكبر للبقاء.

ويرى منتقدو نتنياهو أنه يتجنب صفقة الرهائن لأن بعض الفصائل اليمينية في ائتلافه هددت بالانسحاب، وبالتالي فرض إجراء انتخابات مبكرة، إذا انتهت الحرب دون تدمير حماس.

إصرار حماس

على مدار أشهر، أشارت استطلاعات الرأي إلى أن ائتلاف نتنياهو سيخسر موقعه حال إجراء في انتخابات، حتى مع دعم أغلبية كبيرة من الإسرائيليين لسياسته المتمثلة في مواصلة الحرب، والوقوف في وجه الضغوط الأمريكية ومعارضة إنشاء دولة فلسطينية.

حسب التقرير، لا يُعزى ركود موقف الحرب كله إلى نتنياهو، فقد طال أمدها بسبب إصرار حماس على التمسك برفح، آخر معقل رئيس للحركة في جنوب غزة، وبسبب إحجامها عن إطلاق سراح الرهائن إلا بعد هدنة دائمة أو على الأقل مؤقتة تسمح للنازحين بالعودة إلى شمال غزة.

ربما يعجبك أيضا