إيكونوميست: كيف استطاعت المليشيات السيطرة على دول بالشرق الأوسط؟

دول بالشرق الأوسط تسيطر عليها المليشيات.. كيف استطاعت ذلك؟

أحمد الحفيظ

من بين 400 مليون مواطن يعيش في الشرق الأوسط، يعاني ربع هذا العدد من سيطرة المليشيات على دولهم.


تعاني عدة دول عربية من انتشار المليشيات المسلحة، نتيجة فوضى سياسية عاشتها الدول، وأفرزت تلك المجموعات.

وبحسب مجلة “ذا إيكونوميست” ” في تقرير نشر الخميس 25 أبريل 2024، فإن أكثر من ربع سكان المنطقة البالغ عددهم 400 مليون نسمة يعيشون في دول تهيمن عليها المليشيات.

إيران وراء الفوضى

بالنظر إلى المليشيات المستوطنة في بعض الدول، نجد أن معظمها موالي لإيران مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن كذلك سوريا والعراق.

وبحسب المجلة فإن، مثل هذه المجموعات كانت قادرة على جر بلادها لحروب وزعزعة الاستقرار بداخلها بشكل كبير مستشهدة بتحرك حزب الله والحوثيين والمليشيات في سوريا والعراق منذ 7 أكتوبر ضد إسرائيل، الأمر الذي كاد أن يكلف بلادهم الكثير.

وأشارت المجلة، إلى القوة التي باتت تلك المليشيات تتمتع بها داخل تلك الدول هي قوة جعلتهم الطرف الوحيد الأفضل تجهيزاً من الجيش، ويتمتع بالقدرة على اتخاذ القرار بشأن جر البلاد إلى حرب خارجية.

السيطرة على المؤسسات

أوضحت المجلة، أن هذه المليشيات استطاعت مد جذورها داخل مؤسسات الدول العاملين فيها ونهبت مليارات الدولارات من سندات الخزانة، وتخيف المستثمرين الأجانب وأصبح من الصعب الآن اقتلاعهم

وفسرت المجلة سرعة سيطرة تلك المليشيات على الوضع داخل تلك الدول، معتبرة إن استخدام العنف أو التهديد هو العامل الأول الذي ساعد على ذلك.

وضربت المجلة مثلا على ذلك، بالاغتيالات التي قام بها حزب الله التي طالت خصومه وعلى رأسهم رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ووزير المالية الأسبق محمد شطح فضلا عن تصفية كثير من المعارضين لهم.

وأوضحت الصحيفة أيضا، أن هذه المليشيات تسيطر على إمبراطوريات اقتصادية واسعة وقدرت أن مليشيا حزب الله تتحصل على حوالي 6 مليار دولار سنويا من أموال الضرائب، فضلا عن إجبار الدول تخصيص مساحات كبيرة من الأراضي لهم.

عوامل أخرى

المجلة قالت أيضا إن هناك عوامل أخرى تفسر تفوقهم في الشرق الأوسط وهو الفشل السياسي الكبير الذي تعرضت له هذه الدول وترك الساحة السياسية لتلك المليشيات.

وسلطت المجلة الضوء على الصراع الموجود في ليبيا وانتشار المليشيات الآن والذي نتج عن سوء إدارة سياسية منذ حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، كذلك الوضع السياسي السيء الذي شهدته العراق منذ رحيل صدام حسين، وأدى لظهور المليشيات الموجودة في العراق الآن وبعدها سوريا.

اتفاقيات جائرة

قالت المجلة، إن هناك اتفاقات سياسية رسخت من وجود المليشيات في الدولة أيضا، مثل الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان عام 1989، كذلك ضعف الدولة اليمنية في التصدي لتمرد الحوثي عام 2014.

أما أولئك الموجودون في العراق ولبنان وسوريا فقد اتبعوا سيناريو مختلفاً. وبدلاً من الاستيلاء على الحكومة، سعوا إلى استمالتها.

ربما يعجبك أيضا