غزة.. الهزيمة الأكثر عارًا في تاريخ إسرائيل

الحرب في غزة ستكون الهزيمة الأكثر خزيًّا في تاريخ إسرائيل

بسام عباس
الجيش الإسرائيلي

قدم الكاتب الإسرائيلي، زئيف معوز، تحليلًا انتقاديًّا للسياسة الإسرائيلية الخارجية والأمنية منذ إقامة الدولة العبرية، وكيف ستسجّل حرب غزة على أنها الهزيمة الأكبر في تاريخ إسرائيل؟

وأوضح أن الحرب في غزة ستُذكر إلى الأبد باعتبارها الهزيمة الأكثر خزيًّا في تاريخ إسرائيل، دون الأخذ في الاعتبار العار العسكري الذي لحق بها في 7 أكتوبر.

موازين القوى

بدأ أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا دافيس، زئيف معوز، بتحليل موازين القوى، مشيرًا إلى أن عدد القوات المقاتلة لحركة حماس تتراوح بين 30 إلى 50 ألف مقاتل، وحتى لو اعتمدنا الحد الأعلى لهذا التقدير، فإن عدد القوات الإسرائيلية، بما في ذلك الاحتياط، وصل إلى 300 ألف في بداية القتال، أي 6 أضعاف قوة حماس.

وانتقل، في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الجمعة 10 مايو 2024، إلى نوعية وكمية العتاد لدى الطرفين، لافتًا إلى أن حماس لا تمتلك قوة جوية أو مدرعات أو مدفعية، وهي محدودة جدًا في مجال الحماية الشخصية والجماعية، ومعدات الرؤية الليلية، والمعلومات الإلكترونية، والتنبؤ والمساعدة في اكتشاف الأهداف، ونظام الاتصال اللوجستي.

وأوضح أن عناصر حركة حماس يتمتعون ببعض الميزات الموضعية، منها القدرة على الاختباء ومعرفة الأرض ومساعدة السكان، لكن كل ذلك يتضاءل أمام الفجوة بين الطرفين من حيث نسبة القوة ونوعية العتاد وحجمه.

مستنقع غزة

قال الكاتب إن في ضوء هذه البيانات، كانت المعطيات في بداية الحرب تميل بشدة لصالح القوات الإسرائيلية، التي لو كان ينبغي تنبؤ وقت وسرعة الحسم العسكري، لكان من المنطقي توقع أن انتهاء الحرب في غضون أسبوع أو اثنين، وبدلًا من ذلك، مرت 7 أشهر على الحرب، ولم نتوصل إلى أي حل ولم نحرر المختطفين.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية ما زالت تخوض في مستنقع غزة في مواجهة الرأي العام الدولي المعادي وتزايد مظاهر المقاطعة والعزلة، والأضرار الإنسانية الفادحة، ما دفع الكثيرين في العالم إلى تسمية ما يحدث في قطاع غزة بالإبادة الجماعية، متسائلًا عن الاستراتيجية التي تتبعها إسرائيل في حربها على غزة.

سلوك أخرق

أوضح الكاتب أن التفسير الوحيد الذي يتلاءم مع السلوك الأخرق للجيش الإسرائيلي هو أنه دمج اعتبارات سياسية وفرضية استراتيجية عسكرية خاطئة، مشيرًا إلى أن الاعتبار السياسي واضح بأن استمرار القتال يخدم سلطة بنيامين نتنياهو وأزلامه، بينما الاعتبار العسكري لسياسة الدكّ كان مختلفًا: اعتقاد ساذج- أثبت مجدّدًا زيفه في التاريخ العسكري المعاصر.

وأضاف أن سياسة ضرب السكان بهدف الوصول إلى انقلاب سياسي فشلت كثيرًا في الحروب، ففي الحرب العالمية الثانية، استمر الألمان بالقتال إلى أن احتلّ الحلفاء برلين، واستمر اليابانيون بالقتال إلى أن قرّر القيصر الاستسلام بعد إلقاء قنبلتين نوويتين، وفي حرب فيتنام استمر الشمال بالقتال رغم القصف الأمريكي الثقيل.

عزلة دولية

قال زئيف إن تغيير المستوى السياسي ضروري لأمن إسرائيل ومستقبلها، ومسؤولية المستوى السياسي من الناحية الاستراتيجية تتجاوز كثيرًا الفشل والتضليل الخاطئ الذي قاد إلى كارثة 7 أكتوبر، كما أن المستوى السياسي أخطأ لسنوات في التضليل بأنّه ينبغي تخدير الموضوع الفلسطيني.

وأوضح أن على الجيش الإسرائيلي أن يقوم بمهام حفظ الأمن في المناطق الفلسطينية وحراسة المستوطنات، مؤكدًا أن دم الضحايا في هذه الحرب ليس على أيدي بنيامين نتنياهو وحده، فالساسة الآخرون منخرطون في هذه التهمة، وعلى إسرائيل أن تعود إلى طاولة المفاوضات الجدّية مع السلطة الفلسطينية.

وتابع أن هذا ليس بهدف معالجة “اليوم التالي” في قطاع غزّة، إنّما بهدف بذل جهد حقيقي لإنهاء الصراع، مشيرًا إلى أنه لن يكون لإسرائيل مخرج من العزلة الدولية الآخذة بالاشتداد إذا لم تعطِ فرصة حقيقية لعملية سياسية مع الفلسطينيين.

ربما يعجبك أيضا