إسرائيل «تحت النار».. هل تفتح جبهة جديدة في الشمال؟

حزب الله وإسرائيل وحرب شاملة تلوح في الأفق

محمد النحاس

دخل الجيش الإسرائيلي في حرب غير محسوبة التبعات في قطاع غزة، فهل يُكرر الاحتلال ذات الخطأ مع حزب الله؟


على مدار أشهر لم يتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق أهدافه في حربه على قطاع غزة أمام قوة محدودة غير نظامية، ومُحاصرة منذ سنوات، ومع ذلك يعتقد قادة الاحتلال أنّ ما لم يتحقق في جبهة الجنوب، قد يتحقق في الشمال.

وبعد أشهر من تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، إثر الحرب في غزة، يقترب الحزب وجيش الاحتلال من الانزلاق إلى حرب واسعة النطاق، ويقول حزب الله إن هجماته تأتي دعمًا للفلسطينيين، وإنه لن يتوقف حتى توقف إسرائيل حربها على غزة، وبسبب ترددها في فتح جبهة ثانية، ردت إسرائيل في البداية على حزب الله بهجمات انتقامية محدودة.

تصاعد القتال

في الأسابيع الأخيرة، يقول جانبي الصراع إن هناك ارتفاعًا حادًا في العمليات، وقد زاد حزب الله من هجماته بالمُسيّرات والصواريخ، وأصاب منشآت عسكرية إسرائيلية مهمة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، الأربعاء 5 يونيو 2024.

وفي المقابل كثفت إسرائيل أيضًا هجماتها، واستهدفت مواقع حزب الله في عمق وادي البقاع جنوبي لبنان، بالإضافة إلى اغتيال  المسؤولين العسكريين الميدانيين لدى الحزب.

هل الحرب حتمية؟

دون وقف إطلاق النار في غزة واتفاق لاحق مع حزب الله يُلبي متطلبات إسرائيل، يقول المسؤولون في دولة الاحتلال إن شن هجوم على جنوب لبنان بات أمرًا لا مفر منه، لكن إسرائيل غرق جيشها في حرب طويلة الأمد في غزة، وفق التقرير.

لكن ليس من المُرجح أن يستطيع الجيش الإسرائيلي، مُجابهة قوة أخرى غير نظامية، لكنها أكثر تدريبًا من حماس، وتملك قدرات صاروخية وعسكرية أكبر، ومنذ أكتوبر الماضي يعجز الاحتلال عن تحقيق أيًّا من أهدافه في غزة، في حين أثبتت الفصائل الفلسطينية قدرة عاليّة على التكيف مع الواقع الجديد، وتمكنت من الحفاظ على قوتها.

رسائل تحذيرية

وصلت لبنان تحذيرات دبلوماسية من قبل بريطانيا خلال الأيام الأخيرة، من حدوث هجوم إسرائيلي وشيك، كما كانت الرسالة التحذيرية محددة للغاية، حيث أوضحت أن تاريخ الهجوم سيكون منتصف يونيو الجاري، وفق ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وقال الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني جانتس، إن إسرائيل ستُعيد السكان إلى شمال إسرائيل بحلول الأول من سبتمبر مع استئناف المدارس، إما “عن طريق صفقة أو من خلال التصعيد”.

حرائق هائلة

اندلعت حرائق ضخمة في الغابات شمال إسرائيل، ناجمة عن هجمات حزب الله عبر المسيرات والصواريخ بدءًا من يوم الأحد، ولم تتمكن سلطات الاحتلال من احتواء الحرائق الشاسعة سوى مع حلول صبيحة يوم الثلاثاء.

وعززت مشاهد الحرائق غير المسبوقة مطالبات اليمين الإسرائيلي المتطرف بشنّ حرب “تحرق لبنان” على حد تعبير وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير. وأدت 8 أشهر من التصعيد منخفض الحدة مع حزب الله، إلى نزوح أكثر من 60 ألف إسرائيلي من منازلهم.

مساعٍ دبلوماسية

منذ أشهر، تعمل الولايات المتحدة وفرنسا على وضع الخطوط العريضة لحل دبلوماسي للصراع الآخذ في التفاقم يومًا بعد آخر، من خلال رحلات مكوكية بين إسرائيل ولبنان.

وتُهدف المُحادثاتِ الدبلوماسيّة إلى نقل قوات حزبِ الله لمسافة تزيد عن شمال إسرائيل نحو 10 كيلومترات، كما قد تشمل المناقشات الدبلوماسية النزاعات الحدودية القائمة بالفعل بين لبنان وإسرائيل.

موقف حزب الله

حزب الله من جانبه يشدد على أنه لن يوافق على أي اتفاق دبلوماسي مع إسرائيل حتى تتوقف الحرب الوحشية التي يشنها جيش الاحتلال على غزة.

وطرح الرئيس الأمريكي جو بايدن خطة قال إنها إسرائيلية، تهدف إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم في قطاع غزة، غير أن قادة الاحتلال يماطلون ويبدو أنهم مترددين في ما يتعلق تحديدًا بإنهاء الحرب.

ربما يعجبك أيضا