لماذا تسببت عملية استعادة الرهائن الأربعة في تعثّر المفاوضات مع حماس؟

هل بإعادة الرهائن تنتهي كافة التحديات التي تواجه إسرائيل؟

شروق صبري
مظاهرات في تل أبيب

بعد يوم من إنقاذ 4 رهائن إسرائيليين في عملية خلفت عشرات القتلى الفلسطينيين، قد تكون مواقف الجانبين أكثر صرامة حول التوصل لاتفاق، فما السبب؟


سيجري وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، جولة في الشرق الأوسط، غدًا، لتنشيط جهود وقف إطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق يضع الفلسطينيين على الطريق إلى دولتهم.

ومن المُقرر أن يجدد المسؤولون الإسرائيليون مساعيهم للتوصل إلى اتفاق مع حماس لإطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب. لكن العملية العسكرية التي أنقذت 4 أسرى إسرائيليين من غزة أمس قد تعطي الجانبين سببًا لتشديد مواقفهما.

سلامة سكان غزة

واجهت عملية الاتفاق بالفعل عقبات كبيرة، لكن قد تؤدي تداعيات عملية إنقاذ الرهائن الأربعة إلى مواقف أكثر صرامة في المفاوضات، وذلك حسب ما ذكرته “وول ستريت جورنال” الأمريكية، اليوم الأحد 9 يونيو 2024.

وقد أثار العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين في غارة أمس 8 يونيو 2024 في احتجاجات في العالم العربي وتصريحات غاضبة من حماس التي قالت إنها ستسعى للحصول على ضمانات بشأن سلامة سكان غزة قبل استئناف المحادثات.

وقال المكتب الإعلامي لحركة حماس إن أكثر من 200 فلسطيني قتلوا خلال عملية تحرير 4 رهائن إسرائيليين في وسط غزة، والتي تضمنت قصفًا جويًا مكثفًا على سوق مزدحمة.

الضغط على حماس

جادل البعض في إسرائيل بأن الإنقاذ الناجح للرهائن كان دليلًا على قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها المتمثلة في تحرير أسراها وهزيمة حماس من خلال الوسائل العسكرية وحدها ودون اتفاق يترك حماس في السلطة.

كان الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية هو أن الضغط العسكري هو ما سيجبر حماس في النهاية على الموافقة على صفقة يمكن لإسرائيل قبولها، مما يعني أن بعد الآن لن تشكل تهديدًا نشطًا لإسرائيل بمجرد انتهاء الحرب.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن سياسة إسرائيل لم تتغير، وأنها ستواصل الضغط على حماس عسكريًا والسعي إلى أي سبيل لتحرير الرهائن، بينما تسعى أيضًا إلى حل دبلوماسي لتحقيق أهدافها.

غزة

غزة

آراء متضاربة

قال رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي البحثي ومقره القدس، يوهانان بليسنر، إن العملية يمكن أن تثير مطالب في إسرائيل للحكومة بالموافقة على الصفقة المطروحة على الطاولة لأنها أظهرت أن بعض الرهائن لا زالوا على قيد الحياة وقبول الصفقة يضمن بقاءهم أحياء.

كما تظاهر مساء السبت، آلاف الإسرائيليين في تل أبيب، احتجاجًا على الطريقة التي تدير بها الحكومة الحرب في غزة، وهتفوا: “الآن.. من أجل اتفاق وقف إطلاق النار”.

وقال بليسنر إن عملية الإنقاذ يمكن أن تعزز آراء أولئك الذين عقدوا العزم على تحرير الرهائن وهزيمة حماس من خلال الوسائل العسكرية البحتة. وعلق وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتشدد إيتمار بن جفير في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أن العملية “تظهر أن هناك أمل، وأنه من الممكن هزيمة حماس وإعادة الرهائن دون الاستسلام”.

العديد من التحديات

من المُقرر أن يصل بلينكن غدًا الاثنين إلى المنطقة، ومن المتوقع أن يناقش عملية الإنقاذ ويدفع من أجل وقف إطلاق النار، وسيجد أن البلاد تواجه العديد من التحديات غير الحرب في غزة، بما في ذلك حرب محتملة مع لبنان وزيادة العزلة الدولية، فضلًا عن عدم الاستقرار السياسي.

وقال وزير الحرب بيني جانتس أمس”: “بجانب الفرحة المبررة، يجب أن نتذكر أن جميع التحديات التي كانت إسرائيل تتعامل معا لا تزال قائمة”، ودعا جانتس، وهو منتقد قوي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى مؤتمر صحفي اليوم، ومن المتوقع أن يعلن استقالته من الحكومة بسبب الخلافات بشأن الحرب والتشريعات المحتملة المرتبطة بها.

غزة

غزة

مبادرة فاشلة

بالنسبة لحماس، فإن عملية الإنقاذ قد تعزز طلبها للحصول على ضمانات بأن توقف إسرائيل عملياتها في غزة، حيث قال زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، إن الاقتراح الحالي لإطلاق سراح الرهائن، والذي طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه يوم 31 مايو 2024، غير مقبول بالنسبة لحماس لأنه، في نظر الحركة، لا يضمن إنهاء الحرب.

ويعتقد بليسنر أن نتنياهو، الذي دعا إسرائيل للقتال حتى النصر الكامل على حماس، يتجنب إعطاء دعمه الكامل للاتفاق حتى تقبله حماس، لأنه لا يريد أن يخسر رأس ماله السياسي في مبادرة فاشلة.

ربما يعجبك أيضا