الاتفاق النووي.. مصير معلق حتى نتيجة الانتخابات في واشنطن وطهران

يوسف بنده

يبدو أن مصير الاتفاق النووي سيبقى معلقًا حتى معرفة مَن الرئيس القادم في البيت الأبيض، أو ما سلوك إيران تجاه أزمتها النووية بعد تشكيل حكومتها الجديدة بعد انتخابات رئاسة 28 يونيو الجاري.


توترت العلاقات بين طهران والقوى الغربية عقب إصدار قرار في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يتهم إيران بعدم التعاون مع الوكالة الدولية بخصوص برنامجها النووي.

وهددت إيران بممارسة مزيد من سياسة “خفض الالتزام النووي”، وهو ما نفذته حسبما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بأن قامت بتركيب العديد من أجهزة الطرد المركزي لتعزيز عمليات تخصيب اليورانيوم.

الاتفاق النووي

المحادثات النووية 5+1

اتفاق ميت

أبدى مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، في مقابلة مع صحيفة “إزفستيا” الروسية، الاثنين 17 يونيو، يأسه من واقع التعاون النووي مع إيران على خلفية تأزم العلاقة بين طهران والقوى الغربية.

وقال جروسي في مقابلته: “أعتقد أننا بحاجة إلى العودة إلى الدبلوماسية، لقد كان لدينا اتفاق نووي، والآن هو موجود على الورق فقط ولا يعني شيئًا، لا أحد يطبقه، ولا أحد يلتزم به”.

وفي إشارة إلى الرغبة في تجديد الاتفاق النووي، قال جروسي: “ما زلت أقول لزملائي الإيرانيين إنه يجب أن نضمن للوكالة الحد الأدنى من الوصول للمنشآت النووية الإيرانية للمساعدة في العودة إلى النسخة الثانية من الاتفاق النووي أو أي اتفاق آخر، ويجب ألا نكرر السيناريو مع كوريا الشمالية، عندما اتضح أن كل الجهود والمفاوضات على مدى عقود لا طائل منها”.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية

متى يُعلن موته؟

حسب تقرير صحيفة “آرمان امروز” الإيرانية، اليوم الثلاثاء 18 يونيو 2024، “يبدو أن الجانبين الأمريكي والأوروبي يعتقدان أن إيران تستغل الاتفاق النووي كغطاء قانوني لتطوير برنامجها النووي، ولذلك فإنهم يعتبرون أن الحل هو الانتقال إلى إعلان موت هذا الاتفاق بشكل قانوني ورسمي، ومن أجل تحقيق ذلك الهدف فإنهم يتجهون نحو تفعيل آلية الزناد، التي مهمتها إعادة العقوبات الدولية على إيران.

وأوضحت الصحيفة الإصلاحية، أنه “من غير المرجح أن يحدث ذلك على الأقل قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، كما أن زيادة التوتر النووي بشكل كبير قبل هذا الموعد ليس مرجحا للغاية، وعلينا بعد ذلك انتظار نتائج الانتخابات الأمريكية؛ سواء أعيد انتخاب بايدن أو فاز ترامب”.

وأضاف تحليل الصحيفة الإيرانية، أنه “في حال فوز ترامب فإن المهمة واضحة إلى حد ما” أي عودة سياسة أقصى ضغط بفرض مزيد من العقوبات على إيران. أما “في حال بايدن، فإن استئناف المفاوضات السبيل لتنحية آلية الزناد جانبًا”.

وفسرت التقرير، أن إدارة بايدن تسعى للاتفاق مع إيران لمعالجة الوضع الذي أفرزه السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى)، وأن معالجة العواقب الإقليمية واستعادة الهدوء لمنطقة الشرق الأوسط يحتاج إلى الاتفاق النووي مع طهران.

جروسي45

رافائيل جروسي

المعركة مع الولايات المتحدة

صحيفة آرمان ملي الإيرانية، اليوم الثلاثاء، عقبت في تحليل على غضب طهران من مساعي الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) ضدها في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأشارت الصحيفة أن إيران والولايات المتحدة أجرتا مفاوضات لم تصل إلى النتائج المرجوة، وأن إيران قد زادت من مستوى تخصيب اليورانيوم، وبالتالي فإن ما تردد في وسائل الإعلام حول رد فعل إيران النووي على قرار مجلس المحافظين بتحريك من الترويكا الأوروبية، ما هو إلا رد فعل على فشل مفاوضاتها مع الأمريكيين.

وأوضح تحليل الصحيفة، أن الأمريكيين قد تركوا الضغط على إيران للأوروبيين، لكن إدارة بايدن لا ترحب بإعلان موت الاتفاق النووي وإعادة العقوبات الدولية، لأن ذلك قد يدفع إيران إلى الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو أمر لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية.

ويبدو أن مصير الاتفاق النووي سيبقى معلقًا حتى معرفة مَن الرئيس القادم في البيت الأبيض، أو ما سلوك إيران تجاه أزمتها النووية بعد تشكيل حكومتها الجديدة بعد انتخابات رئاسة 28 يونيو الجاري.

ربما يعجبك أيضا