رصيف المساعدات الأمريكي لغزة.. هل فشل بعد إنفاق 230 مليون دولار؟

إسراء عبدالمطلب

توقعت إدارة بايدن في البداية أن الرصيف سيكون صالحًا للعمل حتى سبتمبر قبل أن تجعله ارتفاعات منسوب مياه البحر غير صالح، ولكن المسؤولين العسكريين يحذرون الآن من أن المشروع قد يتم تفكيكه في وقت مبكر من الشهر المقبل.


قالت منظمات الإغاثة أن الرصيف المؤقت الذي تكلف 230 مليون دولار، وبناه الجيش الأمريكي لتسريع المساعدات الإنسانية إلى غزة، لم يحقق نجاحًا كبيرًا في مهمته.

ومن المحتمل أن يتوقف عن العمل قبل الموعد المتوقع، منذ ربطه بالخط الساحلي قبل شهر، وكان الرصيف في الخدمة لمدة 10 أيام فقط، بينما كان في بقية الوقت يخضع للإصلاحات أو مفصولًا لتجنب المزيد من الأضرار أو متوقفًا بسبب مخاوف أمنية.

عصب العالم | المكتب الحكومي في غزة: الرصيف الأمريكي العائم كذبة إنسانية

حل مؤقت

حسب صحيفة نيويورك تايمز، الأربعاء 19 يونيو 2024، الهدف من الرصيف كان أن يكون حلاً مؤقتًا، بينما تضغط إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على إسرائيل للسماح بدخول المزيد من المواد الغذائية والإمدادات عبر الطرق البرية، وهي طريقة أكثر فعالية لتقديم الإغاثة. ولكن حتى هذه الأهداف المتواضعة للرصيف من المحتمل أن تفشل، كما يقول بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين.

وعند تصميم الرصيف، كانت السلطات الصحية تحذر من أن المنطقة كانت على شفا المجاعة. في الأسابيع الأخيرة، منحت إسرائيل لمنظمات الإغاثة إمكانية وصول أكبر، لكن الوضع لا يزال سيئًا بحسب تلك المنظمات.

هل يتم تفكيكه؟

توقعت إدارة بايدن في البداية أن الرصيف سيكون صالحًا للعمل حتى سبتمبر قبل أن تجعله ارتفاعات منسوب مياه البحر غير صالح، ولكن المسؤولين العسكريين يحذرون الآن من أن المشروع قد يتم تفكيكه في وقت مبكر من الشهر المقبل، وهو الموعد النهائي الذي يقول المسؤولون إنهم يأملون أن يضغط على إسرائيل لفتح المزيد من الطرق البرية.

وأمر الرئيس بايدن الجيش الأمريكي ببدء بناء الرصيف في مارس، في ظل انتقادات لعدم بذل المزيد من الجهد لكبح الرد العسكري الإسرائيلي على الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر. وبدأت أولى شاحنات المساعدات في التحرك إلى الشاطئ في 17 مايو. منذ ذلك الحين، يواجه المشروع صعوبات بينما يعاني العديد من سكان غزة من الجوع الشديد، بحسب منظمات الإغاثة.

غطاء إنساني لسياسة بايدن

في ضربة جديدة لجهود الإغاثة، أعلن الجيش الأمريكي أنه سينقل الرصيف مؤقتًا للحفاظ عليه من التلف بسبب الأمواج المرتفعة. وقالت القيادة المركزية الأمريكية إن القرار “ضروري لضمان استمرار الرصيف في تقديم المساعدات في المستقبل”، مشيرة إلى أنه سيتم سحب الرصيف إلى إسرائيل. وقالت المتحدثة باسم البنتاجون، سابرينا سينج، إنه من الممكن إعادة ربط الرصيف واستئناف تسليم المساعدات لاحقًا.

وكتب المؤسس المشارك لمعهد إصلاح السياسات الأمنية، ستيفن سيملر، في مقال لمجلة “فن الحكم المسؤول”، أن الرصيف “لا يعمل، على الأقل ليس بالنسبة للفلسطينيين”. وقال إن الرصيف وفر “غطاء إنساني” لسياسة إدارة بايدن بدعم القصف الإسرائيلي لغزة.

نقطة واحدة مضيئة

يقول المسؤولون الأمريكيون إنه بالإضافة إلى توصيل المساعدات، ألقى الرصيف الضوء على الحاجة الملحة لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. ولكن تحديات المشروع أحبطت كبار المسؤولين في إدارة بايدن. وعلى الرغم من التأخيرات الناجمة عن الطقس والمشاكل الأخرى، كانت هناك نقطة مضيئة واحدة: لم يتعرض الرصيف لأي هجوم حتى الآن.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، رفض البنتاجون مزاعم على وسائل التواصل الاجتماعي بأن الرصيف استُخدم في غارة إسرائيلية أدت إلى تحرير أربعة رهائن وقتل العشرات من الفلسطينيين. بعد ظهور مقاطع الفيديو، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الرصيف لم يُستخدم في عملية إنقاذ الرهائن.

ربما يعجبك أيضا