لعبة محفوفة بالمخاطر.. إسرائيل وحزب الله يجران المنطقة نحو الهاوية

إسراء عبدالمطلب

يمتلك حزب الله قوات مقاتلة متمرسة وصواريخ بعيدة المدى ودقيقة التوجيه قادرة على ضرب أهداف في عمق إسرائيل.


مع استمرار الحرب في غزة، اندلعت معركة أخرى بالتوازي على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، متمثلة في تبادل الهجمات بين إسرائيل وحزب الله.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت هذه الهجمات، ما زاد من مخاطر اندلاع حرب واسعة النطاق مع عدو أقوى بكثير. وأرسل الرئيس بايدن أحد كبار مساعديه، عاموس هوشستين، إلى إسرائيل يوم الاثنين 17 يونيو 2024، وإلى لبنان يوم الثلاثاء للضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي.

حرب غزة: هل تقوى إسرائيل على فتح جبهة قتال مع حزب الله؟ - BBC News عربي

إسرائيل تخطط للهجوم على لبنان

بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإنه خلافًا لحركة حماس التي تقاتل إسرائيل في غزة، فإن حزب الله يمتلك قوات مقاتلة متمرسة وصواريخ بعيدة المدى ودقيقة التوجيه قادرة على ضرب أهداف في عمق إسرائيل.

وانتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إدارة بايدن يوم الثلاثاء لحجبها بعض الأسلحة عن إسرائيل. لافتًا إلى أنه أخبر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي بأن تعطيل تسليم بعض القنابل الثقيلة وقذائف المدفعية إلى إسرائيل أمر “غير معقول”، واصفًا إسرائيل بأنها “أقرب حليف لأمريكا، تقاتل من أجل حياتها”.

وبدوره، قال بلينكن إن البيت الأبيض “يعمل ليل نهار لإزالة هذه الاختناقات”، مضيفًا أن “شحنة واحدة فقط” من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل لا تزال قيد المراجعة بسبب مخاوف بشأن استخدامها في المناطق المكتظة بالسكان في غزة.

نزع فتيل القتال

التقى عاموس هوشستاين، مستشار الرئيس بايدن، يوم الثلاثاء مع كبار المسؤولين اللبنانيين في بيروت، حيث حث على إيجاد حل دبلوماسي للهجمات الجوية القاتلة المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله على الحدود مع لبنان. قائلًا إن نجاح محادثات السلام لإنهاء حرب إسرائيل مع حماس في غزة قد يكون مفتاحًا لنزع فتيل القتال بين إسرائيل وحزب الله أيضًا.

وأضاف في مؤتمر صحفي أن “إنهاء هذا الصراع الآن يتطلب مصلحة الجميع، ونعتقد أن هناك طريقًا دبلوماسيًا للقيام بذلك”. ومع تصاعد الهجمات الجوية بين إسرائيل وحزب الله على مدار الأسبوع الماضي، تبادل الجانبان التهديدات. ونشر حزب الله مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر طائرات بدون طيار تحلق فوق ميناء حيفا ومواقع عسكرية إسرائيلية حساسة.

ورد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، على الفيديو مشيرًا إلى أن الميناء تديره شركات دولية، قائلاً: “نحن نقترب جدًا من لحظة اتخاذ القرار بشأن تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان. سيتم تدمير حزب الله وسيُضرب لبنان بشدة”.

حرب حتمية

في مقابلة نشرتها صحيفة “جيروزاليم بوست”، قال الخبير المتخصص في الشأن الدفاعي الإسرائيلي، أومير دوستري، إن مواجهة واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله هي ضرورة حتمية لمواجهة تداعيات التوتر على الجبهة الشمالية لإسرائيل.

وتابع دوستري أن المحاولات الخارجية من الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية لمنع التصعيد لن تفلح في منع اندلاع الحرب. وأشار إلى أن من الصعب تصور أن حزب الله سيقوم بسحب قواته إلى ما وراء نهر الليطاني من دون إكراه.

ردع تهديدي

أشار دوستري إلى أن حزب الله يحقق إنجازات استراتيجية ضد إسرائيل، مثل ضرب القواعد والبنى التحتية العسكرية، والهجمات على الجنود، وإجلاء المدنيين الإسرائيليين من مناطق في شمال البلاد، كل ذلك مع الحفاظ على توازن الردع التهديدي ضد إسرائيل.

ولفت إلى أنه من غير المرجح أن تتمكن الأطراف الدولية من إجبار حزب الله على الانسحاب إلى شمال لبنان، وأن إسرائيل لن تستطيع القبول بقرار جديد في مجلس الأمن الدولي مماثل للقرار السابق 1701، الذي لم يوفر الأمن كما ثبت في العقود الأخيرة.

أضرار جسيمة

قال دوستري إن أمن إسرائيل لا يمكن أن يرتكز على قوى أجنبية أو قوات حفظ السلام التي لا تمتلك السلطة أو القدرة على مواجهة تهديد حزب الله، وأن هذا الوضع يعزز في النهاية الجماعة المسلحة. ورأى أن تل أبيب ليس أمامها خيار سوى شن حرب واسعة النطاق لهزيمة حزب الله من أجل توفير الأمن لمواطنيها، وتغيير الصورة الاستراتيجية، والحد من التهديدات ضد الدولة.

ولفت إلى أن إسرائيل يجب أن تستفيد من الوضع الأمني الحالي والشرعية الممنوحة لها من حلفائها في الغرب لضرب حزب الله. وحول تداعيات هذه الحرب، قال دوستري إن الحرب الشاملة مع حزب الله يمكن أن تؤدي إلى أضرار جسيمة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.

وأضاف أن حزب الله يمتلك أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة، وآلاف الصواريخ بعيدة المدى، ومئات الصواريخ الدقيقة، وترسانة كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات، مما يمكنه من ضرب أهداف حيوية في إسرائيل. ورأى أن قيام إسرائيل بضربة استباقية قد يقلل من القدرات العسكرية لحزب الله، وقد يؤدي أيضًا إلى تدمير البنى التحتية في مناطق بلبنان وتدمير أحياء بأكملها، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستستخدم قوة تدميرية أكبر من تلك التي استخدمتها في غزة.

ربما يعجبك أيضا