إسرائيل تتآكل داخليًا.. هاجاري يفضح خلافات الجيش مع نتنياهو علنًا

إسراء عبدالمطلب

قال هاجاري إنه "لا يمكن القضاء على حماس كفكرة وأيديولوجية".


يعاني رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من العديد من المشاكل، وكان آخرها فيديو نشره يوم الثلاثاء 18 يونيو 2024، يزعم فيه أن الولايات المتحدة تحجب المساعدات العسكرية عن بلاده ما أثار استياء البيت الأبيض.

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، تعصف الخلافات بين نتنياهو وعدة وزراء داخل حكومته، إضافة إلى التصادم مع الجيش وقياداته، وأحدث تلك الخلافات ظهرت الأربعاء 19 يونيو 2024، خلال حديث الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري.

الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري

الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري

لا يمكن القضاء على حماس

حسب صحيفة ذا تايم أوف إسرائيل، قال هاجاري في مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية، إنه “لا يمكن القضاء على حماس كفكرة وأيديولوجية”، وفق تعبيره.

وأضاف أن “القول بأننا سنجعل حماس تختفي هو بمثابة ذر الرماد في عيون الناس”، مشيرًا إلى أنه “إذا لم نجد بديلاً لها، فستبقى حماس”، في إشارة واضحة إلى نتنياهو الذي طالما رفض أي محاولة من الجيش وبعض وزرائه أو من الولايات المتحدة نفسها لبحث المرحلة الثانية بعد الحرب وإدارة قطاع غزة.

ويذكر أن الحرب المستمرة منذ أكثر من 8 أشهر، والتي اندلعت بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، لم تنجح في طرد حماس من غزة، لكنها جلبت دمارًا واسع النطاق.

أهداف الحرب

على الفور، قوبلت تصريحات هاجاري بالرفض من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث أعلنت حكومته أن هجومها على غزة لن يتوقف حتى القضاء على حماس. وقال مكتب نتنياهو في بيان: “حدد المجلس الوزاري والأمني برئاسة نتنياهو أحد أهداف الحرب بتدمير قدرات حماس العسكرية والحكومية”.

كما أكد البيان أن “الجيش الإسرائيلي ملتزم بذلك”. وبدوره، قال جيش الاحتلال في بيان منفصل نشره على قناته في تليجرام، إن هاجاري كان يتحدث عن حماس “كفكرة.. وكانت تصريحاته واضحة وصريحة”. مضيفًا: “أي أقوال أخرى هي إخراج للبيان عن سياقه”.

خلافات داخلية

جاءت تصريحات هاجاري يوم الأربعاء مكررة لتصريحات أدلى بها في الشهر الماضي، عندما سُئل عما إذا كانت حاجة الجيش للعودة إلى مناطق في غزة تم تطهيرها سابقًا من حماس كانت نتيجة لعدم اتخاذ الحكومة قرارًا بشأن من سيحكم القطاع بدلًا من الحركة. قائلًا في ذلك الوقت: “لا شك أن وجود بديل حكومي لحماس من شأنه أن يخلق ضغوطًا على حماس، ولكن هذه مسألة تخص المستوى السياسي”.

ومن جهته، حث وزير الدفاع يوآف جالانت، نتنياهو على المضي قدمًا في خطط حكم ما بعد الحرب في غزة، محذرًا في مايو من أن الفشل في العثور على بديل لحماس سيقوض الإنجازات العسكرية الإسرائيلية، إذ ستتمكن الحركة من إعادة تجميع صفوفها وإعادة تأكيد سيطرتها على القطاع.

ودعا جالانت نتنياهو إلى استبعاد فكرة الحكم العسكري والمدني الإسرائيلي في غزة بعد انتهاء الحرب، كما يدعو بعض أعضاء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو.

خلاف بين الجيش ونتنياهو

ذكرت تقارير تلفزيونية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار اختلفا مؤخرًا مع نتنياهو بشأن التخطيط الاستراتيجي، في حين استقال زعيم الوحدة الوطنية بيني جانتس الأسبوع الماضي من حكومة الطوارئ بعد أن رفض رئيس الوزراء تقديم خطة ما بعد الحرب بحلول الموعد النهائي الذي حدده.

وكانت هناك علامات أخرى مؤخرًا على التوتر بين الجيش ونتنياهو، بما في ذلك الجدل حول “التوقفات التكتيكية” في القتال على طول طريق في جنوب غزة التي انتقدها نتنياهو. وفي الوقت نفسه، أكد الجيش الإسرائيلي أن هذه الخطوة كانت تتوافق مع تعليمات رئيس الوزراء بزيادة كمية المساعدات التي تصل إلى القطاع.

نتنياهو ينتقد الجيش

في اجتماع الحكومة يوم الأحد، قال نتنياهو: “من أجل تحقيق هدف تدمير قدرات حماس، كان عليّ اتخاذ قرارات لم تقبلها القيادة العسكرية دائمًا”. كما انتقد الجيش الإسرائيلي قائلاً: “لدينا دولة مع جيش، وليس جيشًا مع دولة”، في تعبير يعبر عن الفخر بالدولة والجيش فيها.

وهاجم يائير، الابن الأكبر لنتنياهو، قادة الجيش في الأيام الأخيرة بشكل متزايد، وألقى باللوم عليهم في مذبحة 7 أكتوبر، التي رفض رئيس الوزراء مرارًا وتكرارًا، على عكس ضباط الدفاع، الاعتراف بالمسؤولية عنها.

ربما يعجبك أيضا