كيف تؤثر درجات الحرارة أثناء الحمل على صحة الأطفال مدى الحياة؟

محمد الجرزاوي
الحمل

يعد تغير المناخ أحد أكبر تهديدات الصحة العامة التي تواجهها البشرية بشكل عام، ويشكل الاحتباس الحراري العالمي جزءًا من هذا التهديد.

ويرتبط ارتفاع درجات الحرارة بتدهور الحالة الصحة، خاصة لدى الفئات السكانية الضعيفة، بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال. وفقًا لما نشر البوم الأحد 23 يونيو 2024 بـ “ميديكال إكسبريس”.

التعرض للحرارة

أظهر العلماء سابقًا أن التعرض للحرارة يزيد من خطر الولادة المبكرة والإملاص (ولادة جنين ميت). ويستمر بحث جديد في الكشف عن الروابط المقلقة للنتائج السيئة للأمهات وأطفالهن.

وتعد التشوهات الخلقية وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل وانخفاض الوزن عند الولادة هي بعض مخاطر ارتفاع الحرارة.

التأثير طويل المدى

إحدى المجالات التي لم تحظ بنفس القدر من الاهتمام، هي التأثير طويل المدى الذي قد يحدثه التعرض للحرارة أثناء الحمل على الطفل.

ولاستكشاف هذا السؤال، أجرى باحثون مراجعة منهجية لجميع الأبحاث الموجودة حول آثار التعرض للحرارة أثناء الحمل على الصحة والعواقب الاجتماعية والاقتصادية في وقت لاحق من الحياة.

آثار جانبية

أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تعرضوا للحرارة المفرطة قبل ولادتهم عانوا من آثار جانبية مزعجة مدى الحياة.

وجدت المراجعة أن غالبية الدراسات تربط بين الآثار الضارة طويلة المدى وزيادة التعرض للحرارة أثناء الحمل. وعلى وجه الخصوص، وجد الباحثون ارتباطات مع الأداء التعليمي الأسوأ وانخفاض الدخل في وقت لاحق من الحياة.

انخفض الدخل السنوي

على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، انخفض الدخل السنوي عند سن الثلاثين بمقدار 56 دولارًا أمريكيًا (عام 2008) عن كل يوم إضافي مع درجات حرارة أعلى من 32 درجة مئوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حمل الأم.

وعثرت النتائج أيضًا على آثار صحية ضارة تشمل زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم، وكذلك الربو والالتهاب الرئوي لدى الأطفال.

مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي

تشير التقديرات إلى أن مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي لدى الأطفال تزيد بنسبة 85% لكل زيادة في درجة الحرارة بمقدار درجة مئوية خلال فترة الحمل.

وفي إفريقيا، ارتفع خطر سوء التغذية لدى الأطفال مع زيادة التعرض للحرارة أثناء الحمل. وفي الولايات المتحدة، وجدت إحدى الدراسات ارتباطًا بزيادة خطر الإصابة بالسمنة.

الأمراض العقلية

أظهرت العديد من الدراسات أيضًا وجود روابط للأمراض العقلية، بما في ذلك زيادة خطر اضطرابات الأكل والفصام.

وفي الواقع، أظهرت الأبحاث السابقة أن الشهر الذي يولد فيه الطفل يرتبط منذ فترة طويلة بخطر الإصابة بالأمراض العقلية. وتشير الأبحاث إلى أن التعرض للحرارة قد يكون أحد الأسباب وراء ذلك.

انخفاض متوسط ​​العمر

يبدو أن هذه التأثيرات تبلغ ذروتها في ارتباطها بانخفاض متوسط ​​العمر المتوقع، إذ وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا للحرارة المتزايدة أثناء وجودهم في الرحم يموتون في سن أصغر.

ووجدوا أيضًا أن التأثيرات بدت أسوأ بالنسبة للأجنة الإناث في الدراسات التي استكشفت نقاط الضعف لدى المجموعات الفرعية.

ربما يعجبك أيضا