الأصوات الرمادية من الطبقات الساخطة والمحبَطة، هي التي ستحدد أي المرشحين سيفوز في الجولة الثانية.
انتهت الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في إيران بتصدر الإصلاحي مسعود بزشكيان أعلى الأصوات، يليه في المرتبة الثانية المرشح المحافظ، سعيد جليلي.
بذلك تكون الجولة الثانية المقررة يوم الجمعة المقبل 5 يوليو 2024، هي منافسة بين التيارين الإصلاحي والمحافظ، ما يعني أن الفائز بين المرشحين هو مَن يلتف تياره حوله.
سعيد جليلي
التفاف التيار المحافظ
حسب تقرير صحيفة آرمان امروز، اليوم الأحد 30 يونيو 2024، فإن التيار المحافظ، قد أدرك منذ الدقائق الأولى أن مسعود بزشكيان هو المنافس الرئيس، وأنه لا يملك القدرة على هزيمة المرشح الإصلاحي بشكل حاسم في الجولة الأولى.
ويشير الخبير السياسي، رامين آيان راد، في حوار مع الصحيفة الإصلاحية، أن المرشح الفائز بالمستوى الثالث، محمد باقر قاليباف، يمكن أن تعزز أصوات ناخبيه حظوظ المرشح الفائز بالمستوى الثاني، سعيد جليلي، طالما كلاهما ينتمي للتيار المحافظ نفسه.
وأوضح رامين راد، أن المحافظين يعتزمون استخدام كل طاقتهم لتحقيق انتصار سعيد جليلي تحت شعار دعم الجبهة الثورية من خلال إقامة المصالحة مع محمد باقر قاليباف لكسب أصوات مؤيديه.
مسعود بزشكيان
خسارة قاليباف
حسب تقرير صحيفة آرمان ملي، اليوم الأحد، فإن رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، الذي ترشح للرئاسة عدة مرات ولم ينجح، كان لديه انطباع بأن الإصلاحيين لن يعودوا إلى صناديق الاقتراع. خاصة أن قاليباف بطابعه الثوري المعتدل كان يراهن على كسب الأصوات المعتدلة داخل المجتمع الإيراني.
واختار قاليباف الحفاظ على الولاء لتياره، فدعا المحافظين إلى مساندة المرشح سعيد جليلي، قائلًا: “الطريق لم ينته بعد.. أطالب كافة القوى الثورية المساعدة في التصدي للتيار الذي تسبب في جزء مهم من مشاكلنا الاقتصادية والسياسية اليوم، من أجل عدم عودته إلى ساحة السلطة، لذا يجب علينا جميعا انتخاب مرشح الجبهة الثورية الدكتور جليلي رئيساً للبلاد”.
ويقصد قاليباف التصدي للتيار الإصلاحي ومرشحه بزشكيان الذي يعتزم التواصل مع الغرب والانفتاح على المحادثات النووية، وهو أمر ترفضه القوى الثورية في إيران.
مسعود بزشكيان
أصوات صامتة ورمادية
أوضحت آرمان ملي، أن المرشح الإصلاحي بزشكيان، قد يحصل أيضًا على أصوات من أنصار قاليباف المعتدلين، خاصة أن سعيد جليلي محسوب على الجناح المتشدد من المحافظين.
وفي صحيفة آرمان امروز، يقول الخبير السياسي، تقي آزاد آرامكي، إن نسبة المشاركة الانتخابية لم تتجاوز 40% بسبب حالة اليأس التي أصابت الناخبين من إمكانية قيام انتخابات نزيهة، لكن بعد ما حدث في الجولة الأولى بإعلان فوز بزشكيان بالمرتبة الأولى، فهناك آمال بذهاب الأصوات الصامتة (عدم المشاركين) إلى المرشح الإصلاحي في الجولة الثانية.
ويقول فلاحات بيشه، العضو السابق في لجنة الأمن القومي بالبرلمان، إن “انخفاض مستوى المشاركة لم يفاجئني، وكانت هناك عدة أسباب لذلك. بدايةً، الفضاء الافتراضي ملوث جزئيًا”.
وأضاف: “من غير المعقول أن نتوقع من الناس خلق أجواء من الحماس والأمل خلال أسبوعين من الحملات الانتخابية، بينما قد تشكل نوع من خيبة الأمل على مر سنوات”.
وأوضح أن الأصوات الرمادية من الطبقات الساخطة والمحبطة، هي التي ستحدد أي المرشحين سيفوز في الجولة الثانية. مؤكدًا أن تلك الأصوات ستذهب إلى المرشح الإصلاحي، مسعود بزشكيان.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1896330