العملات المشفرة.. شريان حياة جديد للأسر الفنزويلية

عبدالرحمن محمد
العملات المشفرة

تلجأ العائلات في فنزويلا إلى شريان حياة غير تقليدي يتمثل في العملات المشفرة، في الوقت الذي تتعافى فيه البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة.

ولجأت الأسر في فنزويلا، إلى الاعتماد على العملات المشفرة في إرسال وتلقي تحويلات العاملين بالخارج، وذلك تجنبًا لسلبيات الطرق التقليدية المستخدمة في تحويل الأموال، بحسب “بلومبرج” اليوم السبت 6 يوليو 2024.

أزمة المهاجرين

أصبحت فنزويلا واحدة من الدول الرئيسية في أمريكا الجنوبية، التي تعتمد على التحويلات الخارجية، خاصة بعد تفاقم أزمة الهجرة التي تواجه البلاد، حيث بدأت نحو 30% من الأسر الفنزويلية تلقي تحويلات خارجية، بحسب دراسة لمنظمة الحوار بين دول الأمريكتين.

وبحسب بيانات “بلومبرج”، فرّ ما يفوق 7.7 مليون مهاجر ولاجئ من فنزويلا خلال العقد الماضي، وهو ما يفوق عدد اللاجئين من أوكرانيا منذ بداية الحرب عام 2022، أو اللاجئين من سوريا منذ مطلع 2011.

وخلال السنتين الماضيتين، نما عدد المهاجرين الفنزويليين في الولايات المتحدة بطريقة كبيرة، إذ وصل ما يقرب من 300 ألف مهاجر إليها السنة الماضية.

سلبيات طرق تحويل الأموال

تُرسل التحويلات المالية من المقيمين في الخارج -المدفوعات النقدية من الأقارب خارج البلاد- تقليديًا عبر البنوك الدولية أو شركات تحويل الأموال مثل “ويسترن يونيون” أو “موني جرام”، والتي غالبًا ما تفرض رسوم معاملات مرتفعة تصل إلى 7% من المبلغ المرسل.

ومع تقلبات سعر صرف البوليفار ومجموعة قيود حكومية، علاوة على استغراق التحويلات المصرفية ما يصل لـ3 أيام عمل لإنجازها، فإن السرعة غالبًا ما تمنح العملات المشفرة الأفضلية.

العملات المشفرة هي الحل

بحسب بيانات صادرة عن شركة تحليل بلوكتشين “تشيناليسيس”، فقد وصل مبلغ تحويلات العاملين بالخارج إلى ذويهم داخل فنزويلا بالعملات المشفرة عند مستوى قياسي بلغ 9% من إجمالي الأموال المحولة لفنزويلا السنة الماضية.

وتلقى الفنزويليون العام الماضي أكثر من 5.4 مليار دولار أميركي في صورة تحويلات مالية، ما يشكل 6% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يفوق بنسبة 75% تقريباً المبلغ المرسل في 2021.

وقال أحد اللاجئين الفنزويليين بأمريكا، إنه كان يفضل إرسال الأموال عبر تطبيق “زيل” إلى شركة تحويل عملات تُسمى “كامبيستا”، لكن الطريقة المفضلة في الوقت الحالي لتحويل الأموال هي العملات المشفرة.

وللقيام بذلك، يشتري اللاجئون عملة الميم “دوج كوين” على منصة “كوين بيس”، نظرًا لرسوم التحويل المنخفضة التي توفرها بالمقارنة مع العملات المشفرة الأخرى أو العملات المستقرة التي تفرض رسومًا أعلى على المنصات الأمريكية، ثم يقومون بتحويلها لحسابات أقاربهم داخل البلاد.

ربما يعجبك أيضا