كيف سيتجاوز الرئيس الجديد أزمات إيران؟ صحف إسرائيلية تجيب

شروق صبري
مسعود بزشكيان يفوز بانتخابات الرئاسة الإيرانية

انتخاب بزشكيان يعطي بصيص أمل للشعب الإيراني لأن وضعه قد تغير، على الأقل في المجال الاقتصادي، ولكن لكي يحدث ذلك، سيتعين عليه أن يواجه التحديات التي ستفرضها عليه المؤسسة المحافظة.


بعد شهر ونصف من مقتل الرئيس السابق إبراهيم رئيسي، أجرت إيران انتخابات رئاسية جديدة، فاز بها المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان.

ويواجه المرشح الإصلاحي عددًا غير قليل من التحديات، في وقت تعاني فيه إيران من عزلة دولية متزايدة، وتوترات داخلية، ووضع اقتصادي صعب، فضلاً عن التصعيد ضد منافستها اللدود إسرائيل.

بصيص أمل للشعب الإيراني

سيضطر الرئيس الجديد، الذي يعتبر شخصية بارزة في المعسكر الإصلاحي، إلى التركيز على الوضع الاقتصادي غير المستقر في إيران، وقال خلال الحملة الانتخابية، إنه سيسعى للتفاوض مع الغرب بشأن البرنامج النووي والعقوبات.

الآن سيتضح ما هي درجة المرونة التي سيسمح بها المرشد الأعلى، على خامنئي، بالإضافة إلى أن اسمه غير مرتبط بالفساد، وهو ما سيعزز ثقة الإيرانيين به في حل المشاكل الاقتصادية، بحسب موقع “كالكاليست” الإسرائيلي اليوم 6 يوليو 2024.

أولويات الرئيس

بحسب تقرير للموقع نشر اليوم السبت 6 يوليو 2024، يضع بزشكيان في أولوياته النظام، والدعم، وسعر الصرف، وطباعة النقود، كل هذه العوامل تمنع القطاع الخاص من الاستثمار بشكل كبير، وهو ما سيؤدي إلى نمو الاقتصاد الإيراني الذي يعتمد على عائدات النفط.

في المرحلة الأولى، سيتعين على بزشكيان إيجاد حلول للصعوبات بغض النظر عن السياسة الخارجية التي سيتم اعتمادها تجاه الغرب، رغم أنه أكد أنه سيتحرك بعد انتخابه لمحاولة إقناع المرشد الأعلى بتغيير الاتجاه في المستقبل. وضرورة الحوار مع الغرب. لأنه”لم تتمكن أي حكومة في التاريخ من الازدهار داخل قفص”.

المجال الاقتصادي

أحد المجالات التي يمكن أن يكون لبزشكيان تأثير فيها هو المجال الاقتصادي، وإن كان ذلك مع وجود قيود، يخضع الاقتصاد الإيراني إلى حد كبير لسيطرة المؤسسة المحافظة، وهذا يشمل أيضًا منظمة الحرس الثوري التي تسيطر على أصول اقتصادية كبيرة في الاقتصاد الإيراني.

ويقبل بزشكيان ، الذي يعتقد أن تخفيف العقوبات هو مفتاح التعافي الاقتصادي، اقتصاداً في وضع صعب يتسم بارتفاع معدلات التضخم (40% سنوياً)، والفقر، والفساد، والبطالة، وهروب رؤوس الأموال، وسوء الإدارة.

تحسين علاقات إيران المالية

في المجال الاقتصادي، أكد بزشكيان ضرورة الابتعاد عن الاقتصاد الموجه، ووعد بالعمل مع الخبراء الاقتصاديين لاستعادة العلاقات المالية الدولية للجمهورية الإسلامية. ورغم أنه لم يحدد سبل تحقيق هذا الهدف، إلا أنه ذكر أنه سيعمل على تحسين علاقات إيران المالية الدولية، بحسب الموقع الإسرائيلي.

ووعد بزشكيان بالعمل على إزالة إيران من قائمة منظمات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، لكنه لم يقدم حلولا ملموسة، وقارن مجموعة العمل المالي بالفيفا، وقال إنه دون قبول معاييرها، لن تتمكن إيران من المشاركة في الاقتصاد الدولي من أجل تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8٪ وفقًا لخطة التنمية.

الاستثمارات الأجنبية

ذكر بزشكيان، أن الاستثمارات الأجنبية تصل إلى 200 مليار دولار مطلوبة سنويًا، والتي ستتم عبر فتح الحدود وإقامة العلاقات مع دول المنطقة، كما وعد بأن الحكومة ستدعم قطاع الأدوية والسلع الأساسية فقط بالنقد الأجنبي، أما المجالات الأخرى يمكن إدارتها في السوق الحرة.

وفيما يتعلق بمسألة الإعانات الحكومية، وعد بزشكيان بتوزيعها بشكل عادل. ورغم أنه صرح سابقاً أن الدعم مضر بالاقتصاد، إلا أنه أوضح أنه سيأخذ من الأغنياء ويعطي للفقراء. فيما قال رئيس مقره الانتخابي علي عبد زاده، إنه يجب رفع أسعار الوقود وفقاً لتوصيات الخبراء، لكن بازخيان وعد بأنه لن يفعل ذلك دون موافقة الجمهور في ساحة السياسة الاجتماعية.

الفرصة الأخيرة

بحسب صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أمام بزشكيان تحديات صعبة، لن يسهل عليه تعزيز الحوار مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة لإنشاء إطار سياسي لقضية النووي الإيراني لأن المحافظون المتطرفون الذين سيطروا على البرلمان الإيراني، في الانتخابات الأخيرة، سيعرقلون   حكومته ومن المرجح أن “يزعجوه” طوال فترة ولايته.

كما أن الحرس الثوري، الذين حاولوا التدخل في الانتخابات وإقناع جليلي بالانسحاب لمنح الفرصة للمرشح الذي يدعمونه، قاليباف، يخشون بشدة فقدان التأثير والعودة إلى أيام الرئيس روحاني، وسيحاولون العمل تحت قيادة بزشكيان والتعامل مباشرة مع القائد. مع العلم أن بزشكيان يُعرف بنهجه الإصلاحي وهو من أشد المؤيدين للحرس الثوري. حتى أنه أعرب عن معارضته لإدراجهم في قائمة المنظمات الإرهابية من الولايات المتحدة ودول أخرى.

رغم ضعف بزشكيان، لكن يقف وراءه أشخاص “يعرفون الكثير” عن السياسة الإيرانية. دعم روحاني له، وكذلك التدخل العميق لوزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، يساعده كثيرًا. على وجه الخصوص، يرى المعسكر الإصلاحي في هذه الانتخابات الفرصة الأخيرة للتأثير على اتجاه إيران.

مشاركة الناخبين في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في إيران 24

مسعود بزشكيان يفوز في انتخابات الرئاسة الإيرانية

العلاقات مع الغرب

في المجال النووي، يبدو أن بزشكيان أكثر انفتاحًا على المفاوضات مع الدول الغربية، ومع ذلك، مؤكدا على أهمية رفع العقوبات الدولية، لكنه أوضح أنه لا ينبغي التوقع بإزالتها بالكامل. ولا يتوقع حدوث تغيير كبير في السياسة الخارجية، حيث يمكن أن يكون لبزشكيان تأثير أقل من المرشد الأعلى خامنئي، الذي يقود الخط الموجه لجمهورية إيران الإسلامية ويتلقى دعمًا أكبر.

كان انتخاب مسعود بزشكيان، رئيساً لإيران مفاجأة لم يتوقعها كثيرون. ويعتبر شخصية بارزة في المعسكر الإصلاحي الذي يعد جزءًا من النظام الإيراني ولكنه على استعداد لإظهار البراغماتية في بعض القضايا، وفي العلاقات مع الغرب لتحسين الوضع الداخلي في البلاد.

نسمة أمل للغرب

وصرح بزشكيان بأنه سيسعى للتفاوض مع الغرب للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات التي يعتقد أنها ضرورية لتعافي الاقتصاد المحلي والحد من التضخم.

من الواضح أن انتخاب بزشكيان يمثل نسمة أمل للغرب، الذي سيكون سعيدًا بالعودة للعمل مع ظريف وفريقه. لن تكون المهمة سهلة، خاصة في ظل الشك العميق من خامنئي، لكن من الواضح أنه بعد الانتخابات في الولايات المتحدة، سيتوجه الغرب وإيران إلى جولات محادثات مهمة لبناء اتفاق نووي جديد، بحسب معاريف الإسرائيلية.

ربما يعجبك أيضا