انتصار بزشكيان.. كيف سيؤثر على التحالف الإيراني الروسي؟

محمد النحاس

 من المرجح أن يكون بزشكيان قد يكون أكثر استعدادًا لإعادة فتح قنوات الحوار مع الغرب، ما قد يؤدي إلى تقليص بعض أوجه التعاون مع روسيا، إلا أن هذا الانفتاح قد يواجه تحديات كبيرة من قبل المؤسسات الأمنية الإيرانية (الحرس الثوري تحديدًا) والمرشد الأعلى، علي خامنئي


تمكن المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان من اقتناص منصب الرئيس في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية من المرشح المحافظ سعيد جليلي. 

بعد إعلان فوز بزشكيان، اليوم السبت 6 يوليو 2024، قد تحدث تغيرات في السياسة الخارجية الإيرانية، حيث يُنظر إلى بزيكشان كإصلاحي يسعى لتعزيز العلاقات مع الغرب، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل التحالف القوي بين إيران وروسيا الذي تعزز في عهد الرئيس السابق إبراهيم رئيسي.

علاقات استراتيجية

خلال فترة إبراهيم رئيسي، تعززت العلاقات مع روسيا بشكل كبير، خاصة في المجالات العسكرية والتعاون في سوريا، كما استخدمت روسيا تقنيات الطائرات دون طيار الإيرانية في حربها ضد أوكرانيا، مما عزز التحالف بين البلدين، وفقًا لـ تقرير نشرته صحيفة “ساوث آسيا جورنال”.  

ورغم أن بزشكيان قد يسعى لتعزيز علاقات إيران مع الغرب، إلا أن المصالح الاستراتيجية بين إيران وروسيا في مجالات الطاقة والتعاون العسكري ستظل قائمة. 

ويُتوقع أن يستمر التعاون في سوريا ومواجهة النفوذ الغربي في المنطقة، ولكن بزشكيان قد يسعى لتوازن أكبر في إدارة هذه العلاقة.

دور الحرس الثوري والمرشد

من المرجح أن يكون بزشكيان يكون أكثر استعدادًا لإعادة فتح قنوات الحوار مع الغرب، ما قد يؤدي إلى تقليص بعض أوجه التعاون مع روسيا، إلا أن هذا الانفتاح قد يواجه تحديات كبيرة من قبل المؤسسات الأمنية الإيرانية (الحرس الثوري تحديدًا) والمرشد الأعلى، علي خامنئي، الذين لديهم مصالح في الحفاظ على العلاقات القوية مع روسيا وينظر إلى خامنئي على أنه صاحب الكلمة العُليا في إيران.

وحال نجح بزشكيان، في تحسين العلاقات مع الغرب، قد يشهد التحالف الإيراني الروسي بعض التوترات، خاصة إذا حاولت إيران تقليل اعتمادها على روسيا في المجالات الاقتصادية والعسكرية، أو سعت للنأي لنفسها عن دعم الجهود العسكرية لروسيا في حربها مع أوكرانيا. 

موقف متوزان

بزشكيان قد يتبنى موقفًا أكثر توازنًا (بشكل نسبي) تجاه الحرب في أوكرانيا، مع محاولات لتجنب الوقوف بشكل كامل إلى جانب روسيا لتفادي العزلة الدولية، لكن الضغوط الداخلية من قبل التيارات المحافظة والمؤسسات الأمنية قد تفرض عليه الاستمرار في بعض جوانب الدعم لروسيا.

حال تحسن العلاقات مع الغرب، فإن ذلك قد يؤدي إلى تقليص الدعم الإيراني لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، إلا أن هذا السيناريو يعتمد بشكل كبير على مدى قدرة بزشكيان على تنفيذ سياساته الإصلاحية في مواجهة المعارضة الداخلية.

علاقات محورية

وإجمالاً فإن العلاقة الإيرانية الروسية معقدة ومتشابكة بالمصالح المشتركة والتحديات الدولية، فوز بزشكيان قد يؤدي إلى بعض التغييرات في هذه العلاقة، ولكن من غير المتوقع أن تكون جذرية في المدى القريب بسبب التوازنات الداخلية والضغوط الدولية. 

وستظل العلاقات الإيرانية الروسية محورية في السياسة الخارجية الإيرانية، مع احتمالية لتحولات تدريجية نحو توازن أكبر بين الشرق والغرب.

 

ربما يعجبك أيضا