بزشكيان رئيسًا.. فرصة لتعزيز اقتصاد إيران بعيدًا عن عقوبات الغرب

محمد النحاس

قد يدرس الإيرانيون إمكانية تبني بدائل لنظام "سويفت" المالي وتعزيز التعاون مع الدول الأعضاء في بريكس. هذا النظام البديل يمكن أن يوفر لإيران طرقًا جديدة للتجارة الدولية تتجاوز العقوبات وتفتح أسواقًا جديدة للمنتجات الإيرانية. 


من المتوقع أن يتبنى مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني المنتخب، سياسة تعزز من انخراط إيران في المنظمات الاقتصادية الدولية مثل منظمة شنغهاي للتعاون. 

وتعتقد طهران أن عضوية إيران في المنظمات البعيدة عن الهيمنة الغربية، تعتبر فرصة ذهبية لتوسيع الأسواق الإيرانية وتحقيق استقرار اقتصادي بعيدًا عن العقوبات الغربية، فكيف سيكون نهج الرئيس بزكشيان الذي جرى الإعلان عن فوزه برئاسة إيران اليوم السبت 6 يوليو 2024؟ 

قرارات صعبة

تحتاج إيران إلى اتخاذ قرارات صعبة فيما يتصل بالسياسة الخارجية لرفع العقوبات المشلولة التي فرضتها الولايات المتحدة على صادراتها النفطية بهدف كبح جماح برنامجها النووي.

في واقع الأمر فإن إيران في احتياج ماس إلى الدولار لتمويل وارداتها الأساسية وتنفيذ استثمارات ضئيلة على الأقل في صناعة النفط والغاز المتقادمة، وفي ظل القيادة الجديدة فإن هذه القضايا ستكون محورية للغاية، بحسب تقرير لـ “إيران انترناشيونال”.

تحديات كبيرة

انضمت إيران إلى منظمة شنغهاي للتعاون كدولة عضو في سبتمبر 2022، ما عزز توجهها ناحية الدول الآسيوية بهدف توسيع شبكة شراكاتها الاقتصادية والسياسية.

ورغم ذلك، تواجه إيران تحديات كبيرة تتمثل في عدم انضمامها إلى معاهدة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب (فاتف) ومنظمة التجارة العالمية. 

هذه العوائق تحد من قدرة إيران على الاستفادة الكاملة من عضويتها في شنغهاي وبريكس وتعرقل الجهود لتوسيع نطاق تجارتها الدولية.

سياسة بزشكيان المحتملة

بزشكيان كرئيس إصلاحي، قد يسعى لتجاوز هذه التحديات من خلال تطوير سياسات مالية وتجارية داخلية أكثر شفافية وإصلاح النظام المصرفي لجعله متماشياً مع المعايير الدولية. وتستمر العقوبات الغربية، خصوصًا المصرفية منها، في فرض ضغط كبير على الاقتصاد الإيراني. وفي هذا الصدد فإن بزشكيان سيسعى لتقليل العقوبات الغربية، وعن طريق إرساء إصلاحات مالية وسياسية. 

وحال لم ينجح ذلك قد يدرس الإيرانيون إمكانية تبني بدائل لنظام “سويفت” المالي وتعزيز التعاون مع الدول الأعضاء في بريكس. هذا النظام البديل يمكن أن يوفر لإيران طرقًا جديدة للتجارة الدولية تتجاوز العقوبات وتفتح أسواقًا جديدة للمنتجات الإيرانية. 

الدعم الروسي لإيران في هذا الصدد يعتبر محورياً، خاصةً وأن روسيا نفسها تعاني من عقوبات غربية مشابهة وتدعم الجهود الإيرانية للبحث عن حلول بديلة.

تحديات داخلية

من ناحية أخرى، يواجه بزشكيان تحديات داخلية كبيرة من الفصائل المتشددة والمؤسسات العسكرية مثل الحرس الثوري، هذه القوى قد تعرقل تنفيذ سياسات إصلاحية جذرية وتفرض ضغوطًا على الإدارة الجديدة للبقاء ضمن الإطار التقليدي للسياسات الإيرانية. 

من هنا، يعتمد نجاح بزشكيان في تنفيذ رؤيته الاقتصادية والدبلوماسية بشكل كبير على مدى قدرته على التعامل مع هذه التحديات الداخلية وتجنب الصدام مع الفصائل المتشددة.

وإجمالاً فإن سياسة بزشكيان المتوقعة ستسعى لتعزيز انخراط إيران في المنظمات الدولية الاقتصادية كمحاولة للالتفاف على العقوبات الغربية وتوسيع الأسواق.

محاولة لتعزيز الاستقرار

على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهه، سواء كانت مالية أو سياسية، فإن دعم الدول الأعضاء في بريكس وشنغهاي قد يحدد مدى نجاح هذه السياسات في تحقيق الاستقرار الاقتصادي لإيران وتعزيز موقفها الدولي.

بالإضافة إلى ذلك، قد يسعى بزشكيان لتحسين الشفافية المالية وإصلاح النظام المصرفي الإيراني ليكون أكثر توافقاً مع المعايير الدولية، مما قد يساعد في تحسين صورة إيران على الصعيد الدولي ويساهم في تخفيف بعض العقوبات المالية المفروضة عليها.

ربما يعجبك أيضا