صفعة لليمين الفرنسي.. ماذا تكشف النتائج الأولية للانتخابات التشريعية؟

محمد النحاس

تصدر تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري نتائج الانتخابات التشريعية في فرنسا (172 إلى 192 مقعدا)، تلاه بتحالف الرئيس ماكرون  (150 إلى 170 مقعدا)، وحل اليمين المتطرف ثالثا (132 إلى 152 مقعدا). وفق تقديرات لمعهد إيبسوس-تالان.

إذا تأكدت هذه النتيجة، سيترك البرلمان مقسمًا إلى ثلاث مجموعات كبيرة بمنصات مختلفة تمامًا ولا تتقاسم تقاليد العمل المشترك. ومن المرجح أن تؤدي النتيجة إلى تعثر سياسي على الأقل حتى خريف عام 2025. وفقًا لمديرة الأبحاث الاقتصادية في “ويزدومتري” أنيكا غوبتا والتي نقلت عنها وكالة أنباء رويترز.

نتيجة مفاجئة

تابعت غوبتا: “سيكون من الصعب جدًا تنفيذ أي سياسة فعلية وتحقيق أي إصلاحات لعدم امتلاك أي ائتلاف الأغلبية المطلقة.. أعتقد أنها موقف معقد قليلاً.”

ويرى الخبير في سالتمارش إيكونوميكس مارشل أليكساندروفيتش أن “النتيجة مفاجأة، حيث قام تحالف اليسار بأداء أفضل بكثير مما كان متوقعًا.”

وأردف: ومع ذلك، فإنه النتائج تشي صعبة لماكرون، وسيكون من التحدي بالنسبة له أن يدفع قدمًا بأجندة تشريعية قوية”.

موقف صعب

ترى رئيسة وأستاذة في”هيرتيه سكول كورنيليا وول”: في المجمل، لم تؤدي المراهنة الجريئة لإيمانويل ماكرون إلى الحصول على أغلبية برلمانية مطلقة.. يجد نفسه الآن في نفس الوضع كما كان من قبل، حيث لا يوجد لدى حزبه الدعم لتمرير مقترحات تشريعية طموحة.. هذا الوضع غير المستقر سيكون الآن الوضع الطبيعي حتى صيف عام 2025، حيث يمنع الدستور الرئيس من حل البرلمان مرة أخرى قبل مضي عام”.

الخبير الاقتصادي سيمون هارفي يرى ” أن الأحزاب المضادة لليمين المتطرف حصلت على الكثير من الدعم”، مردفًا “ستكون هناك فراغ حقيقي فيما يتعلق بقدرة السياسة التشريعية الفرنسية”.

وأضاف: سوق السندات سيكون المكان الحقيقي للنظر إليه.. قد يكون هناك انخفاض طفيف في أسعار السندات الفرنسية”. وتابع هارفي: نحن في فترة لا يمكن فيها للسياسات أن تفعل أي شيء ذو حجم يذكر.. قد يتراجع اليورو وقد يحدث في الأسهم الفرنسية”.

أوروبا تتنفس الصعداء

الاقتصادي في مركز “برنبرج” هولجر شميدينج، قال: هذه النتيجة تعتبر أمرًا مهمًا لأوروبا حيث يبدو أن اليمين المتشكك في الاتحاد الأوروبي لم يحقق أداءً جيدًا كما كان متوقعًا”.

وأردف: “على الرغم من ذلك، سيكون من الصعب على فرنسا تشكيل حكومة، ومن المرجح أن يكون النتيجة المحتملة الأكثر أن تكون ترتيبًا بين أجزاء من اليسار و(الرئيس إيمانويل) ماكرون”.

من المحتمل أن يعني ذلك أن اليسار سيكون قادرًا على أن يؤثر في السياسات وفق هولجر شميدينج، والذي أضاف: ” أعتقد أن النتيجة أقل سوءًا مما كان يمكن أن يكون الحال.. كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير.” واختتم: بالنسبة للأسواق، جرى تجنب العديد من المخاطر.. وعلى الرغم من أن اليسار لديه خطط إنفاق عسيرة التطبيق، لكنه سيكون قادرًا على تنفيذ بعض من وعوده فقط”.

الأسواق المالية

أما المحلل المالي، جان فون جيريش، فقد قال على الرغم من أن نتائج الانتخابات الفرنسية الأولية لا تزال تثير العديد من الأسئلة، من المرجح أن تستقبل الأسواق المالية الاقتراع ببعض الارتياح.

وتابع: يبدو أن النتائج تظهر أن القوى المعتدلة لا تزال حاضرة ضد المرشحين الأكثر تطرفًا”.

ربما يعجبك أيضا