الهند تخيب آمال البيت الأبيض.. ماذا تحمل زيارة مودي إلى روسيا؟

إسراء عبدالمطلب
ناريندرا مودي وبوتين

تؤكد الزيارة أن الهند ستحافظ على علاقات عميقة مع روسيا على الرغم من جهود واشنطن لجذب رئيس الوزراء مودي وعزل الرئيس بوتين.


استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت متأخر، أمس الاثنين 8 يوليو 2024، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورافقه في جولة حول مقر إقامته خارج موسكو قبل المحادثات الرسمية المقررة في الكرملين، اليوم الثلاثاء.

ووسط الحرب التي تشنها موسكو على أوكرانيا، وجهود إدارة بايدن لجذب مودي، ذكر مودي العالم هذا الأسبوع بأنه لديه علاقة وثيقة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين قائلًا قبل مغادرته لموسكو: “أتطلع إلى مراجعة جميع جوانب التعاون الثنائي مع صديقي الرئيس فلاديمير بوتين”.

زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى روسيا تثير مخاوف واشنطن بشأن الحرب في أوكرانيا

الهند تخيب آمال البيت الأبيض

أرسلت الصور القادمة من موسكو، خلال زيارة مودي الأولى إلى روسيا منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، إشارة واضحة إلى أن الهند ستحافظ على علاقاتها العميقة مع روسيا، على الرغم من جهود إدارة بايدن لجذب مودي، مما يظهر أن روسيا ليست معزولة كما كان يأمل البيت الأبيض، حسب صحيفة واشنطن بوست، الأربعاء 9 يوليو 2024، فإنه .

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن زيارة مودي لموسكو وعلاقة الهند مع روسيا، وسط الحرب التي تشنها موسكو على أوكرانيا تثير “مخاوف”.

وبالنسبة لمودي، تظل روسيا مصدرًا حيويًا للأسلحة والطاقة وتكنولوجيا الفضاء التي تعتبرها الهند ضرورية لتحقيق مكانة القوة العظمى. وفي الوقت نفسه، تم تمويل جهود بوتين الحربية بشكل كبير من خلال مشتريات الهند من النفط الروسي، التي زادت بمقدار 20 ضعفًا منذ عام 2021، مما عزز مكانة بوتين الدولية.

علاقة استراتيجية

أشاد مودي يوم الاثنين بـ”العلاقة الاستراتيجية الخاصة والمتميزة بين الهند وروسيا” لدى مغادرته إلى موسكو، حيث استقبله راقصون ومهنئون يلوحون بالأعلام الهندية والروسية. والتقى بوتين ومودي مساء الاثنين في مقر إقامة الزعيم الروسي في منطقة نوفو أوجاريوفو بموسكو، لتناول الشاي على شرفة خارجية.

وقال مودي، وفقًا لمقاطع نشرتها وسائل الإعلام الرسمية الروسية: “إنه لشرف عظيم أن أزور منزل أحد الأصدقاء”. ورد بوتين قائلاً: “سنجري محادثات رسمية غدًا، لكن اليوم يمكننا التحدث في جو منزلي، في مقر إقامتي”. مضيفًا: “أود أن أهنئك على إعادة انتخابك رئيسًا للوزراء؛ وهذا ليس من قبيل الصدفة بل نتيجة لعملك الدؤوب على مدى سنوات عديدة. لديك أفكارك الخاصة، وأنت نشيط للغاية وتنجح في تحقيق النتائج باسم الشعب الهندي”.

أخبار حياة - الأردن | زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى روسيا تثير مخاوف واشنطن #أخبار_حياة #حياة_اف_ام

الهند تسير على حبل مشدود

تأتي هذه الزيارة بعد أقل من شهر من أداء مودي اليمين لولاية ثالثة، مما يمنحه فرصة لإظهار لبوتين أن الهند لم تنزلق بعيدًا إلى المعسكر الغربي، حتى مع وصول التعاون بين الولايات المتحدة والهند إلى أعلى مستوياته منذ عقود، بحسب المحللين الهنود.

وأوضح سفير الهند السابق لدى روسيا ونائب الحزب الوطني ومستشار أمني يواصل تقديم المشورة للحكومة الهندية، بانكاج ساران إلى أن “القرار بالبدء مبكرًا في هذه الولاية هو إشارة إلى أن الهند لا تزال مستثمرة في العلاقة مع روسيا، وهذا جزء لا يتجزأ من سياسة الهند الخارجية، التي تتجاوز الخطوط الحزبية”.

مخاوف أمريكية

أضاف ساران أن المؤسسة الهندية أعطت الأولوية لتنمية العلاقات مع واشنطن، بينما كانت تسعى إلى تهدئة المخاوف الأمريكية من خلال تقديم الهند كمحاور محتمل بين روسيا والغرب. ورغم أن العلاقات الهندية الروسية تعود إلى حقبة الحرب الباردة، فإن علاقات الطاقة والدفاع بين روسيا والهند، أكبر مشتر للأسلحة في العالم والمستورد رقم 3 للنفط، تعمقت في نواح كثيرة.

وارتفعت واردات الهند من الخام الروسي من 2.5 مليار دولار في 2021، قبل اندلاع الحرب الأوكرانية، إلى 46.5 مليار دولار في 2023، بحسب بيانات وزارة التجارة الهندية. ويقول المسؤولون الهنود إن المعاملات تم تسعيرها بأقل من الحد الأقصى البالغ 60 دولارًا للبرميل الذي فرضته مجموعة الدول السبع، وقد امتنعت الولايات المتحدة عن انتقاد مشتريات الهند.

ولكن هذه المشتريات تمثل مكاسب كبيرة غير متوقعة بالنسبة لروسيا، حتى أن المسؤولين الهنود بدأوا في التعبير عن مخاوفهم بشأن العجز التجاري المتصاعد في الهند. وبينما حث المسؤولون الأمريكيون الهند سرًا وعلنًا على الابتعاد عن الأسلحة الروسية، أعلنت شركة روستيك العملاقة لتصنيع الأسلحة المملوكة للدولة الروسية الأسبوع الماضي أنها ستنتج ذخيرة دبابات خارقة للدروع في الهند لتزويد الجيش الهندي، وفق واشنطن بوست.

ماذا قال زيلينسكي عن زيارة مودي لبوتين في روسيا؟

روسيا تلعب على كل الأوتار

يقول المسؤولون والمراقبون الهنود إنهم يأملون أن يشير بوتين إلى مودي بأنه حافظ على درجة من الاستقلال عن الصين، منافسة الهند، في وقت يُنظر فيه إلى روسيا بشكل متزايد على أنها شريك أصغر لبكين. وقال ساران إن الهند تأمل في “إشراك روسيا وتقديم خيارات لها وتذكير روسيا بأن عليها أن تكون على دراية بكيفية إدارة علاقاتها مع الصين، وستراقب الهند عن كثب العلاقات العسكرية أو الاستخباراتية بين روسيا والصين ومدى الضرر الذي ستلحقه بالهند”.

بالنسبة لبوتين، فإن زيارة مودي، التي تنتهي اليوم الثلاثاء، توفر فرصة أخرى لإثبات أنه ليس معزولًا تمامًا بشأن حربه في أوكرانيا. ويقول المسؤولون والمحللون الروس إنه على الرغم من الصداقة الودية والصداقة “بلا حدود” بين بوتين والزعيم الصيني شي جين بينج، فقد أثبت الرئيس الروسي أنه حافظ على مسافة معينة من الصين. وفي الشهر الماضي، زار بوتين كوريا الشمالية في زيارة “لم تلق استحسانًا كبيرًا في بكين”.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول لم تكشف هويته: “عندما أصبحنا معتمدين بشكل كامل على الصين، قمنا فجأة على زيارة إلى كوريا الشمالية، والآن هذا التوازن مع الهند”. “مع هذه الأنواع من المثلثات، يستطيع بوتين موازنة الوضع لإظهار أنه ليس خاضعًا تمامًا”.

ربما يعجبك أيضا