بعد تراجعه في فرنسا وإيران وبريطانيا.. هل يندثر اليمين المتطرف؟

عمر رأفت
- بعد تراجعه في فرنسا وإيران وبريطانيا.. هل يتأكل اليمين المتطرف؟

كانت الانتخابات في فرنسا وبريطانيا بمثابة انتصار لليساريين والإصلاحيين على المستبدين واليمين، وحتى في إيران، ورغم أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة، إلا أن الشعب انتخب مسعود بزشكيان.

وحسبما ذكرت إذاعة صوت أمريكا، أمس الاثنين 8 يوليو 2024، ففي فرنسا، نجح اليسار في التغلب على اليمين المتطرف، كما عاد حزب العمال من يسار الوسط في المملكة المتحدة إلى السلطة بأغلبية ساحقة بعد 14 عامًا من حكم المحافظين، فيما اختار الناخبون الإيرانيون، المرشح الأكثر اعتدالًا من بين مرشحين ليحل محل المتشدد الراحل إبراهيم رئيسي.

تراجع اليمين

على خلفية ما حدث، قال المحللون إن اليمين لم يختف ولكن ربما تراجع قليلًا، وقال المحلل السياسي بمجموعة أوراسيا، مجتبى الرحمن، إن هذا ليس وضعًا جيدًا بالنسبة لفرنسا أو أوروبا أو حلف شمال الأطلسي، وفرنسا عضو في مجموعة السبعة، وعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أي شيء يضعف إيمانويل ماكرون، سيؤدي بالطبع إلى انتقاص من نفوذه، وكذلك من نفوذ فرنسا، في العالم”، وفي المقابل، تتعهد الحكومة البريطانية الجديدة بإعادة التواصل مع العالم بعد سنوات شهدت تهميش المملكة المتحدة وتشتيتها بسبب خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وفاز حزب العمال الذي يتزعمه رئيس الوزراء كير ستارمر بأغلبية كبيرة في انتخابات المملكة المتحدة، إذ حصل على 412 مقعدًا من أصل 650 مقعدًا في مجلس العموم، وانخفض عدد مقاعد حزب المحافظين، الذي يحكم منذ عام 2010، إلى 121 مقعدًا، وهي أسوأ نتيجة في تاريخ الحزب الممتد 190 عامًا.

وسيكون حزب العمال قادرًا على تنفيذ سياساته، لكن الصورة أقل استقرارًا مما توحي به الأغلبية، وكان انتصار حزب العمال مبنيًا على شيئين وهم، الغضب من المحافظين، والتصويت التكتيكي لطردهم، وحزب متمرد على اليمين، حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، الذي أدى إلى تآكل دعم المحافظين.

بزشكيان يواجه قيودًا

فاز الإصلاح بـ5 مقاعد فقط لكنه حصل على ما يقرب من 14٪ من الأصوات، وقال زعيمه، نايجل فاراج، إن خطته تهدف إلى تولي دور المعارضة الحقيقية لحكومة حزب العمال، فيما شهدت الجولة الأولى من الانتخابات الإيرانية أدنى نسبة مشاركة منذ الثورة عام 1979، واختارت الحكومة المرشحين ولم يراقب أي مراقبين معترف بهم دوليًا على التصويت، وربما يصاب الإيرانيون، والمراقبون الدوليون، الذين يأملون في حدوث تغيير كبير بخيبة أمل، وقد صرح بزشكيان بقوة أنه يؤمن بأن خامنئي له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة.

وقال مركز صوفان ومقره نيويورك في تحليل له يوم أمس الاثنين، إن بزشكيان يواجه قيودًا واسعة النطاق على سلطته من قبل خامنئي وكبار مساعديه وحلفائه، وجميعهم من المحافظين المتشددين، وجاء في التحليل أن خامنئي أصدر دعوة إلى الوحدة والاستمرارية بعد إعلان النتائج، ونصح الرئيس المنتخب بمواصلة المسار الذي رسمه رئيسي، وهو تحذير غير مباشر لبزشكيان بعدم تجاوز حدود سلطته.

فيما قال أستاذ السياسة في جامعة مانشستر، روب فورد، إن الناخبين في جميع أنحاء العالم، الذين عانوا من ارتفاع معدلات التضخم وضغط تكاليف المعيشة، عبروا عن قدر كبير من الاستياء من أداء الحكومة.

 

ربما يعجبك أيضا