المُحادثات النووية بين واشنطن وطهران.. احتمالات العودة بعد فوز بزشكيان

حكومة بزشكيان تختار التفاعل بدلًا من التوتر مع الغرب

يوسف بنده

الرئيس الإيراني الجديد سوف يوازن بين البراجماتية والالتزام بالمعايير الأيديولوجية التي تؤمن بها الجمهورية الإسلامية.


مع وصول الرئيس الإصلاحي، مسعود بزشكيان في إيران، تجددت الآمال باستعادة المُحادثات النووية بين إيران والقوى الغربية.

وتأتي أولوية المحادثات النووية في ظل اقتراب الاتفاق النووي من انتهاء صلاحية في أكتوبر 2025، وسط مخاوف من إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران بقوة آلية الزناد.

ماثيو ميلر

المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر

رسالة أمريكية

بدا أن هناك حالة من تبادل الرسائل بين واشنطن وطهران من أجل الحفاظ على مبدأ التواصل والاستعداد دائمًا للعودة للمحادثات النووية، وحسب تقرير صحيفة “آرمان أمروز” الإيراني، اليوم الأربعاء 10 يوليو، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، إنه لا يتوقع أي تغيير في سلوك طهران بعد انتخاب مسعود بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران.

لكن في الوقت نفسه، حملت تصريحات ميلر إشارة للتواصل، إذ قال: “إذا كان للرئيس الجديد سلطة اتخاذ إجراءات للحد من برنامج إيران النووي ووقف تمويل الأنشطة المزعزعة في المنطقة، فمن الواضح أننا سنرحب أيضًا بهذه الإجراءات”، ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لإعادة فتح أبواب الدبلوماسية مع إيران، على الأقل بعد اختيار بزشكيان، قائلا: “لقد قلنا دائما أن الدبلوماسية هي الطريقة الأكثر فعالية للتوصل إلى حل فعال ودائم فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني”.

وحسب الصحيفة الإصلاحية، فإن هناك أشخاص مثل دينيس روس، المساعد الخاص للرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما والمفاوض المتمرس في شؤون الشرق الأوسط، أعربوا عن أملهم في المستقبل وتوقعوا أن الرئيس الإيراني الجديد سوف يوازن بين البراجماتية والالتزام بالمعايير الأيديولوجية التي تؤمن بها الجمهورية الإسلامية.

2022 7 2 18 29 54 531

ترامب أم بايدن؟

أولوية الانتخابات الأمريكية

أشارت صحيفة “تجارت” الإيرانية، اليوم الأربعاء، إلى أن البيت الأبيض منشغل بالانتخابات الأمريكية وغير مستعد لأية محادثات نووية معلنة في الوقت الراهن.

واعتبرت الصحيفة الإيرانية أن تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، الاثنين الماضي 8 يوليو، بأن النظام الإيراني لا يزال يدعم الجماعات الإرهابية، مثل حزب الله وحماس وميليشيات الحوثي.

وكذلك رده على سؤال عما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لاستئناف المفاوضات النووية مع تنصيب رئيس جديد في إيران، قائلًا: “لا”. بأن ذلك دليل على أن واشنطن اختارت التصعيد الإعلامي في مقابل إيران إلى أن يتحدد مصير مَن يأتي إلى البيت الأبيض.

l01tcstiPY2L

المحادثات بين واشنطن وطهران

استعداد إيراني

في إشارة إلى استعداد إيران لاستئناف المحادثات النووية التي تعطلت مع الجانب الأوروبي لحين انتهاء واشنطن من انتخاباتها، كتب سفير إيران في النمسا، عن لفرص والتحديات بين إيران وأوروبا: “طهران مُستعدة لأي خيار في التعاون مع أوروبا، رغم أننا نفضل تفاعلًا ثنائيًا مفيدًا”.

وكتب عباس باقربور في رسالة على موقع إكس، في إشارة إلى فوز مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، إن “اختلاف التصورات والمصالح بين إيران وأوروبا خلق تحديات وفرص متعددة الأوجه، وفي الوقت نفسه، فإن إيران مستعدة لأي خيار، رغم أننا نفضل التفاعل الثنائي المفيد. ونحن نرحب بالأوروبيين للاستفادة من ديمقراطيتنا قبل أن يكلفهم ذلك غاليًا”.

الرئيس الإيراني المنتخب بزشكيان

الرئيس الإيراني المنتخب بزشكيان

التفاعل بدلًا من التوتر

أشار الأكاديمي في جامعة طهران، إبراهيم متقي، في حوار مع صحيفة “دنياي اقتصاد”، اليوم الأربعاء، إلى أن الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة في المستقبل ذات طبيعة متشعبة.

وأضاف: “من المتوقع أن يستمر نمط التفاعل بين إيران والولايات المتحدة على أساس آليات إدارة الأزمات”، موضحًا بأن الطرفين لن يكون لديهما أي رغبة في الصراعات العسكرية على المستوى الإقليمي والتكتيكي في العصر الجديد.

وفي حوار الصحيفة أيضًا، قال الخبير في القضايا الدولية، رضا مجيد زاده، إن بزشكيان بعث برسالة إلى أمريكا خلال حملة انتخابه، بأن مستعد للحوار مع الرئيس الجمهوري ترامب ذاته إذا عاد إلى البيت الأبيض، ما يشير إلى أولوية التفاعل على التوتر بالنسبة لحكومة بزشكيان المُقبلة في إيران.

ربما يعجبك أيضا